شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الثلاثاء 21 اكتوبر 2025م19:50 بتوقيت القدس

أُعدّت بالتعاون مع "المنصة" المصرية

"فلسطينيات" تناقش نتائج دراسة حول أوضاع صحافيي غزة بمصر

04 اعسطس 2024 - 17:13

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

ناقشت مؤسسة "فلسطينيات"، الخميس الماضي، نتائج دراسية مسحية أجرتها بالتعاون مع مؤسسة "المنصة" المصرية، بهدف الوقوف على أوضاع الصحافيين/ات الفلسطينيين/ات النازحين/ات إلى جمهورية مصر العربية، ورصد احتياجاتهم/ـن وأولوياتهم/ـن "خلال فترة إقامتهم/ـن المؤقتة فيها".

واستعرضت مديرة "فلسطينيات" وفاء عبد الرحمن، النتائج، بحضور عدد من الصحافيين/ات النازحين/ات الذين/اللواتي استضافتهم/ـن "المنصة" في مقرها بالمعادي.

وشمِلت الدراسة التي أُعدت بالتنسيق مع نقابة الصحافيين المصريين، عينةً قوامها (139) عاملًا/ــة في المجال الصحافي (82 صحافي، و57 صحافية)، أجبروا/ـن على النزوح بعد إعلان دولة الاحتلال الإسرائيلية حربها على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي، وبعد فقدانهم/ـن الأمل في التوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار، وتدهور الأوضاع المعيشية هناك.

ووفقًا لاستبانة المسح، فإن غالبية الصحافيين/ات (أكثر من 60% منهم) أكدوا/ـن أنهم/ـن بحاجة إلى الدعم المالي، حيث تحدثت ما نسبته (72.7%) منهم/ـن أنهم/ـن لم يتلقوا/ين أي "دعم أو مساعدة" منذ وصولهم/ـن إلى مصر.

وأشارت نسبة كبيرة من المبحوثين/ات، إلى أنهم/ـن "لم يحصلوا/ـن على سكن ملائم" حتى الآن، بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات، وعدم مقدرتهم/ـن على السفر بسبب وجودهم/ـن "غير القانوني" في مصر على حد توصيفهم، وعدم امتلاكهم/ـن إقامة تساعدهم في ذلك الإجراء.

(43.2%) من المبحوثين/ات، يعتمدون/ـن على "مدخراتهم/ـن الشخصية" حاليًا لإعالتهم/ـن، وفقط نسبة (33%) منهم/ـن يعتمدون/ـن على رواتبهم/ـن التي لم تنقطع.

وعبّر غالبية الصحافيين/ات المشاركين/ات في المسح، عن احتياجهم/ـن لوظيفة، أو فرصة عمل، تساعدهم/ـن على العيش بكرامة، خاصةً بعد أن تركوا/ـن وظائفهم/ـن، أو قُطعت رواتبهم/ـن، "وقد أثبتَت نتائج المسح أن ما نسبته (68.3%) من عينة الدراسة، يملكون/ـن خبرة تزيد على 10 سنوات في العمل الإعلامي".

وحسب ما أوردته الدراسة، فإن ما نسبته (43.2%) من المبحوثين/ات، يعتمدون/ـن على "مدخراتهم/ـن الشخصية" في الوقت الحالي لإعالتهم، وفقط نسبة (33%) منهم/ـن يعتمدون/ـن على رواتبهم/ـن التي لم تنقطع، فيما يعتمد (17.3%) "ممن "قُطعت رواتبهم" على دعم العائلة والأصدقاء، في ظل التكاليف المعيشية المرتفعة جدًا.

وتبعًا للاستبانة التي وُزعت على عينة الدراسة، فإن ما نسبته (69.1%) من المبحوثين/ات، اعتمدوا/ـن على "مدخراتهم/ـن" في تغطية تكاليف الخروج من قطاع غزة، في حين تكفّلت جهات العمل الخاصة بـ (12.2%) منهم/ـن بتغطية تكاليف الخروج.

وعلى نفس البند، تكفّل أقارب (7.9%) من المبحوثين/ات بإخراجهم، فيما اضطرت ما نسبته (1.4%) لـ"الاستدانة"، من أجل تغطية تكاليف الخروج من غزة، "عبر الدفع لشركات غير رسمية".

"الصحافيين/ات النازحين/ات إلى مصر، وبرغم بعدهم/ـن عن أصوات القصف، وتبعات المجاعة والنزوح، صُدِموا/ـن بتكاليف الحياة المرتفعة في بلاد النزوح الجديدة".

ووفقًا لبيانات السفارة الفلسطينية في مصر، فإن أكثر من 100 ألف شخص، دخلوا مصر بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأشارت مديرة "فلسطينيات"، إلى أن الصحافيين/ات النازحين/ات في مصر، وبرغم بعدهم/ـن عن أصوات القصف، وتبعات المجاعة، وظروف النزوح القاسية، إلا أنهم/ـن صُدِموا/ـن بتكاليف الحياة المرتفعة في بلاد النزوح الجديدة.

ونبهت نسبة كبيرة من المبحوثين/ات إلى الحاجة لتلقّي الدعم النفسي نتيجة معايشاتهم/ـن للعدوان، وتدمير منازلهم/ـن ومؤسساتهم/ـن الإعلامية، وقتل عدد من أفراد أسرهم/ـن، وجيرانهم/ـن، وأقاربهم/ـن، "وهذا يتطلب إعداد برنامج للدعم النفسي لهم/ـن ولعائلاتهم/ــن، مع حاجة البعض منهم إلى استشارات نفسية خاصة، وهذه تكلفتها عالية في مصر" حسب توصيات الدراسة.

ولفتت "الدراسة المسحية" إلى أن معظم الصحافيين/ات يواجهون مشكلات في الحصول على حوالاتهم المالية، أو البحث عن عمل، أو تسجيل أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، أو السفر خارج مصر.

وبالأرقام، فإن غالبية المبحوثين/ات بنسبة 61.2% لم يتمكنوا من تسجيل الأبناء أو الإخوة في المدارس أو الجامعات، مقابل 15.1% منهم فقط تمكنوا من ذلك، إذ لم يحصل 79.9%، منهم على إقامات، مقابل 13.7% قالوا إنهم حصلوا عليها، ولكنها بحاجة إلى تجديد.

وحسب الدراسة فإن (6.5%) من المبحوثين/ات فقط، لديهم إقامة سارية، (وهؤلاء ربما حصلوا/ـن عليها لأنهم/ـن يحملون/ـن الجنسية المصرية، وهي تتيح لهم/ـن الإقامة في مصر بدون إذن للحصول عليها).

وختمت عبد الرحمن عرض النتائج بقولها: "نحاول أن ننصت إلى أوجاعكم/ـن، فمن نزح نجا شكليًا، لكن الإبادة تلاحقه، في عائلته الموجودة بغزة، وأصدقائه، ومشروعه الخاص، وعمله، وبيته المدمر"، مشيرةً إلى أن "فلسطينيات" ستبقى حاضنةً قوية بما تستطيع تقديمه، لكافة الصحافيين والصحافيات في مصر وغزة على حد سواء.

بدورها، قالت رئيسة تحرير مؤسسة "المنصة" المصرية نورا يونس: "نتبنى القضية الفلسطينية كقضية حقوقية وإنسانية أولًا، ولهذا نقدم ما نستطيع من العون، لمن عاشوا الإبادة هناك بأهوالها، وأدوا الرسالة حتى آخر رمق".

وأعلنت يونس عن فتح "المنصة" أبوابها للراغبين/ات في المساهمة وإنتاج المواد الصحافية، التي تتماشى مع توجهاتها وسياستها التحريرية، معلقةً بالقول: "وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه في مصر للصحافة الحرة".

ولفتت إلى أن "المنصة" بطاقمها، جاهزة للتعاون، وإتاحة الفرص للصحافيين/ات من أجل الاستمرار بأداء رسائلهم/ــن الإعلامية، وتوفير مصادر دخل معقولة تعينهم على العيش بكرامة في مصر التي ستبقى مرحبةً بهم/ـن، أصدقاء وأحبة، "ولو انتهت الحرب".

كاريكاتـــــير