شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م11:13 بتوقيت القدس

أوصت بعقد مؤتمر "استثنائي" قبل الانتخابات

مبادرة "فلسطينيات".. قطعة "البازل" الأخيرة في جيب النقابة

13 نوفمبر 2022 - 17:15

غزة- رام الله:

خَلُصت حواراتٌ معمقة أجرتها مؤسسة "فلسطينيات" مع الكتل والأُطر الصحفية الفلسطينية، وعدد من الصحفيين/ات المستقلين/ات في قطاع غزة، إلى ضرورة عقد مؤتمرٍ استثنائيٍ وعاجل؛ لنقاش وتعديل النظام الداخلي الذي جرت عليه انتخابات نقابة الصحافيين الفلسطينيين عام 2012م، قبل بدء الانتخابات الجديدة، المزمعة في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

التوصية بعقد المؤتمر، أعقبت تقديم "فلسطينيات" قبل ثلاثة أشهر، مبادرةً تهدف لإنهاء الانقسام في نقابة الصحافيين، تحت عنوان "مبادرة نادي الإعلاميات الفلسطينيات"، التي تعدُّ "الرابعة" بعد ثلاث مراتٍ سبق فيها تقديم مبادراتٍ مماثلة، خلال الأعوام 2012م، و2016م، و2019م.

الأطر والكتل الصحفية في قطاع غزة، بما فيها المكتب الحركي للصحافيين، وقّعت على المبادرة، وما ألحقها من توصيات، فيما رفضت كتلة الصحفي الفلسطيني التوقيع، بعد إبدائها بعض التخوفات والتحفظات، في حين ما زالت "فلسطينيات" تنتظر حتى اللحظة، ردًا حول التوصية بعقد المؤتمر من قبل الأمانة العامة لنقابة الصحفيين.

تقول وفاء عبد الرحمن، مديرة "فلسطينيات"، ورئيسة تحرير شبكتها الإعلامية النسوية "نوى": "سلمنا التوصية بعقد المؤتمر الاستثنائي، والموقعة باليد، لنقيب الصحافيين ناصر أبو بكر، بحضور الدكتور عمار الدويك مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وقد رحّب بها النقيب، ووعدَ بتقديمها للأمانة العامة في أقرب اجتماع، وها نحن ذا ننتظر رد الأمانة العامة الإيجابي".

ويذكر أن النقابة التي أعلنت موعد الانتخابات في يومَي الثامن والتاسع من ديسمبر المقبل، تجاوزت المُدد القانونية التي تسمح بانعقاد مؤتمرها في الموعد المحدد -بمعنى فتح باب الترشح ونشر سجل العضوية- ولذا أصبح واجبًا على النقابة، تقديم تفسير واضح للجسم الصحفي: هل تأجلت الانتخابات؟ أم أن الصحافيين/ات يتجهون نحو المؤتمر الاستثنائي؟

الكتل والأطر الصحفية، بدورها، أبدت بوضوحٍ موقفها "الإيجابي" و"الداعم" نحو المبادرة الهادفة إلى إنهاء الانقسام في نقابة الصحافيين الفلسطينيين، عبر انتخاباتٍ نزيهة وشفافة لا تقصي أحدًا، وذلك بعد المرات الثلاث سالفة الذكر.

مبادرة 2022م، تؤكد على سبعة مبادئ أبرزها تمتين نقابة الصحفيين، والحق "الفردي" لكل صحفيةٍ وصحفي بالانتساب لها، وتعزيز استقلاليّتها بإخراج الصحفيين من دائرة الاستقطاب السياسي، ودورية الانتخابات وانتظامها، والتدخل الإيجابي لصالح الصحفيات، والالتزام بميثاق أخلاقيات المهنة، وجبر الضرر الذي قد يصيب الصحفيين في مؤسساتهم، وأثناء التغطية.

مبادرة 2022م، تؤكد على سبعة مبادئ أبرزها تمتين نقابة الصحفيين، والحق "الفردي" لكل صحفيةٍ وصحفي بالانتساب لها

وطرحت المبادرة بنودها عبر أربعة محاور، أولها تشكيل لجنة مستقلّة للإشراف على عملية انتخابات النقابة، بمهام محددة في المبادرة، وفتح ملف العضوية، وإشراف اللجنة المستقلة إلى جانب اللجنة المركزية للانتخابات على انتخابات النقابة، التي ستُعقد بشكل متوازٍ في الضفة والقطاع، على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، وهو ما لاقى ترحابًا من قبل نقابة الصحفيين، والكتل والأطر الصحفية كافة.

شيماء مرزوق، عضو مجلس إدارة منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، قالت: "تلقينا المبادرة بشكل إيجابي، فموقف المنتدى ثابت من جميع المبادرات التي تُطرح بخصوص مشكلة نقابة الصحفيين المتجذرة"، مشيرةً إلى أن البنود التي احتوتها المبادرة "مواقف ثابتة بالنسبة للمنتدى"، لا سيما ما يتعلق بتمكين النقابة، والخطاب المؤثر، وانتساب الصحفيين، "ولهذا نحن ندعمها تمامًا" تعقّب.

ووفقًا لمرزوق، فإن أي مبادرة تدفع باتجاه حل الإشكالية وتضمن تواجد كل صحفي تنطبق عليه الشروط، وتضمن استقلالية النقابة، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، هي مدعومة تمامًا من طرف المنتدى، "لكن ورغم الحديث الجاري عن انتخابات قادمة، إلا أن موقف النقابة غير واضح، وحتى الآن لا يوجد جهد جماعي منظم من الأطر الصحفية باتجاه الموضوع لعدم وجود الثقة" تستدرك.

شبكة نوى، فلسطينيات: تتلخّص مبادرة نادي الإعلاميات بما يأتي: تشكيل لجنة مستقلّة للإشراف على عملية انتخابات النقابة

وتكمل: "يبدو أن الجميع ينتظر خطوات حقيقية من النقابة، كفتح حوار جمعي مع الأطر والكتل الصحفية، ومع جموع الصحفيين أيضًا، فليس من المعقول بعد كل هذا التعطيل أن تقول النقابة "سنذهب إلى انتخابات قبل الحوار وخطوات بناء الثقة".

بدوره قال توفيق السيد سليم، عضوُ مجلس إدارة التجمع الإعلامي الفلسطيني: "إن أبرز ما يمكن أن يعيق التقدم باتجاه إنجاز انتخابات يشارك فيها الكل الصحفي الفلسطيني، هي قضية ملف العضوية، وتحديدًا التعريف بشكل واضح من هو الصحفي؟ وهذا يتطلب إعادة النظر في أعضاء الجمعية العمومية، وفلترتها لتصبح جمعية عمومية خالصة من الصحفيين العاملين".

 العضوية والترشح للانتخابات:استكمال إجراءات الانتساب وأن تنشر النقابة أسماء الأعضاء المسجلين والذين يحق لهم/ن الترشح والانتخاب 

وتابع السيد سليم: "التجمع الإعلامي الفلسطيني يرى أن مبادرة فلسطينيات قابلة للتحقيق، ويمكن البناء عليها مع بعض التفاصيل في حالة واحدة فقط؛ إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية لدى جموع الصحفيين ممثلين بكتلهم وأجسامهم النقابية المختلفة، وهذا ما نلمسه جيدًا لدى صحفيي غزة، ليبقى الأمر منوطًا بالإخوة الزملاء في الضفة".

وأكد وجود حراك فعلي بين الكتل الصحفية المختلفة لمناقشة شكل وآليات التعاطي مع قضية الانتخابات بما يخدم الجسم الصحفي الفلسطيني، قائلًا: "قادمات الأيام سوف تُفصح عن بعض التطورات المهمة على هذا الصعيد، فالجميع لديه رغبة جامحة بالتغيير والنهضة بالواقع الصحفي، بما يضمن حقوق جميع الصحفيين، وتقديم صورة مشرفة للجسم الصحفي الفلسطيني".

بدوره، عبّر عماد زقوت رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني عن تقدير الكتلة للمبادرة، عادًا إياها خطوة نحو تصحيح مسار الانتخابات، وتشكيل نقابةٍ جامعة للكل الصحفي، مؤكدًا على أهمية وصول المبادرة لنقابة الصحفيين في رام الله، باعتبارها صاحبة القرار، وهي المؤثر الأكبر وليس غزة، حسب وصفه.

ونبه زقوت إلى تأييد الكتلة لأن يكون للصحافيات دور كبير ومؤثر في النقابة، فالصحافيات صاحبات بصمة في العمل الإعلامي، ولهنَّ باعٌ طويل في تغطية الأحداث على مدار عقود "وخير شاهد على ذلك، استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة التي قدمت روحها أثناء تغطية الأحداث"، مشددًا على أن الكتلة ليس لديها مشكلة مع أي مبادرة لتصحيح المسار.

تشرف اللجنة المستقلة على الانتخابات بمشاركة لجنة الانتخابات المركزية، على أن تتم في الضفة والقطاع بشكل متوازٍ.

من جانبه رحب رامي الشرافي من التجمع الصحفي الديمقراطي بالمبادرة، وشكر فلسطينيات ونادي الإعلاميات على الاهتمام، والذي يبادر في مناقشة هموم الزميلات والزملاء في حقل الإعلام، مضيفًا إن فلسطينيات سبق ان قدمت مبادرات كان آخرها في عام 2019 التقاء النقيب والأطر في غزة.

وأكد إن المبادرة تتقاطع مع ما يقدمه التجمع الصحفي الديمقراطي وأن هذا تكامل أدوار وصولًا إلى نقابة مهنية تمثل الكل الصحفي، وتكون نموذج وحدوي يناضل من أجل رفع هذه المهنة وتمثل الكل الصحفي، فهذا مطلب وأي توفق يكون عبر الانتخابات، مضيفًا إن هناك حوار مع الأطر الصحفية للوصول للانتخابات، بعد أن يتم تنسيب الجميع إلى النقابة وصولًا لانتخابات حرة تعبر عن إرادة الصحفيين.

عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال، من جانبه، قال: "النقابة تُرحّب بكل جهد وكل مبادرة من أي جهة كانت، خاصة وأن النقابة تنظر بإيجابية لمؤسسة فلسطينيات وجهودها في تنظيم البيت الصحفي وخاصة الصحافيات".

وأضاف: "حتى الآن، لا يوجد موقف رسمي من النقابة حول المبادرة، ولم تُناقَش في اجتماع، وسيُنظر إليها بإيجابية، وسيتم التعاطي مع أغلب البنود الواردة فيها، التي تؤسس لنقابة أكثر قوة وصلابة ومتانة، ووجود نسوي فاعل نأمل أن يكون جزءًا من النقابة وهيئتها الإدارية".

وأكد نزال أن النقابة عممت المبادرة على أعضاء الأمانة العامة، مرجحًا أن الموقف بشأنها سيكون موحدًا عندما تجتمع الأمانة، "ولكن بالملاحظة، وبالحديث مع زملاء، فالكل يرحب بها" يعقب.

وأشار نزال إلى أن قرار إجراء الانتخابات هو نهائي، وفي موعده المحدد: 9/10 ديسمبر من العام الجاري، منبهًا إلى أن باب العضوية مفتوح، وبإمكان أي صحفي أو صحفية، التقدم للحصول على العضوية.

وتابع: "سيُعلن قريبًا جدول العملية الانتخابية، بما في ذلك الطعن في العضويات الموجودة والمنشورة على موقع النقابة، وصولًا إلى انتخابات حقيقية تُعبّر عن إرادة الجميع"، مضيفًا: "قريبًا، سينعقد حوار مع الجميع، وهناك قنوات مفتوحة مع الكتل والأطر الصحفية، وسيتم البدء بمبادرة فلسطينيات في إطار هذا التشاور".

كاريكاتـــــير