شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم السبت 20 ابريل 2024م04:53 بتوقيت القدس

محاولات لخلق الفرح رغم أنف القيد..

ذكريات العيد "حرة" بين أسيرات "الدامون"

22 يوليو 2021 - 19:33

شبكة نوى، فلسطينيات: ثلاثة أعيادٍ مرت على الأسيرة المحررة أزهار الحاج قاسم داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. هناك لا شيء يشبه العيد، فكل شيءٍ يذكّر "الناسي" بأنه خلف قضبان سجّانٍ لا يحترم إنسانًا أو شعيرة.

"هناك نفتقد كل شيءٍ في الأيام العادية، فما بالكم ونحن نتحدث عن مناسبة مقدسة لدينا نحن المسلمين" تقول، وتكمل: "يأتي العيد، فنسأل أنفسنا أين هو؟ ولا لمة للعائلة أو الأحباب؟ أين هو ونحن لا نسمع التكبيرات، ولا يزورنا قريب، ولا نعيش لهفة استقبال الأطفال للفرح بزي جديد".

هذا العيد، هو الأول منذ أكثر من عامين، الذي ستقضيه المحررة قاسم في بيتها، بعد إفراج محكمة الاحتلال عنها، إلا أنها ستعيش غصةً تنغّص عليها نكهة الفرح، إذ حُرمت من حضن أمها للأبد "وهي خلف القضبان"، "لا أعلم إن كنتُ سأشعر بطعم العيد حقًا، وهي بعيدة حيث لا يمكن أن أصل".

وتقبع الأسيرات في سجن "الدامون" الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية، ويقع داخل الأراضي المحتلة عام 1948، بما يخالف اتفاقية "جنيف" الرابعة، التي تحظر نقل السكان من الأراضي المحتلة.

تحدث أزهار "نوى" عن العيد في سجون الاحتلال، فتقول: "كلما اقترب العيد منا نحن الأسيرات، شعرنا بالقهر، عدم المقدرة من أصعب المشاعر التي يمكن أن تواجه الإنسان.. هناك نحن غير قادرات على معانقة أهلنا، غير قادرات على ضم أمهاتنا، غير قادرات على استقبال أقاربنا، غير قادرات حتى على سماع تكبيرات العيد"، مضيفة: "لا نستطيع سوى استدعاء الذكريات التي تجمعنا بعائلاتنا، وتبدأ كل منا تتحدث عن كيفية استقبال العيد، وطقوسها فيه، ونتخيل كيف يمر العيد على عائلاتنا ونحن داخل سجون الاحتلال".

تضيف:" أذكر أننا كنا نحاول خلق الفرح بأي شكل كان، كنا نختار أجمل الملابس كي نرتديها في هذا اليوم المميز، وقبيل العيد كنا نشتري أدوات واحتياجات صنع المعمول من الكنتينا، ونبدأ بإعداده استقبالًا للعيد".

 تتابع: "مجموعة أخرى كانت تجهز وتعد لعمل مسرحية ترفيهية يتم عرضها أول أيام العيد، ومجموعة أخرى تجهز لفقرة مسابقات ثقافية، وأخرى لفقرة إنشادية، ليكون كل شيء جاهز لاستقبال العيد".

أما في صبيحة العيد، وبعد صلاة الفجر، وكحالةٍ استثنائية تفتح أبواب الغرف لأداء صلاة العيد في الساحة.

تبتسم وهي تسافر بذكرياتها إلى هناك حيث زميلاتها في الأسر، ثم تتابع: "بمجرد ما  تفتح  أبواب الغرف، بتبدأ الأسيرات تعايد بعض، بس للأسف ما كان الأمر يخلو من منغصات إدارة السجن".

من المنغصات التي كانت تفرضها إدارة السجن -وفقًا لأزهار- "منع التكبير بصوتٍ مرتفع، ناهيك عن الرقابة على خطبة العيد، ومنع الأكل والشرب، وتوزيع الحلويات في الساحة"، مستدركةً: "لكن رغم كل ذلك كنا نحاول قهر السجان بإظهار الفرح رغم الألم، إذ كنا نجتمع ونأكل المعمول، ونشرب القهوة السادة، وبعد العودة إلى غرفنا، نقضي بقية اليوم نتابع العيد خارج السجن عبر الإذاعة والتلفزيون، ونعود إلى ذكرياتنا مع أسرنا، وعائلاتنا".

 كان الاحتلال يحاول سرقة أي فرحة، ليس في الأعياد فقط، "فحين نمارس الأنشطة الترفيهية والثقافية، كانت السجانة لا تمل من إطلاق أوامر خفض الصوت" تزيد.

ساعات طويلة في العيد تمضيها الأسيرات يتحدثن عن أبنائهن، أمهاتهن، عائلاتهن، وكيف كن يقضين العيد، يتمنين الانتقال إلى حيث الأحبة يعيشون طقوس العيد "منقوصةً بدونهن".. ولو للحظة.

وذكر مركز الأسرى للدراسات  في تصريح صحفي، أن إدارة سجون الاحتلال، تمارس بحق الأسرى والأسيرات الكثير من الانتهاكات الخارجة عن الاتفاقيات، والمواثيق الدولية، والقانون الدولي الإنساني، وتتجاهل خصوصية العيد  في موضوع الزيارات، والاتصالات، واللقاء بالأهالي، وإدخال الحلويات، والملابس، واجتماع الأسيرات الأمهات بأبنائهن، وغير ذلك من احتياجات إنسانية.

وقال  مدير المركز د.رأفت حمدونة أن شعور الأسرى طوال أيام العيد، مختلف عن كل فترات الاعتقال لبعدهم عن ذويهم، وعدم مشاركتهم لشعبهم هذه المناسبة العظيمة.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير