شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م17:00 بتوقيت القدس

رأس "كورونا" يُطلّ وغزة تعود إلى الكمامة

19 يوليو 2022 - 20:51

غزة:

صُدمت السيدة ميرفت محمد، حين علمت بإصابتها بفايروس كورونا قبل عدة أيام، خاصة وأن العام الحالي شهد تراجعًا كبيرًا في الإصابات، ووقفًا شبه تام للإجراءات الاحترازية. "حتى إن وزارة الصحة توقّفت عن إصدار بيانها اليومي بخصوص الإصابات بغزة" تقول لـ "نوى".

توقفت ميرفت عن استخدام الكمامة منذ ثلاثة أشهر، وبدأت تعود لحياتها الطبيعية من حيث أريحية الحركة والتعامل مع الناس من حولها، "وهذا ما جعل وقع الصدمة أكبر" تضيف.

وحسب السيدة الثلاثينية، فإن شقيقتها كانت تخرج إلى السوق يوميًا قبل عيد الأضحى لشراء ملابس لأطفالها، لكن يبدو أنها تعرضت لعدوى. تكمل: "خلال أيام العيد زارتنا، وكانت تبدو عليها بعض الأعراض لكنا ظننا أنها انفلونزا عادية، لا سيما وأن أحدًا لم يذكر شيئًا عن كورونا منذ مدة، لكن بعد ذلك بدأت الأعراض تظهر علينا تباعًا".

بعد إعلان وزارة الصحة عن عودة ظهور الحالات بغزة، ذهبت ميرفت التي شعرت ببعض الأعراض لإجراء فحص، وكانت النتيجة مفاجأة. لقد اكتشفت أنها من أوائل المصابين هذه المرة!

تبدي حاليًا تخوّفًا إزاء الأعراض المقبلة، خاصة وأنها خاضت تجربة سابقة مع الفايروس، عانت خلالها بشدّة، وجربت فقدان حاسة الشم والتذوق، وهو ما تتمنى ألا تجربه هذه المرة، "لكن القاسي أن شقيقتي ما زالت تعاني أعراضًا حادة".

وخلال العام الحالي، توقّفت وزارة الصحة عن إصدار البيان اليومي بخصوص أعداد الإصابات بفايروس كورونا، وتراجع حتى الاهتمام العالمي بالموضوع، ما دفع الناس للاعتقاد بأن الفايروس اندثر، أو أن انتشاره –على الأقل- ليس بحجم انتشاره العام الماضي 2021، لكن مع التحذير المفاجئ من قبل وزارة الصحة الفلسطينية، بدخول فلسطين الموجة الخامسة، عاد الحديث عن الفايروس إلى الواجهة،  حيث أعلنت الوزارة في قطاع غزة تسجيل ألف إصابة خلال يومين.

ورغم العودة المفاجئة للفايروس، إلا أن الناس استقبلوا الخبر بغزة بشكلٍ مختلف عن المرة الأولى، عندما بدأ انتشاره عام 2020م فساد الرعب في صفوف المواطنين، لكن الخوف الحقيقي برز بالنسبة لمن يعانون ظروفًا صحية، قد تعرّض حياتهم للخطر حال الإصابة.

السيدة أم وائل بريكة من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اتخذت قرارًا بعدم الاحتكاك حاليًا بأبنائها وأحفادها، والعودة إلى نظام التباعد الاجتماعي، خوفًا على صحتها، رغم قسوة ذلك عليها.

وتحكي السيدة التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم المزمن لـ "نوى" التجربة فتقول: "أصبت سابقًا، وعانيتُ أعراضًا قاسية ومتعِبة رغم أنني لم أجرِ فحصًا، ولأنني كنت أتعرض لضيق تنفس واختناق وظروفٍ صعبة، لست على استعداد لتجربة الإصابة مجددًا، مرّت الإصابة السابقة بصعوبة ولكن مش كل مرة بتسلم الجرة".

ما زالت السيدة تحافظ نسبيًا على التباعد الاجتماعي، ولكن سيكون الأمر مختلفًا في المرحلة القادمة، خاصة مع عودة حجاج بيت الله الحرام، حيث سيكثر الازدحام من المهنئين، وهنا فهي لن تذهب مباشرة، بل ستنتظر مدة حتى تضمن ألا تتواجد في أماكن مزدحمة.

أما الشابة روند التتر، ففي بداية الإعلان ظنّت الوضع طبيعيًا، وأنها موجة سريعة وستمرّ، ولكن حين تنبهت إلى عودة بعض الناس للالتزام بالكمامة، شعرت أن الأمر جدّي وأن عليها الانتباه.

تقول روند لـ"نوى": "في ظل أجواء الحر العودة للكمامة أمر صعب ومتعب نفسيًا، ولكن عليّ الالتزام بحكم أنني أولًا أعمل مع أطفال، ولا مجال للاستهتار بصحتهم حال تعرضت للإصابة بأي شكل".

أمر آخر يدفع الشابة للالتزام الحديدي حتى وإن لم تشهد التزامًا كبيرًا من الناس، وهو أن والدتها مصابة بالسرطان، وأن احتمال تعرضها للعدوى يشكّل خطرًا عليها، بل إنها منذ عدة أيام، وعندما تعود إلى البيت لا تخالط والدتها أبدًا، بل تذهب أولًا لغسل يديها بشكلٍ جيد، وتبديل ملابسها كذلك.

تختم: "صحيح أنني أصبت بالإحباط عندما عدنا مرة أخرى للإجراءات الاحترازية بعد اعتقادنا أننا ودعنا الفايروس، وأن حياتنا ستعود طبيعية، لكن بكل الأحوال أنا مضطرة لتحمّل هذا الوضع الممل، وأتمنى ألا تطول الأزمة ونخرج منها كما خرجنا من سابقاتها".

كاريكاتـــــير