غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:
لا عدد لآلام غزة العظيمة، موتٌ بـ"الجملة" كما يصفه الناس، حزن يشقّ الصدور، وجحيم لا يحتمله إنسان، حتى بطل فلسطين في كمال الأجسام.
اختبرت "إسرائيل" حسين عودة، وأوجعته على مراحل.. آخر مرة كانت يوم السابع عشر من أيار/ مايو الجاري، وهذه قصته عندما كان أبًا، وصار يتيمًا، لا أم له ولا أطفال.
حسين عودة بطل فلسطيني في كمال الأجسام، تحولت حياته إلى مأساة إنسانية بسبب استمرار الإبادة.. فقدٌ متتابع لكل الأحلام والأحبة والذكريات.
هو بطلٌ فلسطيني في كمال الأجسام، ابن مخيم جباليا شمالي مدينة غزة، تحولت حياته إلى مأساة إنسانية بسبب الإبادة المستمرة التي بدأت بهدم حياته تباعًا، أفقدته أمه، وابنته الوحيدة إيمان، وثلاثة من أشقائه، و5 أفراد آخرين من عائلته بعد قصف منزلهم دون إنذار.
واصلت التدمير، باستهداف ناديه الرياضي الذي أسسه بكدّ سنين حياته وحياة أبيه المُسن، ثم.. قتلت أطفاله الثلاثة الباقين بقصف منزلهم..
يرفض حسين التسليم لفكرة تغييب أطفاله عن الحياة، يدور بين الناس ويرجوهم بأن يساعدوه في انتشالهم، علّه يجد أحدهم حيًا.
بدا منهارًا أمام الشاشات، شاحب الوجه وهزيل الجسد رغم بنائه الصلب، يرجو الناس من حوله أن يساعدوه بإزالة الركام وانتشال أبنائه خالد ويوسف وحمودة، وزوجته معهم، من تحت ركام المنزل، الذي استهدف بعدما ابتعد عنه خطوات فقط، بحثًا عن سيارة تحمل لعائلته حقائب النزوح الجديد من المخيم نحو "مكان آمن"!
ولمفهوم المكان "الآمن" بغزة قصّة حزينة، حيث انعدمت مفاهيم المصطلح تحت نيران الإبادة، يركض الناس أفرادًا وجماعات يفتّشون عن ذرّة منه، لكنهم يرون النار في كل مكان.. حتى السماء صار فضاءًا رحبًا يصب على رؤوسهم الموت دون رحمة، ومن ينجو، فإنها صدفة بالتأكيد.
يرفض حسين التسليم لفكرة تغييب أطفاله عن الحياة، يدور بين الناس ويرجوهم بأن يساعدوه في انتشالهم، علّه يجد أحدهم حيًا، من دون جدوى. بدأت مصيبته بفقد إيمان، وكبرت بفقدان يوسف وخالد وحمودة.
يقول "أنا أتنفس فعلًا، لم أصب بأذى جسدي، لكنني أعيش الموت في كل لحظة مع أطفالي، أحاول أن أتخيل انهيار المنزل تحت القصف، أشعر بآلامهم، أبكي وأصرخ مثلهم، أنادي وأنا بطلهم علّي أسمع صوتًا فأنقذهم، يضربني صوت قذيفة جديدة فأستيقظ من موتي وأعيشه مجددًا".
كان حسين يدير ناديًا رياضيًا فاخرًا (جيم)، بُني قبل حرب الإبادة بعامٍ ونصف، بتكلفة غطاها والده من مكافأة نهاية خدمته بعد 30 عامًا في التدريس. النادي كان مجهزًا بأحدث الأجهزة وبأسعار تناسب سكان غزة، دمره الاحتلال بالكامل، حيث كان يتكون من 3 طوابق، وقُصف مرتين: الأولى أتلفت المدخل، والثانية دمرته كاملًا.
يُعبر عن حسرته: "عملت المستحيل من أجل افتتاح هذا المشروع، لكن الحرب قضت عليه وعلى كل شيء".
مثّل حسين فلسطين في بطولات دولية، وحصل على المركز الأول في إحداها بلبنان، كان يعدّ نفسه للمشاركة في بطولة العرب بمصر قبل اندلاع الحرب.
ومثّل حسين فلسطين في بطولات دولية، وحصل على المركز الأول في إحداها بلبنان، كان يعدّ نفسه للمشاركة في بطولة العرب بمصر قبل اندلاع الحرب، كما أنه كان ينتمي إلى نادي الصخرة الرياضي لكمال الأجسام، حيث يُعدُّ من أبرز لاعبي النادي.
وخلال الحرب، أصبح حسين صوتًا للناس في شمال غزة، حيث رفض النزوح وبقي ينشر معاناة أهله عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ظهر في مقاطع فيديو مؤثرة يبكي، ويشرح معنى البيت. ينشر صور أطفاله وحياتهم عندما كانوا مولعين بالحياة ويشتعلون شغفًا، صورًا لضحكاتهم قبل أن تطفئ الإبادة نورهم، وتتنزع أرواحهم أيضًا.