شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م19:03 بتوقيت القدس

كتبَ منشورًا عن شهيد فأُوقِفَ عن العمل..

هذه حكاية الصحفي حسام سالم مع "نيويورك تايمز"

05 اكتوبر 2022 - 13:41

قطاع غزة:

اتصالٌ هاتفيٌ مختصَر، قلَب حياة المصور الصحفي الفلسطيني حسام سالم رأسًا على عقب. "أُبلغتُ بإيقاف التعامل معي كمصور حر، وفقط" يقول، ثم يبتسمُ قهرًا.

نعم هكذا، وبعد سنواتٍ من التغطية الصحفية تحت النار في قطاع غزة، لصالح صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أُبلغ  حسام بإيقاف التعامل معه. لم يحمل الاتصال تفاصيل كثيرة، لكن وفق ما فَهمَهُ فيما بعد، فقد اتُخذ القرار بناءً على تقريرٍ أعدَّهُ محررٌ هولندي -حصل على الجنسية الإسرائيلية قبل عامين- لصالح موقع (هونست ريبورتنغ)، الذي صرّح لاحقًا بأنه نجح في طرد 3 صحفيين يعملون مع صحيفة "نيويورك تايمز" في غزة، واصفًا إياهم -وهو من ضمنهم- بـ"معادي السامية".

الصحفي الهولندي- الإسرائيلي، تناول في تقريره منشورات، كان حسام قد كتبها عبر صفحته الشخصية في موقع "فيسبوك"، كفلسطيني يدعم صمود ومقاومة شعبه، ويترحّم على أرواح شهدائه ومن بينهم ابن عمه (الإرهاب الفلسطيني حسب وصف الصحفي). يعقب: "استُشهد ابن عمي عام 2003م بينما كنت أنا فتًى في الصف العاشر. تأثرتُ بقتله من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وكتبتُ سلامًا لروحه".

بدأ حسام العمل في الصحيفة مع انطلاق مسيرات العودة مطلع عام 2018م، تحت قنابل الغاز ورصاص قناصة الاحتلال الإسرائيلي على الحدود مع غزة، ولم يتوانَ للحظة في المساهمة بإنجاز تحقيقٍ -لصالحها- هناك، حول مقتل المسعفة الفلسطينية رزان النجار، كما كانَ سباقًا في الوصول إلى أماكن القصف في أيامه وأماكنه المتفرقة، وحتى خلال أيام عدوان عام مايو/ أيار من عام 2021م".

المدهش في الأمر، أن "هونست ريبورتنغ" لم تكتفِ بقطع رزقه مع الصحيفة، بل إنها تواصل تحريضها لمعظم الجهات الأجنبية التي عمل -ويعمل معها- بهدف إلحاق ضررٍ أكبر به، وفقًا له.

ويعدُّ حسام أن "نيويورك تايمز" انحازت بشكلٍ سافر حينما قررت التجاوب مع ما أوردته "هونست ريبورتنغ" في تقريرها، وأعلنت اتخاذها الإجراءات المناسبة بحقه وعدد من الصحفيين بعد يومين فقط من تاريخ نشر التقرير (24 آب/ أغسطس 2022م)، لينشر الموقع الإسرائيلي انتصاره بخبر توقيفه عن العمل ومعه زميلين آخرين.

يشعر المصور أن هذه البداية فقط، وأن حبل التشويه لصورة الصحفي الفلسطيني العامل مع الإعلام الدولي على الجرّار، وذلك لهدفٍ واحد: منع وصول الصورة الحقيقية لما يتعرض له الفلسطينيون في فلسطين من انتهاكات لحقوقهم الإنسانية على يد الجيش الإسرائيلي برًا وجوًا وبحرًا.

كاريكاتـــــير