شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 17 سبتمبر 2025م13:36 بتوقيت القدس

رحل "الزلزال".. وحلم "البطولة" انطفأ على عتبة "الجوع"!

20 اعسطس 2025 - 19:05

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

في لحظةٍ قتلت فيها الرصاصة حلمًا لم يُسمَع صدى احتجاجه، وقف محمد شعلان "الزلزال" الفلسطيني، لاعب كرة السلة الذي لطالما خفقت ملاعب وطنه تحت أقدامه، بين جموع الباحثين عن لقمة العيش في خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

لم يكن يبحث عن بطولة أو مجد شخصي، بل عن دواء لطفلته مريم المريضة. وقف كالرمز، ولم يعلم أن الرصاصة التي أخذت روحه، لم تأخذ معه الأثر الذي خلّفه في الأرض.. بين أحبته وزملائه، وأبطال الملاعب بغزة.

كان شعلان، يحلم بأن يصل باسمه إلى المحافل الدولية. لقد قضى سنوات في تمثيل بلاده في كرة السلة، وحصد مع نادي خدمات البريج بطولات الدوري وسوبر غزة وكأس القطاع مرّات.

انتقل بين نوادي خدمات المغازي، وخدمات خان يونس، وغزة الرياضي، وجمعية الشبان المسيحية، وًخدمات جباليا، كأنه يجوب فلسطين الرياضية بحثًا عن بصمة وطنية عميقة، لكن وطنه لم يحمِه.

في طابور انتظار المساعدات، كان يرفع عصا الأمل لابنته التي تعاني من فشل كلوي وتسمم حاد في الدم. ظل يناشد: "أنقذوها" فلم يسمعه أحد. حمَلَ في صوته ملحمة أمل. رفض الاستسلام حتى آخر لحظة من عمره، وقال "يكفيني المحاولة".

ترك "الزلزال" وراءه حضورًا أثقل من صمت الملاعب الفارغة. هو واحد بين نحو 670 رياضيًا فلسطينيًا استُشهدوا منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر م2023.

في ظل هذا الصمت، نجمٌ آخر لم يصمد، نجم سابق اسمه سليمان العبيد، تقطّع نفَسه تحت وقع الانتظار نفَسَه، في طابورٍ وقف ينشد خبزًا ودواء، فقضَى في انتظار ما لم يأتِ. رسالة من "إسرائيل" لا تخطئها العين: الموت يستهدف كل رمز، كل حلم، كل محاولةٍ للبقاء على هذه الأرض.

في الناحية الأخرى من الحكاية، تقف مريم، ابنة أبيها، التي حملها على كتفَي أحلامه. كان يراها سليمةً معافاةً في حلمه ويصدق! لكنه بقي حلمًا مؤقتًا. رحل محمد، وفي عينيه نظرة أب، لا يريد أن يُسقط طفلته من خريطة الحياة. تقول زوجته "اسم الزلزال لن ينكسر، بل سيبقى يهز الإنسانية النائمة عندما يتذكره من عرفوه. كل رقم في غزة وراءه ألف قصة، وألف شريان ما زال ينبض".

كاريكاتـــــير