شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 23 ابريل 2024م21:27 بتوقيت القدس

زعترة وعشر رصاصات في "الخاصرة الضعيفة"

05 مايو 2021 - 12:24

غزة:

ثلاث أيام مرّت على عملية حاجز زعترة قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية، والتي شهدت انسحاب المنفذ الذي أطلق 10 رصاصات من سيارة مسرعة، وأصيب ثلاثة من جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز.

صدمة الاحتلال الإسرائيلي بالعملية كانت كبيرة وفق ما ذكرت وسائل إعلام عبرية، فهي – أي العملية- تمت في واحد من أشد حواجز الاحتلال تحصينًا، ففي الجهة الغربية منه يقع موقع عسكري للاحتلال ومستوطنة كفار تفوح المقامة على أراضي مواطني قرية ياسوف الفلسطينية المجاورة.

 لكن الأجواء التي سبقت تنفيذ العملية من تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين واقتحام المسجد الأقصى وأحداث باب العامود والشيخ جراح الآن، إضافة إلى تأجيل الانتخابات الفلسطينية، كلها أحداث جعلت المناخات مشحونة نحو حدوث مثل هذه العملية كما يقول الباحث العسكري الفلسطيني رامي أبو زبيدة.

أبو زبيدة يذكّر بأن العمليات لم تنقطع وإن خفّت حدتها؛ ومع ذلك فإذا استمر تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لاعتداءاته ضد الفلسطينيين ومهاجمة منازلهم ومصادرة الأراضي خاصة في الشيخ جراح؛ وتنفيذ المستوطنين لتهديداتهم باقتحام المسجد الأقصى يوم 28 رمضان، فهذا سيكون دافعًا للكثير من الشبان الفلسطينيين لاقتفاء أثر منفذ عملية زعترة.

الاحتلال لم تفاجئه العملية -وفقًا لأبو زبيدة- وهو في ظل تحسّباته الأمنية وأوج "انتصاراته" كان يتوقع ذلك، لكنها شكّلت ضغطًا عليهم كون منفذها تحدّى الحاجز الذي يضم رقابة أمنية واحتياطات مشددة وتوقّف أمام محطة نقل مستوطنين وأطلق النار رغم خطورة المكان وانتشار القوات فيه، فهذا كبير على "كبرياء" جيش الاحتلال، ويعني أنهم مهما بلغت قواتهم تحصينًا ومهما لاحقوا المقاومين ستحدث عمليات ويفشلوا في وقف المقاومة.

أما عن تداعياتها الميدانية كما يرى أبو زبيدة، فقد اعتدنا أن الاحتلال بعد كل عملية يستخدم سياسة العقاب الجماعي والبطش بالفئة التي يعتقد أنها مقربة من منفذ العملية، ويفرض إغلاقًا بغرض التضييق على الناس وهدم المنازل، وهي سياسة متبّعة منذ سنوات لكنها فشلت في منع الشعب الفلسطيني من مواصلة النضال.

ثمة آراء أخرى ترى أن العملية بالفعل كانت مفاجئة للاحتلال كما يرى المحلل السياسي عاهد فروانة، فالاحتلال وبعد محاولة احتوائه لهبّة القدس كان يأمل ألا تحدث مثل هذه العملية، خاصة أنها تفتح المجال أمام المزيد من العمليات الفردية، فخطورتها من وجهة نظرهم أنه لا يكون هناك إنذارات حولها.

فالاحتلال الذي كان في حالة تأهّب بعد أحداث القدس؛ يبدو لديه غرور الاعتقاد أنه يسيطر على الوضع-يقول فروانة- لتأتي هذه الضربة من أشخاص ليس لهم ارتباط تنظيمي وفي منطقة محصنة أمنيًا، يطلق النار ثم ينسحب، هذا كان صادمًا لهم، ودفعهم لاقتحام القرى المجاورة بأعداد كبيرة واعتقال عشرات المواطنين.

يضيف :"مخاوف الاحتلال دومًا تتركز في أن نجاح هذه العمليات يفتح المجال أمام عمليات مشابهة، خاصة في ظل الأوضاع الملتهبة في الضفة وتواصل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه خاصة في الشيخ جراح، وهذا قد يزيد وتيرة العمليات".

تداعيات العملية ما زالت مستمرة داخل مجتمع الاحتلال، فالمستوطنين يعيشون في حالة قلق وتوتر، فالعملية تؤثر بشكل كبير عليهم خاصة في الضفة التي يعتبروها الخاصرة الضعيفة لهم، ولطالما ادعى الاحتلال ومستوطنيه أن فلسطين لهم، وهذه العمليات تعيدهم إلى المربع الأول أن فلسطين أرض محتلة وفيها شعب يدافع عن وجوده.

وفي ظل تواصل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المواطنين في الضفة الغربية؛ وحرق المزارع والسيارات وغيرها، ووجود نحو 500 حاجزًا للاحتلال تنغص حياة المواطنين؛ كلها -وفقًا لفروانة- أمور تؤدي إلى حدوث هذه العملية وغيرها، والتي بدورها أثّرت على تشكيل الحكومة الإسرائيلية المتعثرة أصلًا وتزيد الصعوبات أمام نتنياهو فالموضوع الأمني دومًا حاضر عند تشكيل الحكومات وهو الآن يتلقى انتقادات من المستوطنين الذي يلعبون دورًا كبيرًا في تشكيل الحكومات.

كاريكاتـــــير