شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م16:57 بتوقيت القدس

10 شهداء بينهم امرأة

نتنياهو يقتل الفلسطينيين/ات من أجل مستقبله السياسي

12 نوفمبر 2019 - 21:59

غزة:

مع بزوغ ساعات الفجر الأولى ليوم الثلاثاء استيقظ الفلسطينيون والفلسطينيات على خبر اغتيال طائرات الاحتلال الإسرائيلي للمواطن بهاء أبو العطا "42 عامًا" وزوجته أسماء "39 عامًا" بقصف منزلهما الواقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيم أصيب أطفالهم الأربعة "لين-فاطمة-سليم-محمد"، ليصبحوا في لحظات أيتام الأم والأب.

القصف الإسرائيلي طال عدة مناطق في قطاع غزة على مدار اليوم، أسفر عن استشهاد ثمانية شبّان آخرين رفعت عدد الشهداء إلى 10، وإصابة العشرات، وخلّف حالة من التوتر بين المواطنين، وبينما توالت ردود الفعل في إدانة واستنكار الجريمة، ردت فصائل المقاومة الفلسطينية بإطلاق قذائف محلية الصنع صوب مستوطنات الاحتلال القريبة من قطاع غزة.

ويبدو أن رئيس حكومة الاحتلال المكلّف بنيامين نتنياهو سعى لتنفيذ العملية في هذا الوقت بالتحديد من أجل تحقيق مكاسب سياسية تعظّم فرصه في البقاء على رأس الحكومة للمرة الخامسة، وترى المحللة السياسية ميس القناوي إن العملية هدفها القضاء على قيادي كبير يقف على رأس فصيل مقاوم، والتأكيد على أن سياسة الاغتيالات ما زالت مطروحة، أما الهدف السياسي لا فقد يكون قطع الطريق على حظوظ بيني غانتس -أقرب منافسيه- بتشكيل الحكومة وضمان فوزه في الانتخابات الثالثة ولينقذ نفسه من أي حكم قضائي يتعلق بملفات الفساد.

القناوي: الاحتلال لا يريدها حربًا وخيار الاستمرار في استهداف الاحتلال بيد المقاومة التي يجب ألا ترضخ لمساعي التهدئة

وأضافت إن نتنياهو يريد إثبات أنه قادر على اتخاذ خطوات لحماية الكيان والانتقام من المقاومة الفلسطينية، وأن الجيش قادر على التحرك في الوقت المناسب ضمن خطط جاهزة، لذا جميع السيناريوهات قائمة، فالاحتلال لا يريدها حربًا وخيار الاستمرار في استهداف الاحتلال بيد المقاومة التي يجب ألا ترضخ لمساعي التهدئة حاليًا كي لا ترسخ سياسة انهزام واستسلام وقبول بعودة التصفيات.

وتوقعت القناوي أن تجنح حركة حماس -التي تسيطر على الحكم في غزة فعليًا- للتهدئة في أقرب فرصة، مستبعدة أن ترضخ باقي الفصائل لأي ضغوط تصب في مصلحة وقف الرد كما يريد الاحتلال، ومن يعرف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي يدرك أنه من الصعب الضغط عليه بهذا الاتجاه، فالاحتلال يجب أن يدفع ثمنًا باهظًا لجريمته للجمه عن القيام بجرائم أخرى.

ولم تختلف معها في الرأي الباحثة سماح كساب التي ذكّرت بأن الاحتلال اعتاد تصدير أزماته لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب الفلسطيني، ونتنياهو بات أمام تحدي عدم تمكنه من بناء تحالفات من أجل تشكيل الحكومة مع وجود منافسين يتربصون لهذا الفشل، والذي قد يأخذ نتنياهو إلى محاكمة في قضايا الفساد الموكلة إليه.

وأضافت كساب إن نتنياهو اتجه صوب قطاع غزة وسوريا لخلق معركة يستطيع بعدها كسب تأييد ربما بات عصيًا في الفترة الأخيرة، وبهذه الجرائم يضرب نتنياهو عصفورين بحجر التخلص من قيادي كبير وكسب التأييد وكذلك وضع الجهاد الإسلامي في المواجهة بالتالي تسهيل مهمة الوسيط لاحتواء الأمر والوصول إلى تهدئة، وهذا ما يجب أن تحول دونه المقاومة الفلسطينية، خاصة في ظل أجواء يتم فيها طرح خيار الانتخابات الفلسطينية، حيث الفصائل بحاجة ماسة إلى توحيد الجهود  خصوصًا في الميدان والمقاومة.

نتنياهو اتجه صوب قطاع غزة وسوريا لخلق معركة يستطيع بعدها كسب تأييد ربما بات عصيًا في الفترة الأخيرة

واستبعدت كساب أن يكون الاحتلال الإسرائيلي معني بالتصعيد العسكري في قطاع غزة، أو الذهاب إلى حرب، وذلك ما أخبر به الجانب المصري صباح اليوم بعد اغتيال الشهيد أبو العطا، لكنها تعتقد أن المقاومة الفلسطينية وخصوصًا الجهاد الإسلامي لن توافق على تهدئة إلا بعد رد يرضي الشعب الفلسطيني.

بدورها قالت آمنة حميد القيادية في الجهاد الإسلامي إن استهداف الاحتلال للقائد أبو العطا واستهداف القائد أكرم العجوري في دمشق واغتيال نجله معاذ لم يكن غريبًا فهو اعتاد ارتكاب هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وما هي  إلا محاولة للنيل من قدرات المقاومة لكن النار التي أطلقها الاحتلال سترتد نحوه.

وذكّرت بأن الاحتلال يمارس هذه الجرائم بينما يقف العالم صامتًا، لكن الذي يجري هو محاولة فاشلة من نتنياهو للهروب من ملفات الفساد التي تلاحقه، على حساب الشعب الفلسطيني، لكن الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين سيدفعون ضريبة ما يقوم به نتنياهو، لكن طبيعة الرد متروكة لما تقرره فصائل المقاومة من خلال غرفة العمليات المشتركة.

حميد: الاحتلال اعتاد ارتكاب هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني للنيل من قدرات المقاومة لكن النار التي أطلقها الاحتلال سترتد نحوه.

وفي اول تعقيب له على العملية، أكد رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي د.محمد الهندي "أنَّ المقاومة على قدر المسؤولية وأن العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة التي ارتكبها في غزة ودمشق".

وأوضح الهندي في تصريح صحفي أن هذه العملية الجبانة لا يمكن قراءتها بعيدا عن المشهد السياسي – الانتخابي للعدو، قائلاً "إن الشعب الفلسطيني يدفع من دم أبنائه في بورصة الانتخابات الصهيونية، وحسابات العنصري – المجرم نتنياهو الذي حاول قبل أسبوعين اطلاق عملية عسكرية في غزة لحسابات انتخابية خالصة ويعود اليوم مع رئيس أركانه لاستهداف غزة لنفس الحسابات".

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير