شبكة نوى، فلسطينيات: في فناء بيته الواقع ببلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ينشغل الستيني رياض قديح بتقطيع نحو 10 كيلوجرامات من التفاح "من غير الدرجة الممتازة".
بقشره، وبذره، يضع قديح التفاح المقطّع في وعاءٍ بلاستيكيٍ كبير، ثم يغطّيه بقطعة قماش رقيقة منعًا لوصول الذباب، والسماح بدخول الهواء وخروج الغازات، ثم ينقله إلى مكانٍ دافئ. يتركه لأكثر من شهر، وأحيانًا لمدةٍ تصل إلى شهرين ليتحول ما في داخل "الطشت" إلى خلٍ طبيعي، صالحٍ للاستهلاك الآمن.
يعمل قديح عطارًا في بلدته، ويعد خل التفاح أكثر مبيعاته طلبًا، إذ يقصده كثيرون لشراء "أجود أنواع الخل لأغراضٍ مختلفة ومعظمها علاجية" وفق قوله.
يخبر "نوى" أن الناس هنا، مؤمنون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم القائل "خير الإدام الخل"، ولذلك يستخدمونه لعلاج الكثير من المشكلات الصحية التي يعانون منها، وعلى رأسها السمنة.
إنتاج لتر واحد من خل التفاح، يحتاج -وفق الرجل- إلى ما بين 7 و8 كيلوجرامات من التفاح، وهذا ما يفسر ارتفاع سعر الخل الطبيعي، إذ يبلغ قرابة الثلاثين شيقلًا للتر الواحد.
ويؤكد قديح أن الخل الطبيعي، أجود من المستورد "الذي يقال إنه طبيعي"، إذ غالبًا ما يكون مخلوطًا بالماء، أو مضافًا إليه مواد حافظة، منبهًا إلى أن خطوات إنتاج الخل الطبيعي، تعطيه الحق في رفع سعر، فهي بالإضافة لسعر كيلوات التفاح "مرهقة" بدءًا من التقطيع، إلى المتابعة خلال فترة التخمير، وحتى طحن التفاح المخلل، وعصره في مكبسٍ حديدي، وتصفيته من الشوائب، ثم تسويقه في عبوات بلاستيكية مختلفة.
يضيف قديح: "يطلبه زبائن دكاني للعديد من الأمور، إضافته إلى الطعام، وتخفيف الوزن، وحتى أن بعض الأطباء يصفونه لتجفيف حب الشباب، وعلاج أمراض المعدة والقولون".
لطالما شارك رياض قديح في معارض المنتجات المحلية، التي يتم تنظيمها داخل قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد على 16 عامًا، "ولذلك يلاقي منتج الخل الذي أصنعه رواجًا كبيرًا على مستوى القطاع ككل" يعقب، كما أنه يزور معظم أسواق القطاع الشعبية، من شمال القطاع إلى جنوبه، ليبيع منتجاته هناك.
يلفت الستيني الطيب إلى أنه في أحيان كثيرة، يمكن أن يخفض سعر العبوة للمحتاجين، الذين تتطلب أمراضهم تخفيض سعره "فحتى هذا المنتج البسيط، يمكن أن يواجه عقبة الحصار، ووضع الناس الاقتصادي الصعب".
