شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 16 ابريل 2024م13:43 بتوقيت القدس

عدي التميمي "دوّخ" الاحتلال 11 يومًا ثم مات ندًا

20 اكتوبر 2022 - 13:39

غزة:

"لا تمت قبل أن تكون ندًا"، عبارة ثورية للكاتب الراحل غسان كنفاني كتبتها الشابة نور حامد تعليقًا على صورة الشهيد عدي التميمي الذي استشهد ليلة أمس في مدينة القدس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن "دوّخ" جنودهم ودورياتهم 11 يومًا كاملة.

ليلة أمس قتل جنود الاحتلال عدي أثناء محاولته تنفيذ عملية ثانية قرب مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين بمدينة القدس، ما أثار حالة من الحزن والغضب ممزوجين بالفخر بين المواطنين الفلسطينيين الذين أعلنوا الإضراب الشامل اليوم في كل القطاعات، بينما جابت المسيرات التضامنية مع شعفاط كل المدن الفلسطينية مرددين شعارات تحيي عدّي ونضاله ومخيم شعفاط.

في تفاصيل ما حدث، فقد تم قبل 11 يومًا تنفيذ عملية فدائية على حاجز عسكري للاحتلال الإسرائيلي قرب مخيم شعفاط بمدينة القدس المحتلة، قُتلت خلالها مجندة وأصيب آخر، بينما تمكّن منفذ العملية من الفرار.

الاحتلال نشر حينها مشاهد مصورة للعملية التي نفذها الشاب العشريني بمسدس، وأبرزت تمكّنه من بين عشرات الجنود، وسرعان ما تم إعلان اسمه وصورته، بل إن شباب مخيم شعفاط حلقوا رؤوسهم عندما أعلن الاحتلال أن منفذ العملية كان أصلعًا.

جانب من الاضراب صباح اليوم

جن جنون الاحتلال على مدار 11 يومًا من حصار المخيم الذي يزيد عدد سكانه عن 15 ألفًا من اللاجئين يعيشون على مساحة نحو 200 دونم، وسط اقتحامات مستمرة ليلًا ونهارًا وإرهاب وتخويف للمواطنين، بحجة البحث عن عدي الذي جعل الناس يزدادون فخرًا به وبعائلته التي طالها العقاب الإسرائيلي بإبعاد والديه إلى منطقة سلوان واعتقال شقيقه واثنين من أبناء عمه.

وبينما يتواصل حصار شعفاط، تجمّع الآلاف من المواطنين أمام بيت عم عدي التميمي في بلدة عناتا المجاورة لمخيم شعفاط، ورددوا الشعارات التي تحيي نضال ابنهم وشدّوا من أزر العائلة.

وبينما نشرت وسائل الإعلام العبرية مشاهد مصورة للشاب وهو يشتبك معهم قرب المستوطنة، ويطلق النار من مسدس قبل أن تنهال عليه زخات الرصاص ويستشهد، سرعان ما أشاد الفلسطينيون بصموده حتى آخر لحظة.

يقول سفيان التميي ابن عم الشهيد وزوج شقيقته في تصريحات لتلفزيون فلسطين، إنهم تلقوا خبر استشهاده عبر وسائل الإعلام، وان الاحتلال لم يستدعي أحد من العائلة للتعرف على الشهيد مثلما جرت العادة كلما قتلوا فلسطينيًا، حتى إنهم حين ذهبوا مطالبين بالتعرف على الشهيد رفض الاحتلال الذي سرق الجثمان ذلك.

وأضاف سفيان: "نحن كأي عائلة فلسطينية لا يوجد بيت إلا وفيه شهيد أو جريح أو أسير، والاحتلال ما زال يمارس غطرسته بإبعاد أمه وأبيه وشقيقه قيد الاعتقال واثنين من أبناء عمنا، عدي شاب كأي شاب في مقتبل العمر، محبوب من الجميع، وهو مفخرة لنا ولكل فلسطين".

جانب من الإضراب صباح اليوم

أما ابن عمه مهران فقال: "عدي نال الشهادة التي تمناها، كان على مدار 11 يومًا هو الذي يطارد الاحتلال وليس العكس، حاصروا المخيم بحجة البحث عنه، لكن الأهالي كانوا يشعرون بالفخر ولم يمتعضوا مما فعله الاحتلال، هو استشهد ولكن في كل بيت فلسطيني يوجد عدي آخر".

منذ استشهاد عدي تجوب المسيرات شوارع المدن الفلسطينية، ويردد المتظاهرون شعارات منددة بجرائم الاحتلال ومشيدة بعدي ومن سبقوه من الشهداء، حيث شهد العام الحالي استشهاد 174 فلسطينيًا بينهم 51 في قطاع غزة.

يقول الناشط محمد القروي من رام الله والذي كان يشارك في مسيرة نعي للشهيد عدي :"نقول لكل المدن إن رام الله معكم، عندما نادى عرين الأسود رام الله لبت الندا والجميع خرج للتكبير، وسنبقى عصيون على الانكسار ورسال عدي الذي رسم لنا الطريق وصلت، هو وضع لنا الوجهة وعلى الجميع أن يلتقط رسالته التي قدمها ورسمها بدمه".

واكتظت وسائل التواصل الاجتماعي برسائل النعي للشاب الذي تسبب في توجيه ضربة معنوية قاسية للجيش الإسرائيلي الذي عجز عن مطارته أو معرفة أي معلومة عنه، رغم الحصار الشامل للمخيم واعتقال أفراد من عائلته والتنكيل بوالديه.

الشابة أمل الوادية من غزة كتبت على صفحتها على الفيسبوك: "نفذ عملية حاجز شعفاط، وطاردهم وزلزل كيانهم، وجعلهم يلفون حول أنفسهم ملايين المرات.. ثم عاد لهم بنفسه وأطلق من مسدسه عليهم حتى الرمق الأخير..

وتابعت الوادية إنهم، أي الاحتلال، حاصروا شعفاط وأعلنوا الاستنفار الكامل ويوميًا اقتحامات واعتقالات لكنه كان خارج المخيم وتساءلت: "بربكم أخبروني من طارد من؟ دبَّ الرعب في شاباك وجيش هو بالأصل وهمٌ من غبار، عشت بطلاً واستُشهدت أسدًا مغورًا تفتخر بك كل فلسطين".

أما محمد هديب فكتب:" ساعة كاميرا المراقبة بالساعة والدقيقة والثانية لا تضع حداً لحياة عدي التميمي. إن الفتى دائماً من مواليد انتفاضة الأقصى عام 2000، ودائماً هناك انتفاضة، ومن الصعب تصديق قدرة هذا الشعب على الفعل الفذ في السنوات الأخيرة خصوصاً، أي في أشد أزمان العرب انحطاطاً، أنا يا أخي آمنتُ بالشعب المضيّع والمكبّل".

كاريكاتـــــير