شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م11:45 بتوقيت القدس

حصاد السوشيال ميديا 2022

فلسطين حاضرة رغم قيود "ميتا"

02 يناير 2023 - 15:13

غزة :

#شيرين_ابوعاقلة، #الحرية_لاحمد مناصرة #فلسطين_بالمونديال، #عرين الأسود.

كانت هذه أبرز الوسوم التي تصدّرت مواقع التواصل الاجتماعي خلال العام المنصرم 2022، إلى جانب غيرها، شارك فيها فلسطينيون وجنسيات أخرى، خلال عام كان حافلًا بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية.

https://twitter.com/rdooan/status/1604588194955239426

ويؤكد تقرير لشركة آيبوك المتخصصة في مجال مواقع التواصل الاجتماعي، نُشر مطلع يناير 2023، ففي عام 2022 بلغت نسبة انتشار مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين 65.7%، وعدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في فلسطين من النساء تفوقت على الرجال بنسبة 51.4% في حين بلغت نسبة استخدام الذكور 48.6%..

وكشف التقرير اتجاه مستخدمي مواقع التواصل في فلسطين لاستخدام تطبيقي تيك توك وتيلجرام، كونها أتاحت للمستخدمين مساحة أكبر للتفاعل الآمن ونشر القضية، واستعرض التقرير أبرز الوسوم التي تصدّرت المشهد العام الماضي مثل "عرين الأسود"، "كتيبة جنين"، "شدوا بعضكم"، وكان تطبيقي تيك توك وتيلجرام من أبرز التطبيقات التي دعمت تلك الظواهر.

نوى أيضًا بدورها، سعت إلى رصد أبرز الوسوم التي تصدّرت المشهد في العام الماضي، انطلاقًا من الأحداث الميدانية التي عايشها الفلسطينيون.

في 20 ديسمبر 2022، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة الأسير الفلسطيني المريض ناصر أبو حميد، جراء سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين، فتصدر وسم #ناصر_ابو_حميد وإلى جانبه وسم #بدنا_ولادنا ضمن حملة شعبية للمطالبة باستعادة جثامين الشهداء الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي فيما تسمى "مقابر الأرقام".

#مسيرة الخلود

 بالتزامن مع استشهاد الأسير أبو حميد كذلك غرّد الفلسطينيون على وسم حمل اسمَه، فضلًا عن وسم #مسيرة_الخلود، الذي يُعرّف بقضية احتجاز "إسرائيل" لجثامين الشهداء الأسرى، وعددهم 11، أقدمهم الشهيد الأسير أنيس دولة من قلقيلية الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم استشهدوا خلال عام 2019، ولا يزال الوسم نشِطًا حتى لحظة كتابة هذه السطور.

https://twitter.com/shejae3a/status/1607437838890553345

#الحرية_لاحمد_مناصرة

هذا الوسم المُتجدد، الذي غرّد عليه آلاف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، باللغة العربية #الحرية_لاحمد_مناصرة، وبالإنجليزية FreeAhmadManasrah#، لحشد الرأي العام الدولي للضغط على سلطات الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسير أحمد مناصرة الذي اعتقل عام 2015 حين كان يبلغ 13 عامًا، في انتهاكٍ صارخ لأكثر من 25 مادة في اتفاقيات جنيف وبروتوكوليْها الإضافيين، واتفاقية حقوق الطفل الدولية، التي توفر حماية عامة وخاصة للأطفال خلال "النزاعات المُسلحّة"، بينما يزجّ الاحتلال أحمد مناصرة في العزل الانفرادي منذ عامٍ كامل، بعد اعتقالٍ تعسفي وتعذيب جسديٍّ ونفسيٍّ، وحكم عليه جورًا بالسجنِ 12 عامًا، بادّعاء محاولة قتل مستوطِن، ولا أحد سينسى العبارة الشهيرة التي قالها لمُحقق إسرائيلي تحت ضغط وتعذيب شديديْن "مش متذكّر".
https://twitter.com/FreeManasra2/status/1606744401052667904

وفي 13 نوفمبر 2022، تمكنت والدته من لمس أصابعه لأول مرة منذ 7 سنوات، إذ كان يرفض القاضي الإسرائيلي السماح لها بمصافحته! وعن هذا قالت "ابني مسك أصبعي وظل يقبّله وهو يرتجف ويبكي بشدة، فرحت كثيرًا لأني لمست أصبعه بعد حرمانٍ طويل".

وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاليًا 170 طفلًا في سجون "عوفر" و"مجدو" و"الدامون" في ظروف إنسانية صعبة وتردّي الخدمات الصحية وسوء المعاملة، بينما تعرّض نحو 780 طفلًا للاعتقال خلال عام 2022.

#شارة_الكابتن_فلسطينية

أمّا هذا الوسم، فكان رافق حملة إلكترونية انطلقت قُبيل بدء كاس العالم 2022 في قطر، دعت المنتخبات المُشاركة في المونديال، وخاصة العربية منها، إلى وضع العلم الفلسطيني بدل شارة القيادة، لتعزيز التضامن والإسناد للقضية الفلسطينية.

https://twitter.com/SirM7md/status/1579585922278264833

وتفاعل مغردون وإعلاميون من الوطن العربي، والعالم، بشكل كبير مع الحملة، التي حقّقت وصولٌ وتأثيرٌ كبيرين، حتى أنّ صحيفة "غلوبو" البرازيلية وصفت فلسطين بأنها الفريق غير الرسمي في بطولة كأس العالم.

وتطرّقت إلى صورة المنتخب المغربي بعد انتصاره التاريخي على أسبانيا في دور الـ16 بركلات الترجيح 3-0، والتي ظهر فيها اللاعبون يحملون العلم الفلسطيني، وقالت الصحيفة إنّ المونديال أتاح فرصة نادرة من التضامن مع فلسطين، حيث وفد المشجعون من مختلف البلدان، يهتفون لفرق بلدانهم، وجنبًا إلى جنبٍ يعبرون عن دعمهم للقضية الفلسطينية!

وصول القضايا إلى "الترند"

رئيس دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت د. محمد أبو الرب يرى أن التوقيت يلعب دورًا مهمًا في التفاعل مع الوسم، مُرجحًا أنّ ما "يتحكم في وصول القضايا إلى أن تكون ترند هو ترتيبها بين مجمل القضايا المتداولة على منصات التواصل الاجتماعي في ذات الوقت".

ويوضح د. أبو الربّ أن "الترند" هو عبارة عن تفاعل مُكثّف مع حدث معين، يُمكن أن يتواصل لساعات أو لأيام، مُنبّهًا بأهمية أن يكون المحتوى المُعدّ للنشر عن هذا الحدث مُختلف، وتكاملي، وتراكمي، وأن يتم نشره على فترات متقطعة ومتتابعة، حتى يتواصل الزخم حول القضية المُثارة.

وحول كيفية الاستثمار الأفضل للأدوات الرقمية في تنفيذ الحملات الرقمية، لتحقيق أكبر تفاعل مع الوسوم، تطرّق د. أبو الرب إلى أهمية تنوّع المحتوى، وجعله واقعيًا يُحاكي ما يشهده ويعيشه الجمهور المُستهدف، فضلًا عن أهمية إيجاد تقارب بين القضايا المحلية وقضايا عالمية لا خلاف عليها، وكذلك التركيز على القضايا الإنسانية التي لا مفرّ من التفاعل معها.

#خليل_عواودة

الأسير الأربعيني الصلب، الذي كان اسمه وسمًا نشِطًا على مدار خمسة شهور على الأقل، عبر منصات التواصل الرقمي الفلسطيني والعربي، بفعل إضرابه المفتوح عن الطعام الذي خاضه رفضًا لاعتقاله الإداري التعسفي في السجون الإسرائيلية، دون تهمة أو محاكمة، واستمر 172 يومًا، قبل أن يُعلّقه مطلع سبتمبر 2022، إثر التوصل لاتفاق تعهد بموجبه الاحتلالُ بالإفراج عنه مطلع أكتوبر.

وخليل عواودة أبٌ لأربعِ بناتٍ، كان الاحتلال اعتقله من منزله في بلدة إذنا غربي الخليل، أواخر ديسمبر 2021، وحوّله للاعتقال الإداري لمدة 6 شهور، ليُعلن بعدها في مارس 2022 الإضراب المفتوح عن الطعام، علمًا بأنه قضى قرابة 12 عامًا في سجون الاحتلال، متفرقةً، نصفها في الإعتقال الإداري.

https://twitter.com/RAFRAFI_MED/status/1565117788431306757

#غزة

و#غزة_تحت_القصف، الوسم الذي لا يخلو منه أي عامٍ مع تكرار الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، وتصدّر هذه المرة الفضاء الرقمي الفلسطيني والعربي، في مايو 2021 وأغسطس 2022، بالتزامن مع الاعتداءين الذين تعرضت لهما غزة، واستشهد خلالهما مئات الفلسطينيين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.

https://twitter.com/Almeqdad/status/1556308389449400321

وفي كل مرة يتصدر فيها هذا الوسم مواقع التواصل الاجتماعي يلقى تفاعلًا واسعًا جدًا على الصعيد الفلسطيني، وكذلك العربي والدولي، لفضح انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وقتله الأطفال واستهدافه البيوت فوق رؤوس ساكنيها، والمنشآت الصحية والتعليمية والبنى التحتية وغيرها.


https://twitter.com/EmanElshanti/status/1555963254597472256

التضييق على المحتوى الرقمي:

ورغم كل ما يُمارسه الاحتلال من سياسات تقييد للمحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي كلّها، بتواطؤ مع إدارات المنصّات ذاتها، التي تستجيب للضغوط والابتزاز الإسرائيلي لمسح وشطب ومُلاحقة المحتوى الفلسطيني، إلّا أنه في كل مرة يصل الصوت الفلسطيني للعالم أجمع، وهذا ما يُدلّل عليه الانتشار الواسع لهذه الوسوم.

تقرير آيباك سالف الذكر يشير إلى وجود عدد من التحديات التي تواجه المحتوى الفلسطيني، التقييد على المحتوى وإغلاق الكثير من الصفحات الفلسطينية التي تنقل معاناة الفلسطيني على أرضه خاصة على تطبيقي فيسبوك وانستغرام.

وعن هذا تحديدًا، أكّد د. أبو الرب أن الإشكالية في محاربة المحتوى الفلسطيني تكمن في انحياز تلك المنصات ضدّ الفلسطينيين، وتطبيقها القانون الأمريكي الذي يعتبر المناضلين وحركات المقاومة والتحرّر "منظمات إرهابية"، يُضاف إلى هذا آليات النشر غير الصحيحة التي يقع فيها بعض الصحفيين الفلسطينيين والتي تؤدي لتقييد المحتوى.

https://twitter.com/omayyajoha/status/1572846132371533824

تجاوز هذا التقييد، بحسب د. أبو الرب، يكمن في التزام لغة الحياد قدر الإمكان، بالابتعاد عن الوصف، واستخدام اللغة الخبريّة المجرّدة، خاصة في الحسابات الإخبارية، بأن ننشر القصص بحقيقتها الكاملة وبُعدها الإنساني، وهو الأقوى والأكثر تأثيرًا.

#عدالة_رقمية

نبقى في سياق مُواجهة هذا التقييد وسياسة تكميم الأفواه في العالم الرقمي، ومع وسمٍ آخر تفاعل معه آلاف المغردين من فلسطين والوطن العربي، وأطلقته الحملة الدولية لحماية المحتوى الفلسطيني، إذ طالبت بضرورة تحقيق #عدالة_رقمية، والكفّ عن الاستهداف الممنهج من إدارات منصات التواصل الاجتماعي للحسابات الفلسطينية وغير الفلسطينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، مقابل تغاضٍ واسع على جرائم الاحتلال والحسابات الداعمة له حول العالم.

https://twitter.com/elhasani_yousef/status/1572482366567813121

انتهاكات شاملة

مركز صدى سوشال المختص بالحقوق الرقمية في فلسطين، ورصد وتوثيق ومتابعة الانتهاكات الرقمية عبر الفضاء الرقمي، رصد أكثر من 72 انتهاكًا للمحتوى الفلسطيني عبر منصات التواصل الاجتماعي، منها حذف 40 من الحسابات والصفحات بشكل كامل.

ويُشير المركز، في تقريره الدوري، إلى أن الصحفيين والمؤسسات الإعلامية هم الأكثر عرضة للانتهاكات الموثقة بمعدل 79% من إجمالي تلك الانتهاكات.

https://twitter.com/Zahraa80893383/status/1572523513290051586

ويذكر "صدى سوشال" أنّ المنصات التي تديرها شركة "ميتا" جاءت في أعلى المنصات ارتكابًا للانتهاكات التي تستهدف المحتوى الفلسطيني، بواقع 61 انتهاكًا (41 من منصة فيسبوك، 20 من منصة إنستغرام).

وتنوعت هذه الانتهاكات بين حذف للمنشورات وتقييد الوصول للحسابات ومنع من النشر، أو منع مؤقت استخدام لبعض المزايا، مثل: البث المباشر والإعلانات والمشاركة في المجموعات، وحتى الحذف الكلي للحسابات.

#ابراهيم_النابلسي

عودة لأبرز الوسوم التي تصدّرت المشهد الرقمي الفلسطيني، كان لوسم #ابراهيم_النابلسي صدى كبيرًا استمر عدة أيام، وهو الشهيد المُطارد الذي ارتقى في اشتباكٍ مُسلح مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة نابلس، في 9 أغسطس 2022.

وتزامن استشهاد النابلسي مع حالة غليان شعبي كانت عمّت عدة مدن في الضفة الغربية المحتلة، أبرزها مدينة جنين، تضمّنت اشتباكات متكررة مع الاحتلال وعمليات ضدّ جنوده ومستوطنيه امتدّت على مدار شهور، وهو الأمر الذي زاد من نطاق انتشار ووصول هذا الوسم، الذي ترافق معه كذلك النشر على وسميْ #جنين و#نابلس

https://twitter.com/Almeqdad/status/1556911045087821824

#شيرين_أبوعاقلة

وهذا وسمٌ آخر لاقى تفاعلًا ضخمًا، محليًا وعربيًا ودوليًا، عقب اغتيال جنود الاحتلال الإسرائيلي الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، في 11مايو 2022، أثناء تغطيتها اقتحام مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.

واحتل الوسم ذاته، باللغة الإنجليزية، #ShireenAbuAqla المرتبة الثانية في قائمة "الترند" على موقع "توتير" في الولايات المتحدة الأميركية.

وأثار استشهاد أبو عاقلة حالة غضب عارمة، في فلسطين ودول العالم، حيث طالب المغردون عبر الوسم المحكمة الجنائية الدولية بضرورة محاكمة قتلة شيرين ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على اعتداءاته المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة استهدافه المُتعمّد للصحفيين.

https://twitter.com/Rawaak/status/1524358960010117120

انتهاكات ضد النساء

خلال حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد النساء ما بين 25 نوفمبر و10 ديسمبر، أطلق مركز صدى سوشيال، استطلاع حول العنف الرقمي ضد النساء.

يشير مركز صدى سوشال في أبرز النتائج الاستطلاع التي نشرت في 17 ديسمبر 2022؛ إلى أن 2 من كل 3 نساء تعرضن لعنفٍ رقمي على منصات التواصل الاجتماعي، بما يعادل نسبته 60.9%.

ويظهر الاستبيان الذي وزع على عينة عشوائية لأكثر من 185 فتاة فلسطينية حول العنف الرقمي، أن 75% من نتائج المستطلعة آراؤهن قلن بأن منصة فيسبوك هي أعلى منصة تعرضنّ فيها للعنف الرقمي، تليها انستغرام 54.2% ثم تويتر 31% ثم واتساب 24% ثم تلغرام 9.9% ثم سناب شات 2%.

 وتكشف النتائج أن محتوى العنف الرقمي متنوع عبر منصات التواصل الاجتماعي ونوع العنف الذي يرتكبه المحتوى أو المعتدون متعدد إلا أن التنمر هو الأعلى بنسبة 69.2% يليه خطاب الكراهية والتمييز بنسبة 51.6% ثم الابتزاز 47.2% ثم توزيع الصور او الفيديو بدون موافقة ثم تلقي التهديدات مثل القتل والاغتصاب والعنف 35.2% ثم التلصص والملاحقة 30.8% ثم القذف والشتائم وإرسال الصور غير لائقة من أرقام غريبة 2%.

كاريكاتـــــير