شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م10:26 بتوقيت القدس

"إبرة وسنارة".. تحت الحصار كل شيء "يلزم"

31 مايو 2023 - 14:51

شبكة نوى، فلسطينيات: تنشغل الثلاثينية نهلة عودة بالعمل على ماكنةٍ للخياطة قرب كومةٍ من قصاصات الأقمشة مختلفة الألوان. تُجمّع القطع، وتحاول تنسيق الألوان لتصنيع حقيبةٍ صغيرة للصبايا، تجمع في شكلها الجودة والجمال في آن معًا.

للوهلة الأولى، لا يمكن لمن يدخل ورشة "إبرة وسنارة" أن يتخيل أن تلك الكومة من القصاصات قد تصبح حقيبةً، أو فستانًا ملونًا، أو وسادةً للزينة، أو حتى قبعة، فهي فائضٌ من أقمشةٍ كثيرة، لكن المفاجأة تكون في النهاية، عندما يصرخ الكل من حول نهلة "واو.. رائع، مبدعة يا نهلة".  

تعمل عودة برفقة عدد من السيدات في المشغل الخاص بإعادة تدوير الأقمشة في محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة. تجلس معهن لإنتاج مختلف الأدوات بأشكال مبهجة، ثم تسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تقول لـ "نوى": "هذا العمل أتاح لي فرصة أن أتعرف على قدراتي، وأن أستثمر وقتي فيما يمكن أن يضيف لي ماديًا ومعنويًا".

ابتكرت عودة إضافةً جديدة على القطع المعاد تدويرها، بإدخال التطريز على مختلف القطع من مفارش ومساند وسجاد، ما أضفى عليها لمسة تراثية تعكس الهوية الوطنية الفلسطينية.

تقول إيناس الغول مؤسسة المشروع: "لاحظتُ في المناطق الريفية الكثير من المخلفات التي تضر بالبيئة، فقررتُ تحويل هذه المخلفات لمنتجات توفر مصدر دخل للعديد من السيدات، ومن هنا جاءت الفكرة".

تضيف:" بدأتُ بتدريب النساء الريفيات على العمل، حتى أتقنّه، ثم ضممتُ المتميزات منهن للمشروع".

بدأت الغول العمل في تدوير القماش من بقايا ومخلفات مصانع الملابس، ومن ثم تطور الأمر لتعمل في تدوير الحديد والخشب، وإنتاج مقاعد خشبية من المشاطيح.

وتمر عملية إعادة التدوير بعدة مراحل تبدأ بزيارة مصانع الملابس وشراء المخلّفات، ثم فرز القطع المتشابهة، مع وضع تخيل لكيفية تدوير تلك القطع، تزيد: "في المرحلة الثانية نصمّم القطع المراد إنتاجها، ومن ثم تطبيق الأفكار على أرض الواقع بمساعدة السيدات الموجودات معنا".

حرصت الغول على الاستعانة بنساء من ذوات الإعاقة وتشغيلهن ضمن المشروع، "فهن لديهن قدرات كبيرة، ومن المهم العمل على دمجهن مجتمعيًا ونفسيًا واقتصاديًا أيضًا في سوق العمل" تعقب.

وترى إيناس أن العمل الجماعي أفضل بكثير من الفردي، سواءً في التصميم أو الابتكار، فهي تأخذ برأي جميع العاملات في المشغل بالقطعة التي تود تصميمها، ما يجعل النتائج دومًا مبهرة أكثر مما خططت له.

وتنتج "إبرة وسنارة" الملابس للأطفال والكبار، والوسائد، وبيوت القطط، والمحافظ والحقائب بمختلف أشكالها وأحجامها، إلى جانب صناعة السجاد وكل ما يتعلق بالأثاث المنزلي، وقد شاركت العاملات فيه بالعديد من المعارض المحلية، بغرض تعريف الجمهور بمنتجات المشغَل، التي لاقت إقبالًا كبيرًا وتشجيعًا على الاستمرار في العمل، لا سيما أن أسعار المنتجات في متناول الجميع، بالرغم من الجهد المبذول بصناعة كل قطعة لاعتمادها على العمل اليدوي بشكل أساسي.

تطمح الغول إلى توسعة المشروع، لتشغيل أعداد كبيرة من السيدات المهمشات، وتوفير فرص عمل لهن في ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية التي يعيشها قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد على 16 عامًا.

كاريكاتـــــير