شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 25 ابريل 2024م22:26 بتوقيت القدس

على عين الاحتلال.. صلاةٌ في "الإبراهيمي" وضيافة لزوّار الفجر

15 فبراير 2023 - 13:38

الخليل:

بدا المشهد قاسيًا، حين نجحت "إسرائيل" نسبيًا بثني الناس عن أداء الصلاة في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل. مكانٌ قتل فيه نحو 29 فلسطينيًا عام1994م ، على يد مستوطنٍ أشهر سلاحه وصوّب نيرانه نحوهم.

سنوات مرّت على المأساة، تبعها تقسيم الاحتلال للمكان ذاته، بين الفلسطينيين والمستوطنين، وسط قمع مستمر.. "فهل يُعمّر من جديد؟"..

وسام الكرد مبادرٌ ضمن مجموعة، لإعادة إحياء الصلاة في "الإبراهيمي"، يقول "إن عائلات الخليل اجتمعت، وبدأت تفكر بخطورة وضع الحرم، ما دفعها لتشجيع الناس للعودة إلى الصلاة فيه عبر فعاليات مختلفة؛ للتغلب على نقاط التفتيش والحواجز التي يفرضها الاحتلال من أجل منع الوصول إليه".

بعد المجزرة -يضيف وسام- أغلق الاحتلال المسجد لمدة ستة أشهر متواصلة، قبل أن يقسّمه بين المسلمين واليهود، فيما شهدت المدينة توترات كبيرة بين الفلسطينيين والمستوطنين الذين يعتدون على الناس والمساجد، ويحاولون التضييق أكثر بمشاركة الجنود.

ويتابع: "بعد الإغلاق، عملنا على مدار سنوات على إحياء صلاة الفجر، وتشجيع الصغار لمرافقة آبائهم وأجدادهم في الذهاب إلى المسجد، حتى أصبحت أعداد المصلين اليوم بالآلاف".

الجد صلاح أبو حلاوة (84 عامًا)، لا يمر فجر عليه إلا ويكون حاضرًا في الصفوف الأولى برفقة أبنائه وأحفاده داخل الحرم، تحديداً في أيام الجمعة. يخبرنا بأن الصغار لا يتململون، بل على العكس يستيقظون قبل الكبار، وصاروا بمثابة منبه لمواقيت الصلاة في المسجد.

ويتابع: "الأمر عادة ورثتها عن جدودي، وكذلك ورثها أبنائي عني، وعنهم أحفادي. برغم مساعي الاحتلال للحد من الوصول، وخطر المستوطنين الذين يهاجمون الناس في كل آن، لكننا مستمرون".

كذلك الشاب محمد زغير (27 عامًا)، وهو واحد من الشبان المتطوعين في استقطاب الناس لإعمار الحرم، يشجع أبناء العائلة على المشاركة في الصلاة، واستضافة المصلين، "فيجهزون الفعاليات المختلفة التي يجتمع عليها الكثير من الشباب والأطفال، ويتشاركون بتحضير أنواع مختلفة من المشروبات الساخنة خاصة في فصل الشتاء، وأنواع أخرى من الحساء لتدفئة قلوب المصلين، إلى جانب الحلويات، ثم يقومون بتوزيعها على المصلين". 

ويعدُّ الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، أقدم بناء مقدس عند المسلمين، وقد بني فوق مغارة مدفون فيها النبي إبراهيم خليل الرحمن، وزوجته، وولده النبي إسحاق، وحفيده النبي يعقوب عليهم السلام، وتعدُّ مدينة الخليل من أقدم مدن الضفة الغربية ويسكنها حوالي 200 ألف فلسطيني، فيما يستوطنها نحو 1000 إسرائيلي.

كاريكاتـــــير