شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م21:12 بتوقيت القدس

عن الغارقة في حصارها "غزة".. عندما يزورها "مخنفض"

08 نوفمبر 2022 - 13:59

قطاع غزة:

في غزة، يتلقّف السائقون المارة الذين يسيرون تحت زخات المطر الكثيفة. يقفون أمامهم وينادونهم بمجرد فتح الباب: "بسرعة.. سكِّر الباب بسرعة".

في الدّاخل يحاول الركّاب لملمة أنفسهم، ونفض قطرات الماء عن ملابسهم الغارقة. ينظرون من خلف الزجاج لشكل الطرقات الغارقة. يتأففون بينما يحاول رجال الشرطة السيطرة، فقد توقّفَت حركة السير -على هذا الحال- لمدّة ساعة بين منطقتي "البريج والمغازي".

بالعادة، لا تتجاوز مدة المرور في هذه المنطقة عبر السيارة الـ 10 دقائق في أسوأ الأحوال، لكن هذا الوقت اليوم صار مرتعًا للغضب، "يا ليتنا خرجنا بحسكة، ربما كنا وصلنا الآن" تقول إسلام، وهي موظفة خرجت إلى عملها وعلقت بالسيارة تحت المطر.

ثلاثون دقيقةً بالضبط، كانت كافية تمامًا لإغراق شوارع ومفترقات رئيسة في مدينة غزة. غزة التي تغرق في الفقر، والبطالة، والضعف، لكنها تحاول إنقاذ نفسها بأبسط الإمكانيات، "كانت على موعدٍ متوقعٍ مع هذا"! تضيف، مستدركةً: "لكن ليس في منخفضٍ قيل إنه "بسيط" وهو بالمناسبة أول ما يمر على فلسطين لموسم الشتاء هذا العام".

تشير إسلام إلى أنها قرأت الحالة الجوية قبل خروجها، وقرأت أيضًا عن استعدادات البلدية، وإجراءاتها الاحتياطية في مواجهة المنخفض "لست مصدومة، بل توقعت حدوث هذا، إنه مشهد يتكرر سنويًا فلم الاستغراب؟" تتساءل.

في وقت سابق، كانت بلدية غزة، أشارت إلى أن بعض المناطق في القطاع ما زالت تعاني من إشكاليات، وبحاجة لشبكات لتصريف مياه الأمطار بعد التدمير الذي تعرضت له البنية التحية خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021.

بدت أعصاب إسلام باردة، بخلاف السائق الذي راح يعبر عن سخطه من أداء الأجهزة المسؤولة، بما فيهم الشرطة الذي من المفترض أن تنسق بين أفرادها من أجل "تسليك الطرق"، وإرشاد السائقين. 

كان يصرخ بانفعال: "عندما كنت طفلًا، كنت أستمع في أيام المنخفضات الجوية إلى الراديو، وألحظ إعلان الحالة المرورية التي ترشد السائقين من أي طريق عليهم العبور؟ أي منها تواجه أزمات؟ والوقت الذي يحتاجونه كي يسلكوها".

من جهته، يؤكد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني بغزة، محمود بصل، بأن طواقمهم تعاملت حتى اللحظة مع 16 مهمة، من ضمنها سحب المياه من داخل 11 منزلًا تعرضت للغرق نتيجة دخول مياه الأمطار إليها.

وبحسب بيان لوزارة الزراعة في قطاع غزة، فإن كمية الأمطار بلغت (4.95 مليون متر مكعب)، وأن النسبة المئوية للهطول بلغت (5.4٪) من المعدل العام لكافة المحافظات، في حين أن متوسط الهطول لكافة المناطق منذ بداية الموسم بلغ (20.8 ملم).

وأضافت الوزارة: "مخيم الشاطئ بغزة سجل أعلى كمية هطول، حيث بلغت الكمية (45 ملم)، في حين أن أقل نسبة كانت في رفح حيث بلغت (3ملم)".

كلمات دلالية
كاريكاتـــــير