شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م17:43 بتوقيت القدس

اعتقلت إداريًا خمس مرات آخرها في مارس

غول "التمديد" يلاحق الأسيرة بشرى الطويل.. والتهمة "صحافة"

15 سبتمبر 2022 - 13:56

رام الله:

"التهمة صحافية، وهل الصحافة تهمة؟ نعم، عندما يكون الحَكَمُ "إسرائيل" فكل ما يحرمه القانون الدولي يصبح قابلًا للـ"تطبيق"!

هذا بالضبط ما يجري مع الصحافية الفلسطينية بشرى الطويل (29 عامًا) من مدينة رام الله، التي يعتقلها الاحتلال الإسرائيلي في سجن "الدامون" إداريًا، أي دون تهمة، للمرة الخامسة، منذ الحادي والعشرين من آذار/ مارس م2022، حيث حكم عليها بالسجن مدة ثلاثة شهور، تم تمديدها لثلاثة أخرى بمجرد أن انتهت، وذلك بعد خمسة شهور فقط من الإفراج السابق عنها في تشرين أول/ أكتوبر 2021م.

تقول والدتها منتهى الطويل لـ"نوى": "اعتقلوها آخر مرة في يوم عيد الأم عند حاجز زعترة. كانت تحمل معها هدية عيد الأم التي أحضرَتْها لي وبعض الأشياء التي تخصها، اعتقلوها هكذا بلا سبب، أو بالأصح تهمتها أنها صحفية".

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشابة بشرى لأول مرة عام 2011م حين كانت تبلغ 18 عامًا، أي بالكاد ودّعت سن الطفولة. حُكمت بالسجن آنذاك 16 شهرًا، قضت أقل من نصفها، وأُفرج عنها في صفقة وفاء الأحرار التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع الاحتلال، حين تم الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرًا فلسطينيًا.

سرعان ما تحوّلت الشابة الصغيرة بعد ذلك إلى هدفٍ لجيبات الاحتلال وجنوده، فقد أعادوا اعتقالها عام 2014م بحجة إتمام مدة اعتقالها السابقة، واعتقلت عام 2017م لثمانية شهور، وعام 2019م اعتقلت لأربعة شهور، وفي 2020 تم اعتقالها أيضًا، وفي 2021 كان اعتقال آخر حتى أفرج عنها في أكتوبر، وأعيد اعتقالها في 21 آذار/ مارس 2022 في يوم عيد الأم.

عودة إلى أمها التي تكمل :"هي تعتقل على خلفية عملها كصحافية، وحتى الأسئلة التي توجه لها أثناء التحقيق متعلقة بعملها الصحفي، هي تعاني كثيرًا في التحقيق، اشتكت من تعرضها لشتائم بألفاظ بذيئة، وصراخ المحققين الدائم في وجهها أثناء التحقيق، لكنها متماسكة وقوية رغم كل شيء".

تضيف: "لم يوجهوا لابنتي أي اتهام، هم فقط يعتقلونها إداريًا، وهذا فعل ينافي القانون الدولي".

تقضي بشرى محكوميتها في سجن الدامون بمدينة حيفا المحتلة، وتزورها والدتها مرة واحدة شهريًا في ظروفٍ غاية في الصعوبة. تصف السيدة منتهى الطريق إلى هناك بالقول: "يقع السجن على مرتفع بمدينة حيفا. يوم الزيارة أصل إلى المكان الساعة السادسة صباحًا، لأركب باصات الصليب الأحمر، ومن هناك ننطلق إلى حاجز عزون، وأحيانًا نمر بجنين عبر حاجز الجلمة، حيث يتعمد الاحتلال إطالة الطريق علينا وهذا مرهق، خاصة مع إجراءات التفتيش الصعبة".

بعد خمس ساعات، تصل الباصات إلى سجن الدامون حيث جولة أخرى من التفتيش عند تسليم الهويات الشخصية، لتحظى الأم لاحقًا رؤية ابنتها من خلف الزجاج، وتتحدث إليها بالهاتف الداخلي، فالاحتلال لا يسمح لهما بلقاءٍ مباشر.

تعقب: "أن أحضن بنتي هذه أمنية، فحتى صوتها يأتيني عبر الهاتف. أواسي نفسي بأن الفرج قريب، وأن ابنتي قوية وبخير، وأن لديها برنامجًا تعليميًا وترفيهيًا داخل السجن تسلّي به نفسها لتتغلب على سوء الأوضاع هناك".

ما يؤلم قلب الأم أن الاعتقالات المتكررة لابنتها أثّرت كثيرًا على مشوارها التعليمي والمهني، فقد تعطلا بشكل شبه كامل، إذ كانت بشرى وهي خريجة دبلوم صحافة وإعلام من الكلية العصرية في رام الله، تخطط لدراسة تخصص الصحافة الرقمية، وبالفعل سجلت بالجامعة ودفعت الرسوم، لتعتقل بعدها فلا تتمكن من المتابعة.

وعلى المستوى المهني، حصلت بشرى على قرضٍ من هيئة شؤون الأسرى بغرض افتتاح استوديو تصوير، وبالفعل دفعت إيجارًا للمكان واشترت كاميرات. كان هذا عام 2021م، حين داهم الاحتلال البيت في ذات الليلة، واعتقلها، واستولى جنوده على المال الذي حصلت عليه بغرض افتتاح المشروع.

تضيف أمها: "حينها لم يتحدث الجنود عن استيلائهم على المال، ولما اتهمتهم بالسرقة اعترفوا لاحقًا، لكنهم لم يعيدوا المبلغ حتى اليوم، وهو مبلغ كبير. بشرى فقدت بسببهم فرصتها في إنشاء مشروعها، بل وأصبحت ملاحقة بالديون التي يسددها شقيقها حتى الآن".

رغم كل شي، تتحلى بشرى -وفق أمها- بعزيمة قوية، "وتطمح إلى العودة لدراستها الجامعية فور الإفراج عنها، والمضي قدمًا في رسالتها التي تحب، كصحفية واعدة تكتب عن حقٍ وشعبٍ وأرضٍ تحت احتلالٍ غاشم" تختم.

كاريكاتـــــير