شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الجمعة 24 اكتوبر 2025م05:10 بتوقيت القدس

السيولة شحيحة والتجار يرفضونها..

"بسطة" لترميم الأوراق النقدية التالفة بدير البلح!

14 اعسطس 2024 - 12:53

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

لم يتوقع المواطن عبد الله حامد (37 عامًا)، النازح في خيمة قرب مركز إيواء بدير البلح، وسط قطاع غزة، أن يضطر يومًا للبحث عمن يُصلح له ورقةً نقديةً مهترئة من فئة (100) شيقل.

يقول: "داخل الخيام، علينا أن نتوقع كل شيء. كل الظروف مهيئة لتلف جسد الإنسان، فما بالنا ونحن نحكي عن العملة".

يحكي عبد الله عن حر الخيمة، والرطوبة، والحشرات، والقوارض، التي تقتحم حياة النازحين وتزيدها صعوبة، مضيفًا: "لطالما اشتكى أصدقائي من تلف أوراقٍ نقدية لهذه الأسباب".

يحكي الرجل، عن حر الخيمة، والرطوبة العالية، والحشرات، والقوارض، التي تقتحم حياة النازحين وتزيدها صعوبة، مضيفًا: "ولطالما اشتكى أصدقائي من تلف أوراقٍ نقدية يحملونها في جيوبهم لهذه الأسباب".

ولفت إلى أن المبلغ المهترئ بحوزته، لم يكن بسيطًا بالنسبة لرجلٍ خسر مصدر رزقه شمالي قطاع غزة، ولهذا كان معنيًا بإصلاح الورقة، التي رفضها الباعة والتجار، "حتى لقاء خسارة".

يضيف: "أخبرني صديق عن رجل يستطيع إصلاحها، داخل المدرسة، فذهبت، وبالفعل، فعل معي معروفًا لن أنساه مقابل شواقل بسيطة".

على بسطةٍ صغيرة داخل المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين، وسط قطاع غزة، كان ياسر أبو هربيد، النازح من مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة، يحاول إصلاح ورقة من فئة 20 شيقلًا.

لم يتخيل طوال حياته أن يؤول به الحال إلى هذه المهنة، لولا أنه مرَّ بعدة مواقف شخصية، جعلته يشعر باليأس، بعد رفض التجار أخذ أوراقٍ نقديةٍ "قالوا إنها تالفة" منه، مقابل احتياجات أطفاله.

يشرح: "وصلتني حوالة، ولما ذهبت لأحصل عليها من أحد محلات الصرافة، أعطاني الصراف جزءًا من المبلغ بأوراق نقدية تالفة، مؤكدًا أن التجار سيقبلونها، وأن نقص السيولة سيجبرهم على ذلك".

عندما بدأ أبو هربيد يتعامل بتلك الأوراق، رفض التجار في السوق أخذها منه، وهنا بدأ بالتفكير بطريقةٍ تساعده على تصليح الأوراق الموجودة عنده، وبالفعل. "تعاملت بالأوراق النقدية بشكل طبيعي في السوق، وأخذها التجار مني بعد أن خضعت لعدة عمليات ترميم" يزيد.

عندما علم المحيطون به بالقصة، بدأوا يتهافتون إلى خيمته ويطلبون تصليح العملة التالفة معهم، ولما نجح الأمر أكثر من مرة، قرر أن تكون هذه الفكرة مصدر رزقه.

ويعاني قطاع غزة من أزمةٍ في السيولة، بسبب تأثيرات الحرب المتواصلة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وبات معظم المواطنين يتعاملون بعملاتٍ أقرب للتالفة، نتيجة ظروف النزوح، وسوء الحفظ، وما يرافق العيش في الخيام من واقعٍ مرير.

ويكمل: "الفكرة مهمة للسوق في ظل انتشار العملة النقدية المهترئة بشكل كبير، حيث يمر تصليح أي ورقة نقدية بعدة مراحل أولها إزالة اللاصق عن وجه العملة، ثم ترميمها لتصبح جاهزة لإعادته".

 وينبه إلى أنه كلما كان اللاصق أقل على العملة، تكون مرغوبة لدى التجار بشكل أكبر، مشيرًا إلى أنه يستخدم لاصق خاص بهذا الشأن يقبله التجار والبنوك، متابعًا: "أحصل على الحد الأدنى من الأجر إزاء تصليح الأوراق: شيقلان مقابل العشرين، وثلاثة مقابل الخمسين، و5 شواقل مقابل المئة وما يوازيها من العملات، كالدينار والدولار".

يخبرنا محمود حرب، الذي يقطن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أنه حصل على أوراق نقدية تالفة من محل صرافة مؤخرًا، بعد فشله بسحب راتبه الشهري من الصراف الآلي، وقد وافق على استلامها بعد أن أخبره صاحب المحل بعدم وجود غيرها لديه، حاجته الماسة للسيولة النقدية.

اضطر حرب للتوجه إلى بسطة أبو هربيد، بعد أن واجه استغلالًا من التجار الذين وافقوا على أخذ النقود الممزقة منه، بأقل من قيمتها، فأصلحها له، وعاد يستخدمها بشكلٍ طبيعي في السوق.

وقبل اندلاع حرب الإبادة بغزة، كانت الأوراق النقدية التالفة والمهترئة، تستبدل بأوراق جديدة، ضمن التنسيق الفلسطيني الإسرائيلي في هذا المجال، لكن هذا لم يحدث منذ بداية الحرب، وهو الأمر الذي جعل الأوراق المهترئة بلا قيمة في سوق التعاملات التجارية بغزة.

كاريكاتـــــير