شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م19:18 بتوقيت القدس

عدوانٌ في غزة.. دعم عربيٌ خَجول وصورة من أجل "المصالحة"

فلسطين 2022م.. ألغامٌ على خاصرة الضفة

04 يناير 2023 - 13:25

رام الله- غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

لا يحتاج الزائر لمخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، إلى الكثير كي يقرأ أحداث عامٍ كاملٍ مرّ بالمدينة. صور الشهداء التي غصّت بها الأزقة والحارات هناك، كافية لتحكي قصص 59 شهيدًا سقطوا خلال 2022م على أرض المخيم.

ولا يحتاج المستفسر عن أحوال غزة، لأكثر من سؤال محرك البحث في جوجل: كم شهيدًا فقدت هذه المدينة المحاصرة في العام المنصرم؟ لتأتيه الإجابة على هيئة صور. أمهاتٌ ثكالى، وأطفالٌ يودعون جثة، وطفلة مبتورة الأيدي والأقدام، وأخرى فُقأت لها عين! ومبانٍ مهدّمة، في عدوانٍ دام ثلاثة أيامٍ، صعدت خلالها 48 روحًا إلى السماء، بينها 16 طفلًا، و4 سيدات.

ولا يحتاج المتتبّع للظرف السياسي الداخلي في فلسطين، لأكثر من أن ينظر إلى صور وفود المصالحة التي اجتمعت في أكتوبر الأخير على أرض الجزائر. أن يدقق النظر جيدًا في المصافحات الحارة، وابتسامات القادة العريضة لعين الكاميرا، حتى يدرك أن "حلم الوحدة" لا يزال بعيدًا جدًا، وأن شيئًا على أرض الواقع لم يتغير بعد.

ولا يحتاج المنتظر لهبةٍ عربيةٍ قادمة، لأكثر من أن يقرأ -على عجالةٍ- نتائج القمة العربية التي انعقدت بالجزائر في نوفمبر. تلك التي حضرها قادة تسع دولٍ فقط، إضافةً إلى الرئيس الجزائري، وهُم: أمير قطر، ورؤساء مصر، وفلسطين، وموريتانيا، والعراق، وتونس، وجزر القمر، والصومال، وجيبوتي، لتشارك باقي الدول العربية بتمثيلٍ أقل!

وبرغم أن القضية الفلسطينية تصدّرت جدول أعمال القمة، بسبب بلوغ ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين مستوى غير مسبوق، أفرد البيان الختامي "توصيات عادية" لا تشبه في شيءٍ الوضع "غير العادي" الذي يعيشه أهلها فيها، حين أكد على "الدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، والتمسك بمبادرة السلام العربية لعام 2002م بكافة عناصرها، والالتزام بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية".

أهاب البيان أيضًا بضرورة دعم توجه فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتوحيد جهود الدول العربية لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني في إطار "إعلان الجزائر" لعام 2022م.

لكن، لعلّ ما يعوّل عليه في أي حديثٍ عن "فلسطين" هذا العام -بالنسبة للفلسطينيين على الأقل- هو وحدة الدم النازف. ذاك الذي لم يختلف في الضفة، عنه في غزة، عنه في الداخل المحتل،  لكنه "كان الأكثر دموية منذ عام 2005" وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، حين فقد الوطن 230 شهيدًا، (171) منهم في الضفة، و(6) في الأراضي المحتلة عام 1948م... هذا العام بدأ أحمرَ، واختُتم أحمر.. إليكم التفاصيل:

"عرين الأسود".. نقطة البدء

تصدّرت جنين، في عام 2022م، مشهد المقاومة مع مدينة نابلس القريبة شمالي الضفة الغربية، لتُسجّل "إسرائيل" هذا العام، أعلى عدد قتلى في صفوف جنودها منذ العام 2005م، وفقًا لمصادر عبرية، بواقع 31 قتيلًا، ونحو 500 إصابة.

قوات الاحتلال، استمرت على مدار العام المنصرم، بملاحقة المقاومين بعمليات اغتيال استهدفت مقاومي "كتيبة جنين"، وامتدادها "كتيبة نابلس"، فاغتالت "أدهم مبروكة"، و"محمد الدخيل"، و"أشرف مبسلط" بنابلس في فبراير/شباط، الأمر الذي شكل نقطة تحول على صعيد العمل المقاوم في عموم الضفة الغربية، بعد تشكيل "كتيبة عرين الأسود"، بقيادة "محمد العزيزي"، وخاضت عملياتها النوعية ردًا على اغتيال الشبان الثلاثة.

عمليات الاغتيال لم تتوقف بعدها، واستهدفت 40 شهيدًا من منفّذي العمليات، والمطارَدين، وقادة كتيبة جنين، وعرين الأسود، آخرهم الشهيدَين طارق فوزي الدمج، وصدقي صديق زكارنة في الثامن من ديسمبر/ كانون أول.

اعتقلت قوات الاحتلال خلال العام 6500 فلسطينيًا، أكثر من 4700 منهم ما زالوا في السجون الإسرائيلية.

واعتقلت قوات الاحتلال خلال العام 6500 فلسطينيًا، أكثر من 4700 منهم ما زالوا في السجون الإسرائيلية. في حين هدمت 833 مبنىً فلسطينيًا في الضفة الغربية، والقدس المحتلة.

في القدس، قتل جيش الاحتلال 19 مقدسيًا، وبينما سُلمت جثامين بعضهم ما يزال صقيع الثلاجات يعصر قلوب ذوي الشهداء الآخرين، الذين ترفض سلطات الاحتلال تسليم جثامينهم.

ويبلغ عدد الجثامين المحتجزة، لشهداء محافظة القدس، منذ "هبة القدس" التي اندلعت في أكتوبر لعام 2015م، 15 شهيدًا حتى الآن.

في مقابل هذا كله، العمليات الفلسطينية لم تتوقف، حيث تم توثيق نحو 7200 عملية مقاومة، من بينها 413 حادثة إطلاق نار، أبرزها في الداخل المحتل والقدس، كعملية التفجير المزدوجة عن بُعد في القدس، وعملية "شارع ديزنغوف" التي نفذها الشهيد رعد خازم، وعملية "بني براك" التي نفذها ضياء حمارشة، وعملية "ألعاد" بمدينة اللد المحتلة، التي نفذها الشابان أسعد الرفاعي، وصبحي أبو شقير من بلدة "رمانة" قرب جنين، وقتل خلالها 3 إسرائيليين، وأصيب 3 أخرين.

في النقب، انطلقت هبة شعبية عارمة مطلع العام، استمرت حتى مارس، بعدما عمدت سلطات الاحتلال لحرمان الأهالي من مقومات الحياة الأساسية.

وفي الداخل المحتل عام 1948م، نفّذَ فلسطينيون عمليّاتٍ عدة، أبرزها عملية دهسٍ وطعنٍ مزدوجة في بئر السبع، قُتل خلالها 4 إسرائيليين وأُصيبَ ثلاثة غيرهم، وعملية الخضيرة، التي قُتل فيها جنديّان إسرائيليان، وأصيب 10، وعملية الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، التي أسفرت عن مقتل مستوطن، وجرح 20 آخرين في عملية تفجيرٍ مزدوجة في القدس، والإعلان عن مقتل أحد المصابين لاحقًا.

وفي النقب، انطلقت هبة شعبية عارمة مطلع العام، استمرت حتى مارس، بعدما عمدت سلطات الاحتلال لحرمان الأهالي من مقومات الحياة الأساسية، وضيّقت عيشهم عبر عمليات التجريف والتحريش المتواصلة للأراضي هناك، بغية الاستيلاء على 5% الباقية من أراضيهم، بعد مصادرة 95% منها.

النار في الضفة وغزة

عمليات مقاومة الاحتلال، امتدت على نطاق الضفة الغربية، وكانت أبرزها كمين حاجز الجلمة شمال جنين، التي نفذها شابان من بلدة "كفردان" غرب المدينة (الشهيدَين أحمد وعبد الرحمن عابد) في سبتمبر/ أيلول 2022م، بالإضافة إلى عملية عُدي التميمي التي نُفذت في أكتوبر/ تشرين أول، وقُتلت خلالها مجنّدة إسرائيلية، بينما جُرحَ 5 جنود في عملية إطلاق نار عند حاجز شعفاط شرقيَّ القدس.

وفي نفس الشهر، نُفذت عملية إطلاق نار تبنّتها مجموعات "عرين الأسود" قرب مستوطنة "شافي شمرون" شمالي نابلس، قُتلت خلالها مجندة إسرائيلية. وفي الشهر ذاته أيضًا كانت العملية التي نفذها "محمد الجعبري" بمستوطنة "كريات أربع"، المقامة على أراضي المواطنين بالخليل جنوبي الضفة، وقُتل خلالها مستوطن، وجرح 3 غيره.

وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، نفذ الشاب "محمد صوف" عمليةً مزدوجة قرب مستوطنة "أرئيل" المقامة على أراضي المواطنين شمالي الضفة، قُتل خلالها 3 مستوطنين، وأصيب  ثلاثة غيرهم.

في إطار ملاحقته للمقاومين، شن الاحتلال الإسرائيلي في آب/ أغسطس عدوانه الخامس على غزة.

وفي إطار ملاحقته للمقاومين، شن الاحتلال الإسرائيلي في آب/ أغسطس عدوانه الخامس على غزة، الذي بدأ باستهداف القيادي العسكري الثاني في حركة الجهاد الإسلامي، تيسير الجعبري، قائد منطقة غزة وشمال القطاع في سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة.

استمرت المواجهة ثلاثة أيامٍ، استهدفت "إسرائيل" خلالها العديد من قادة الحركة، التي ردّت بإطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، حتى أعلنت الهدنة بوساطة مصرية، الاثنين، الثامن من أغسطس، على وقع دمارٍ في البنية التحتية يقدر بملايين الدولارات، وسقوط قرابة 50 شهيدًا، وإصابة أكثر من 360 مواطنًا بجراح متفاوتة الخطورة.

ومن الجدير بالذكر، أن غزة، دخلت في يوليو الماضي،  عامها السادس عشر تحت الحصار الإسرائيلي المشدد، الذي فرض عليها منذ عام 2007م، بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات التشريعية التي أجريت في يناير 2006م.

تصاعد الاستيطان

وفي العام الماضي، لم تتوقف عمليات الاستيطان، فقد واصلت "إسرائيل" مخططها بالسيطرة على أراضي الفلسطينيين، والتوسع في المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية، بما فيها مدينة القدس المحتلة.

وإلى جانب الانتهاء من بناء المستوطنات المصادق عليها من قبل الاحتلال عام 2021م، منحت "إسرائيل" تراخيص لبناء 12 ألفًا و934 وحدة استيطانية جديدة في الضفة، بما فيها القدس، وفق معهد "أريج" المختص بمراقبة الاستيطان.

وبحسب المعهد، فقد شهد العام المنصرم، عشرات الأوامر العسكرية، التي كان من بينها أوامر بتوسيع نفوذ المستوطنات، وتوسيعها، وبناء جسور، وشق طرق لربط المستوطنات الإسرائيلية ببعضها البعض، مما ضاعف مساحة المستوطنات من 3.1% من مساحة الضفة، إلى 9.1 %.

ويوثق مركز أبحاث الأراضي، التابع لجمعية الدراسات العربية، استيلاء الاحتلال خلال عام 2022م، على 113435 دونمًا من الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان.

ويوثق مركز أبحاث الأراضي، التابع لجمعية الدراسات العربية، استيلاء الاحتلال خلال عام 2022م، على 113435 دونمًا من الأراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان.

وسجل العام 2022 ارتفاعًا كبيرًا في اعتداءات المستوطنين (1296 اعتداءً)، تركزت في مناطق شمالي الضفة الغربية، حيث استشهد خلالها الشاب "علي حرب" بعد طعنه من قبل مستوطن بسكين في صدره بمنطقة سلفيت، في يونيو/حزيران، وأصيب 211 فلسطيني أخرين.

ومع تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة (29 ديسمبر/ كانون أول) يواجه الفلسطينيون معارك جديدة مع المستوطنين الذين بات ممثلوهم يسيطرون على أبرز الوزارات الفاعلة في الحكومة، التي قد تكون الأكثر تطرفًا في تاريخ "إسرائيل"، مما ينذر بدعمٍ إضافيٍ للمستوطنين في الضفة الغربية، والقدس المحتلة.

يقول المختص بالشأن الإسرائيلي عادل شديد: "كان للمستوطنين وتيار المتدينين الصهاينة الذي يمثلهم، ثقلٌ كبير، دون أن يكون لهم هذا التمثيل الكبير في الحكومة، ومع وصولهم للحكومة، يمكن التوقع بتمرير المزيد من القرارات والقوانين العنصرية، لا سيما فيما يتعلق بالاستيطان، والسيطرة على الأراضي هناك.

شديد: سنشهد زيادةً بوتيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، حيث يمكن أن تصل في ظل الحكومة الحالية لمواجهة دموية بالضفة الغربية.

ويتابع: "سنشهد زيادةً بوتيرة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، حيث يمكن أن تصل في ظل الحكومة الحالية لمواجهة دموية بالضفة الغربية"، مبينًا أن صعود الصهيونية الدينية إلى الحكم، سيضع السلطة الفلسطينية في الزاوية، "وستصبح خيارات استمرارها في المستقبل غير مضمون".

في ديسمبر الماضي، استولى المستوطنون على "بستان الحمراء"، وهي أرض تتبع لدير الروم الأرثوذكس التابع للبطريركية اليونانية.

الأرض التي تبلغ مساحتها 5 دونمات، استولت عليها "إسرائيل"، بعد تسريبها للجمعيات الاستيطانية، ضمن صفقات تسريب الأوقاف المسيحية عام 2004م، التي شملت فندقين في البلدة القديمة بالقدس أيضًا.

جمود سياسي وفشل جديد

ومقابل التغيرات التي تفرضها "إسرائيل" على الأرض، وتطور المقاومة، لم يطرأ أي جديد على المشهد السياسي الفلسطيني. المسار التفاوضي الذي لا تزال تعول عليه السلطة الفلسطينية وقادتها، في حالة جمود واضح، وسط سعي "إسرائيل" الدائم لفرض مزيدٍ من الوقائع، التي تنسف أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية على الأرض.

وعلى المستوى السياسي الداخلي، طغت التسريبات حول الخلافات الداخلية على المشهد. ولعل الحدث الأبرز كان تجميد الرئيس الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح "توفيق الطيراوي"، في سياق خلافات قالت مصادر إنها تأتي في سياق الصراع الداخلي على خلافة الرئيس محمود عباس.

دوليًا كان تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نهاية العام (30 ديسمبر/ كانون أول) لصالح مطالبة محكمة العدل الدولية، بإبداء رأيها بشأن احتلال "إسرائيل" للأراضي الفلسطينية، بناء على طلب السلطة الفلسطينية، هو التحرك الفلسطيني الوحيد ملموس النتائج.

وبحسب القرار ستنظر المحكمة الدولية في "العواقب القانونية" لانتهاك "إسرائيل" المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإجراءاتها لتغيير التركيبة الديموغرافية لمدينة القدس، وطابعها، ووضعها.

وشهد العام 2022م جولة جديدة للمصالحة في الجزائر، لكن دون أن تصل تفاصيلها إلى الشارع الفلسطيني، الذي لم يُبد اهتمامًا بها هذه المرة البتّة.

وشهد العام 2022م جولة جديدة للمصالحة في الجزائر، لكن دون أن تصل تفاصيلها إلى الشارع الفلسطيني، الذي لم يُبد اهتمامًا بها هذه المرة البتّة، بل كانت لديه توقعات مسبقة بفشلها، كما كانت نتيجة لقاءات المصالحة السابقة.

فبعد أكثر من 15 جولة من الحوارات والاتفاقات التي لم تُنفّذ، جاء إعلان الجزائر بلا أي توقعات تُذكر، كما يقول المحلل السياسي المتابع لجلسات الحوار المتعاقبة، هاني المصري.

وبحسب المصري فإن المواطن الفلسطيني يرى الإجراءات التي تعمق الانقسام في كلٍ من الضفة والقطاع، أكثر وضوحًا من كل حديث عن المصالحة بين الطرفين.

وأضاف: "الاجتماع انتهى، واحتفل الجميع دون أن يتم وضع أي خطة لإنهاء أي ملف من ملفات الانقسام".

"استشراف"

وفي ظل هذا المشهد السياسي، تبدو خيارات السلطة الفلسطينية لاستلام زمام مواجهة الواقع الذي تفرضه "إسرائيل"، وتراجع الدعم والتضامن الدولي، محدودةً جدًا، "لكنها غير معدومة" كما يقول الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، الذي يرى أن لدى السلطة الفلسطينية خيارات بالانحياز إلى الشعب الفلسطيني، ومقاومته المستمرة منذ العام الفائت، وتطبيق قرارات سابقة اتخذتها الهيئات العليا في منظمة التحرير، من خلال إعادة النظر في العلاقة مع دولة الاحتلال، وإعادة النظر في شكل ووظائف السلطة القائمة على استمرار التنسيق الأمني والتبعية الاقتصادية.

شاهين: كل المؤشرات تدل على التمسك باستراتيجية البقاء في السلطة، بما يعنيه من بقاء سياساتها، ووظائفها، وكذلك المسؤولين المرتبطين بها دون تغيير.

ويستبعد شاهين لجوء السلطة وقادتها الحالية لهذا الخيار. "فكل المؤشرات تدل على التمسك باستراتيجية البقاء في السلطة، بما يعنيه من بقاء سياساتها، ووظائفها، وكذلك المسؤولين المرتبطين بها دون تغيير" يضيف.

ويكمل: "ما لم نشهد أحداثًا مفصلية بما يتعلق بسياسات إسرائيل بالضم والقتل واستبعاد السلطة، لا أظن أننا سنشهد تغييرات جذرية بالعلاقة مع الاحتلال".

رحل عام 2022م بجملةٍ جديدةٍ من الانتهاكات الإسرائيلية لحق الإنسان الفلسطيني، وكرامته، وحياته. رحل العام بفيض الحسرة على الأحلام فوق أرضٍ لا يرى قادتها إلا أنفسهم. رحل بأنين الباكين على أعمارهم التي أهدرها انقسامٌ طعن ظهر القضية. رحل بقهرٍ على طفولةٍ سحقتها الصواريخ في غزة، وشبابٍ تحاصره الحواجز وبنادق المحتل في الضفة. رحل على وقع دعمٍ عربيٍ "خَجول"، واستيطانٍ يمدُّ أذرعه أكثر ليصيب باقي الأرض، ورحل أيضًا بقاعدةٍ جديدةٍ فرضها الفلسطينيون الذين لم يعد لديهم طاقة لاستيعاب أوامر القيادة: "الدم بالدم.. والبادي محتل".

كاريكاتـــــير