شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 29 ابريل 2024م12:03 بتوقيت القدس

رغم تنغيص الاحتلال وعنصريته..

رمضان في أسواق القدس.. بهجة و"رزق"

05 ابريل 2023 - 07:45

شبكة نوى، فلسطينيات: قد لا يلتفت الزائر لأسواق القدس القديمة خلال شهر رمضان المبارك، إلى إجراءات الاحتلال التعسفية بحق التجار والمارة، بقدر ما تلفته عروبة المشهد هناك، فهو إذا نظر لأعلى وجد حبال الزينة، والإضاءة الملونة، والفوانيس بأحجامها المختلفة تتزاحم فوق رأسه، وإذا نظر أمامه رأى "فلسطين" التاريخية. تمامًا كما لو كان يزورها قبل تاريخ النكبة.

لا تستطيع بندقيةٌ ولا جنديٌ أهوج طمس عروبة المكان في هذا الوقت تحديدًا، فهناك يتحول التجار وأصحاب المحال التجارية، ومُلّاك البسطات الصغيرة إلى مشاريع سعيٍ وصمود، "ففي شهر رمضان، نعوض بعضًا من خسارتنا خلال باقي العام" يقول التاجر ناصر الهدمي.

رائحة البخور تفوح في أرجاء السوق، بينما تمتد بسطات الحلويات وأشهرها القطائف والبرازق، فضلًا عن كعك القدس، والعصائر الرمضانية المختلفة، والمخللات، والفواكه على طول الطريق. يعبر الباعة المتجولون طريق السوق مرارًا وتكرارًا، وينادون على بضائعهم البسيطة التي بالكاد يستطيعون بيعها بسبب مضايقات المحتل.

ويعيد شهر رمضان البهجة إلى أسواق البلدة القديمة في القدس المحتلة، لما تشهده من حركة تجارية نشطة، بسبب توافد آلاف الفلسطينيين إلى القدس، من الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل، على مدار الشهر الكريم.

يضيف الهدمي: "نستبشر في رمضان خيرًا، ونحاول تعويض بعض من خسائرنا بسبب تضييق الاحتلال علينا وعلى زوار السوق".

وتعدُّ الأسعار في أسواق مدينة القدس مرتفعة مقارنة مع أسعار باقي المدن الفلسطينية، وذلك بسبب ارتفاع الضرائب التي تفرضها السلطات الإسرائيلية بحق التجار الفلسطينيين.

وتصل قيمة الضرائب التي يدفعها التاجر المقدسي، إلى أكثر من 70 ألف شيكل سنويًا (18.2 ألف دولار أمريكي)، والتي تشكل نحو 35٪ إلى 40٪ من إجمالي الدخل السنوي للمتجر الواحد، وفق الهدمي، وعدد من أصحاب المحلات في أسواق القدس القديمة.

ويتابع: "يحاول الاحتلال إضعاف الحركة الشرائية، بالحواجز العسكرية التي ينصبها على مداخل ومخارج الأسواق، وزيادة الضغط علينا كتجار، وتحميلنا أعباء ضخمة كمنعنا من نقل بضائعنا بواسطة المركبات"، مشيرًا إلى أنه ورغم ذلك، يصر المقدسيون على إثبات تواجدهم في أسواق القدس المختلفة لإثبات الوجود، وعدم ترك الفرصة للاحتلال كي يستفرد بالمكان، أو يغير هويته.

ويلجأ بعض التجار في أسواق القدس القديمة، إلى تغيير عملهم مؤقتًا خلال شهر رمضان، فبعض أصحاب المقاهي يبيعون الحلويات والمشروبات والأغذية، وبعض المطاعم تتحول لبيع الحمص والفلافل.

يقول محمد أبو الرب الذي حضر من جنين ليصلي الجمعة في الأقصى: "أوصتني زوجتي أن لا أعود إلا مع بعض العصير والكعك وإلا..". يضحك متابعًا: "والله روحي بترد لما بكون هون. هون عروبتنا، وأصولنا وتاريخنا، وهو ذكريات الطفولة مع الوالد الله يرحمه".

ويعود تاريخ أسواق القدس إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948م، حيث بنيت في عهود إسلامية مختلفة، وحُدِّثت في العهود الإسلامية المتتالية، وبقيت حتى سقوط المدينة كاملة تحت الاحتلال الإسرائيلي حيث طُمس بعضها، تحت قواعد بناء الحي اليهودي.

ومن أشهر أسواق القدس: سوق العطارين واللحامين، وباب القطانين، وسوق الحصر، والبازار، وباب السلسلة والخواجات، وباب خان الزيت وغيرها.

كاريكاتـــــير