شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م18:14 بتوقيت القدس

في يوم العمال استمعوا لأنين الكادحين

01 مايو 2021 - 20:21

غزة:

تسابق السيدة تغريد أبو درابيه من بلدية بيت لاهيا شمال قطاع غزة الوقت لتنجز كومة من المهمات على عاتقها، الإنفاق على البيت، والتعليم الالكتروني وحماية أسرتها من أزمة كورونا، والعمل المنزلي.

ثلاث مهمات كل واحدة منهن أكبر من الأخرى خاصة في ظل أزمة صحية يعانيها قطاع غزة إثر تفشي جائحة كورونا التي أربكت حسابات الجميع، فهي المعيلة الوحيدة لأطفالها الأربعة وزوجها غير القادر على العمل، في وضع يزداد سوءًا بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة والتي لا تخدم واقع النساء اللواتي يعملن بالمياومة.

في يوم العمال الذي يصادف 1 من مايو/أيار من كل عام الذي يفترض أن يكون يومًا للاحتفاء بالعمال، يعانوا الفلسطينيون من ظروف قاسية، فوفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، انخفض عدد النساء العاملات في القطاع الخاص من 109 آلاف امرأة لعام 2019 الى حوالي 98 ألف امرأة عام 2020.

تغريد التي تعبت من تجربة التعليم الالكتروني حديث العهد في قطاع غزة، تضطر لتعبئة هاتفها برصيد من الشارع، لعدم قدرتها على دفع بدل اشتراك شهري منزلي، فدخل لا يزيد عن عشرة شواكل يوميًا "دولارين ونصف" بالكاد يسد رمق الصغار في بيتهم الصغير الذي لا يستر سقفه سوى قطع من "الزينكو" لا يحمي برد شتاء ولا حر صيف.

تغريد :كما حال النساء العاملات باليومية في مهنة الصناعات الغذائية، أنتظر طلبيات الزبائن التي تتأثر على الدوام بحالة الفقر

تقول تغريد :"كما حال النساء العاملات باليومية في مهنة الصناعات الغذائية، أنتظر طلبيات الزبائن التي تتأثر على الدوام بحالة الفقر في قطاع غزة، وزاد الوضع سوءًا أزمة كورونا التي خفضت عدد الطلبيات".

"عن أي عيد عمال تتحدثون" تضحك تغريد وهي تقول :"واقعنا لا يخفى على أحد ومساعدات الجهات المسؤولة شحيحة جدًا، ولا أحد ينظر إلينا، نحن مهمشون جدًا"، وتكمل :"كنت أعمل في روضة أطفال إلى جانب عملي مع أنني خريجة جامعية، وبسبب أزمة كورونا أغلقت الروضة والآن أنتظر الطلبيات الشحيحة للمواد الغذائية".

في قطاع غزة الذي لا يتجاوز 365 كيلو مترًا يحتضن 2 مليون مواطن تحاضره سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ 15 عامًا، من الطبيعي أن ترتفع نسبة الفقر إلى 54% ويصبح واقع العمال غاية في الصعوبة والتعقيد.

حسن أبو جزر من مدينة رفح هو أيضًا شاب ثلاثيني عامل مع أنه خريج جامعي، ضحك بشدة لدة سؤاله عن عد العمال، قائلًا: "عيد مين، الكل شايف حالنا لا عمل ولا أفق ولا مستقبل ولا زواج ولا مصروف شخصي ولا شي، شو أكثر من هيك".

ويضحك بمرارة وهو يقول: "عندما كنت بالجامعة تمنيت كما غيري الحصول على وظيفة عند التخرّج، كان لديّ فكرة جيدة عن المستقبل، ولكن نحن نعيش في غزة المحاصرة التي يتكالب عليها الجميع، لا أتحدث باسم فصائل أنا مواطن مطحون مقهور من هذا الواقع".

حسن:أي عالم هذا الذي يرى في الـ 400 شيكل مبلغ جيد، هذا هو واقع العمال  أضيفوا إلى ذلك أزمة كورونا

عمل حسن كما يقول في مهن مختلفة، لم يرفض أي فرصة كما يقول، تقدّم للعمل في مجمّع تجاري ولم يتصلوا به، ثم في شركة مخبز ولم يتصلوا، ومن ثم لدى شركة بريد سريع، يعقّب:"هل تصدقوا أن صاحب الشركة يقول لنا منيح تشتغلوا بالشهر بـ 400 شيكل كويسات".

أي عالم هذا الذي يرى في الـ 400 شيكل مبلغ جيد، هذا هو واقع العمال كما يقول حسن، أضيفوا إلى ذلك أزمة كورونا التي ضيّقت حتى بعض الفرص البسيطة لمن يعملون باليومية، ويقول :"أنا رسالتي للرئيس أن اهتم بنا نحن العمال الذي قهرنا هذا الواقع، عن كان هناك أزمات سياسية لا دخل لنا بها، أخرجونا من كل كل هذا"، ويختم "اندبحنا".

محمود موسى سائق تاكسي من مدينة غزة وأب لثلاثة أطفال، يشتكي واقع العمال السيء، والذين لا ينظر لمأساتهم أحد، وخاصة السائقين الذين كما يعقّب:"بيتعاملوا معنا على أن بنشتغل مع ان دخل الواحد فينا ما بكفي مصروف البيت في أحسن الأحوال".

أما عن الإغلاق الأسبوعي الذي هو من وجهة نظره يمثّل ثلث الأسبوع، وإن كان إيراد السيارة ينقسم إلى ثلاثة أجزاء الأول لصاحب السيارة والثاني نفقات للسيارة لا يتبقى سوى الثالث للسائق وهو لا يتجاوز 35 شيكلًا "10 دولارات يوميًا، انخفض حاليًا بشكل كبير.

محمود:الخطر الصحي داهم بالنسبة للسائقين، ومهما اتخذوا من إجراءات الوقائية فلا أحد يعلم كيف ينتقل الفيروس

ويكمل:"بعض السائقين كانوا يفضلون العمل في أوقات الصباح وآخرون يفضلون المساء، الآن ومع فترات الإغلاق بات الجميع يتزاحمون في الأوقات المسموح فيها الحركة، هل هذا حال يسرّ أحدًا".

أزمة أخرى يعانيها السائقون بسبب جائحة كورونا، فهم بشكل يومي كما يقول حسن ينقلون عشرات الركّاب، ولا أحد يعلم "المصاب من السليم"، الخطر الصحي داهم بالنسبة للسائقين، ومهما اتخذوا من إجراءات الوقائية فلا أحد يعلم كيف ينتقل الفيروس، فليس من المعقول تعقيم كل شيكل يتسلمه السائق من الركاب.

هذا الواقع جعله حذرًا في التعامل مع أطفاله كما يقول :"في البداية كنت أحاول الابتعاد عنهم، ولكن من الذي يستطيع ترك فجوة بينه وبين أطفاله"، إذن أزمة العمّال باتت مركّبة ومعقّدة كما يقول، فالواقع الصحي من وجهة والازمة الاقتصادية من جهة، ويختم "انسوا الزيارات الاجتماعية ما معنا نصرف".

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أصدر بيانًا عشية يوم العمال قال فيه إن في فلسطين مليون عاملة وعامل، تعرضوا للضرر المباشر بسبب جائحة كورونا.

 

كاريكاتـــــير