شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م10:16 بتوقيت القدس

72 مهددون بها

شبح الإعاقة الدائمة يطارد جرحى العدوان الإسرائيلي

23 يونيو 2021 - 09:59

غزة:

تمزّق دموع الطفلة الفلسطينية نغم الخوالدي "16 عامًا" سكون الليل، لتُخرج ما يعتري جسدها الممدد من آلامٍ وحزنٍ على ما آلت إليه حالتها إثر عجزها عن الحركة منذ إصابتها خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

في تفاصيل ما حدث معها، كانت الطفلة نغم التي تسكن حي الأمل في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، نجت من موت محقق إثر سقوط جدار بيتهم عليها؛ عقب استهداف طائرات الاحتلال الحربية لمنزل جيرانهم بصاروخين، وما إن نفضت الركام وفرّت حتى سقطت بقوة عن درج منزلها على ارتفاع أربع طوابق، فغابت عن الوعي وغابت معها الحركة.

بنبرة حزن تتحدث الطفلة التي تلازم سرير الشفاء بدلًا من الالتحاق بمقاعد الدراسة أسوة بزميلاتها :"بعد سقوطي استيقظت فوجدت نفسي في المستشفى لا أستطيع الحركة نهائيًا، لم أتهيّأ بعد لفكرة عدم قدرتي على الحركة، وشعرت بأن الكلمات ثقيلة على لساني".

اقرأ/ ي أيضًا:تعطّل مصنع "بيبسي".. إسرائيل تغتال اقتصاد قطاع غزة

سافرت الطفلة نغم إلى مصر لإجراء عملية جراحية، وباتت تفكر في اليوم الذي تستطيع فيه العودة للمشي، مضت الأيام ثقيلة وغصّة القلب تلازمها وأمّها وينهشهما التفكير تُرى هل تعود نغم للسير من جديد!!.

"بنتي ضاع مستقبلها"، سقط أنين الكلمات قاسيًا من فم والدة نغم، وابتعدت عن ابنتها وهي تحكي لنوى طبيعة حالتها: "أصيبت ابنتي نغم بكسر في فقرتين بالعامود الفقري فتك أيضًا بالحبل الشوكي، أجرت عملية زراعة شرائح بلاتين في مصر، هي تخضع للعلاج الطبيعي، لكن ذلك لم يمنع إصابتها بالشلل النصفي".

وتضيف:" أخشى على طفلتي من الصدمة، نخفي عنها حقيقة قدرها حتى نستشعر صحتها النفسية، إخوتها وأخواتها وخالاتها وعماتها جميعنا يعمل على إضفاء الأجواء المبهجة لنعيد الحياة لضحكاتها وأحاديثها".

جريحة مسيرات العودة أم أحمد البنا هي الأخرى لم تسلم من قذائف الاحتلال؛ فأصيبت للمرة الثانية بعد قصف الاحتلال لمنزل جيرانهم المجاور لبيتها في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.

تقول أم أحمد لنوى: "كنت أجلس مع زوجي وأبنائي التسعة، فجأة انهالت نوافذ وجدران البيت علينا وغطى المكان دخان كثيف، فقدت الإحساس بقدمي ولم أشعر بإصابتي حينها".

وتعاني أم أحمد من كسور مركّبة في قدمها اليمنى بعد إصابتها بعيار متفجر، وتنتظر سفرها للوكسمبورغ لإجراء عملية زراعة العظام والعصب لتطالها إصابة أخرى تسببت بحدوث التهاب حاد في قدمها.

اقرأ/ي أيضًا:بين ناريّ المعابر والكهرباء.. معاناة مزارعي قطاع غزة تتفاقم

في كل عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، تخلّف حممه مئات الإصابات الخطيرة، التي ينضم الكثير من ضحاياها إلى ذوي وذوات الإعاقة الذين بلغ عددهم حتى نهاية 2020 48140 شخصًا في قطاع غزة.

وخلّف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي اندلع في 10 مايو الماضي واستمر 11 يومًا، 156 شهيدة وشهيدًا، ترك أيضًا أكثر من ألفي جريجة وجريحًا، بينهم 72 جريحًا يخضع غالبيتهم للعلاج بالخارج يعانون إعاقات مختلفة، منهم 11 حالة بتر أو عجز و 8 إصابات في الحبل الشوكي، و 7 إصابات في العيون و 28 إصابة بكسور مضاعفة و 18 إصابة بكسر متهتك بلاتين داخلي، وفقًا لتقرير وزارة الصحة الفلسطينية.

مدير دائرة الأشخاص ذوي الإعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية، غسان فلفل قال لنوى، إن الإحصائية النهائية بشأن الجرحى حديثي الإعاقة لم تصدر بعد، في ظل وجود عشرات الجرحى الذين ما زالوا يخضعون للتدخل الطبي في المستشفيات.

ووفقًا لفلفل فالوزارة ما زالت تعمل منذ توقف العدوان على الوصول لكافة الجرحى لضمان تقديم الخدمات لهم، وتوفير الأدوات المسانِدة والأجهزة التعويضية الضرورية لهم، وهناك من تم تزويدهم بها.

اقرأ/ي أيضًا:الاحتلال يعدم دواجن غزة و"السجن" بانتظار مربيّها

كذلك أطلقت وزارة التنمية الاجتماعية، برنامجًا متكاملًا يتضمّن متابعة الحالة الصحية لذوي وذوات الإعاقة-وحسب فلفل- هناك تنسيق مع وحدات العلاج الطبيعي في وزارة الصحة، وستبدأ جلسات العلاج الوظيفي وخدمات التأهيل والتدريب لهم، وذلك ضمن خطة تهدف لإعادة دمجهم في كافة قطاعات المجتمع.

وحول الجرحى ذوي الإعاقة الذين تضررت منازلهم بشكل كلي أو جزئي تابع:" نعمل بالتنسيق مع وزارة الأشغال والإسكان من أجل إدراج المتضررين منهم ليكونوا على رأس قائمة الإعمار، كما يجري العمل مع البلديات لتهيئة البيئة المريحة لهم ومواءمة منازلهم".  

وأكد فلفل ضرورة تضافر كل الجهود بدءًا من الأسرة والمجتمع ومؤسسات المجتمع المدني ومختلف الوزارات إلى جانب جهود الوزارة من أجل ضمان العيش الكريم للأشخاص ذوي الإعاقة، وتذييل كافة العقبات التي تحد من اندماجهم في المجتمع.      

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير