شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 17 سبتمبر 2025م13:37 بتوقيت القدس

طلبت الحلاوة فذهب لمركز المساعدات..

نجم "السلّة" بغزة.. شهيد "أمنية" ابنته المريضة!

01 سبتمبر 2025 - 10:21

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

وقع الخبر كالصاعقة، كيف لمحمد أن يموت؟ "بأي ذنب يُقتل أب خرج يبحث عن قطعة حلوى لطفلته المريضة؟ ولماذا ما زالوا يربطون اسم هذه المراكز بالمساعدات بدلًا من ربطها بالموت الذي صار أوضح معالمها؟"، هكذا بدأت ميساء حديثها، بتساؤلات لن تجد جوابها لدى أحد في هذا العالم.

ميساء شعلان، زوجة لاعب كرة السلة محمد شعلان، الذي استهدفه رصاص الاحتلال الإسرائيلي في السادس من أغسطس من العام الجاري، فأصيب مباشرة في قلبه، وذلك أثناء محاولته الحصول على قطعة حلوى من مراكز المساعدات التي توزَّع تحت مسمى "مؤسسة غزة الإنسانية".

بدأت القصة عندما طلبت ابنته مريم، المصابة بفشل كلوي، قطعة من الحلوى، إذ تقطع "إسرائيل" السكر عن سكان القطاع ضمن حصارها المشدد. قالت الطفلة: "حلاوة يا بابا، هذا كل ما أتمناه". وما كان من أبيها إلا أن يدفع حياته ثمنًا لتحقيق حلم صغير تحت الإبادة والتجويع.

تصف الزوجة اللحظة قائلة: "كانت من أصعب لحظات حياتي، محمد استشهد كرامة لطفلته المريضة".

تقول زوجته إنه "خرج متجهًا نحو مراكز توزيع المساعدات في جنوبي القطاع، وكان يدرك أنه ربما لن يعود لخطورة المنطقة وكثرة الشهداء الذين يسقطون كل يوم خلال رحلة البحث عن غذاء". أوصاها بطفله الذي لم يتجاوز عمره الأربعين يومًا حينها، أوصاها بكل أطفاله، ثم انطلق.

وقع الخبر كالصاعقة على عائلته، لم تصدق زوجته ولا سائر أهله إلا بعد مشاهدة جثمانه. وتصف الزوجة اللحظة قائلة: "كانت من أصعب لحظات حياتي، محمد استشهد كرامة لطفلته المريضة".

تُحدثنا عن حياته، فتقول: "بدأ اللعب في سن الرابعة عشرة، وسافر إلى قطر ومصر ثم عاد إلى غزة. كانت الأندية تتنافس على ضمه، وقد عُرف بدماثة خلقه، محبوبًا لدى كل الجماهير، وفي استشهاده راج اسمه حتى نعاه الأقارب والناس الذين يعرفونه والذين لم يعرفوه".

وتخبرنا أمه أن ابنها لم يبكِ يومًا إلا في تلك اللحظة التي علم فيها بإصابة طفلته مريم بالفشل الكلوي. يومها انهمرت دموعه قهرًا وعجزًا عن فعل شيء لها في ظل المجاعة وضعف الإمكانات الطبية. وتضيف: "هنا كانت المرة الأولى التي رأيت فيها ضعف لاعب، وبكاء طفل، وحنان أب في وقت واحد".

وتشير إلى أن محمد كان قد أصيب في حرب الإبادة، ومكث أربعة أشهر في مستشفى شهداء الأقصى يتعافى من إصابته.

"كان أخي يُلقب بفاكهة الملاعب، كان صديق الجمهور كله، ليس مجرد لاعب، بل صاحب روحٍ مرحة، يحب الحياة كثيرًا، وكل غزة تشهد على ذلك".

أما شقيقه، فيستذكر أنه قبل الحرب عُرض عليه اللعب في مركز قلنديا للاحتراف، لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح له، فهم لا يريدون لرياضيي غزة أن يتوسعوا أو ينطلقوا خارج حدودها، لكنهم حتى داخل حدودها قتلوه.

ويتابع: "كان أخي يُلقب بفاكهة الملاعب، كان صديق الجمهور كله، ليس مجرد لاعب، بل صاحب روحٍ مرحة، يحب الحياة كثيرًا، وكل غزة تشهد على ذلك".

وليس محمد وحده؛ فمن الجدير بالذكر أنه وفقًا لـ "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم"، فقد قُتل 785 رياضيًا ومسؤولًا رياضيًا من غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023م، بينهم 437 لاعب كرة قدم.

كاريكاتـــــير