شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 24 ابريل 2024م07:29 بتوقيت القدس

"فضفضة" وذكريات في لقاءات "كبار السن" بغزة

29 اعسطس 2022 - 18:33

شبكة نوى، فلسطينيات: بخطواتٍ سريعة، شقّ المسن سعيد النجار طريقه نحو مقر جمعية رعاية كبار السن بمدينة غزة. كانت تغمرهُ سعادةٌ كبيرة لأنه سيلتقي اليوم أصدقاءه من نفس العمر هناك، سيتبادل معهم أطراف الحديث، ويمارس  الرياضة، وقد يتلقى بعضهم علاجًا طبيعيًا حسب الحالة.

الجمعية بالنسبة للنجار، متنفسه الوحيد الذي ينتظره طوال الوقت، بل إن يوم الذهاب إليها "كيوم العيد"، يتجهّز له قبل وقت، ويفرح لمجيئه كفرحة طفلٍ بثوبه الجديد.

يقول لـ "نوى": "أجمل ما في هذا المكان أنني ألتقي بأبناء جيلي، يفهمونني وأفهمهم. اهتماماتنا مشتركة، تتركز حول الأوضاع العامة حينًا، ومشاكل الأبناء حينًا آخر، والأمراض والعيادات الطبية ومشاكل العلاج في مرات أخرى".

يمارس المسن النجار العديد من أنشطة التفريغ النفسي، التي يتحدثون خلالها عن ما يجول في خواطرهم، "وحتى عن مشاعرنا التي قد لا يكترث بها المحيطون بنا، ونفشل في كثير من الأوقات التعبير عنها" يضيف.

ويرى النجار أن هذا المكان يساعده للحفاظ على لياقته البدنية، من خلال توفير الأجهزة الرياضية التي تساعد على تنشيط الجسم، إلى جانب الأنشطة الأخرى، قائلًا: "أحرص على ممارسة كرة السلة، والتنس، وأستخدم الأجهزة الرياضية الخاصة بتقوية أطراف محددة من الجسم مثل اليد، أو القدم، إلى جانب الرسم والمشغولات اليدوية التي تعدُّ من أهم أنشطة التفريغ النفسي داخل الجمعية".

يكمل: "في هذا المكان عادت إليّ الحياة من جديد، بعد أن ظننت أن الموت هو الشيء الوحيد الذي يجب عليَّ انتظاره في هذا العمر".

وتعمل الجمعية على استقبال كبار السن ثلاثة أيام في الأسبوع، يمارسون خلالها كل ما من شأنه تحفيز الحركة والحيوية لديهم، ناهيك عن الدعم النفسي والطبي من خلال الفحوصات الطبية الدورية للسمع والنظر والأسنان، بالإضافة للوظائف الحيوية في الجسم.

وجمعية رعاية كبار السن، التي أُسست عام 1980م بتبرعٍ من السيدة سعاد الأعظمي، هي الأولى من نوعها في قطاع غزة التي تُعنى بتقديم خدمات مختلفة ومتكاملة لكبار السن فوق 60 عامًا.

ويؤكد المدير التنفيذي للجمعية إياد حلس، أن عدد الأعضاء المشاركين فيها يبلغ 700 شخص، "بينما يرغب أضعاف هذا العدد بالانضمام، لولا أن مساحة الجمعية وإمكانياتها لا تسمح باستقبال أعداد إضافية"، مستدركًا بالقول: "إدارة الجمعية اضطرت لتقسيم فترات العمل إلى ثلاث، واستقبال المشتركين يشكلٍ يسهم في إعطاء كل ذي حق حقه".

وأوضح حلس أن الجمعية تستقبل كبار السن من الجنسين، وتقيم أنشطة وفعاليات خاصة بالنساء، مثل التطريز، والخياطة، وتلاوة وتحفيظ القرآن الكريم، ومحو الأمية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية على الأجهزة الخاصة التي تُناسب أعمارهن.

بينما توفر الجمعية للرجال من كبار السن، صالةً رياضية لممارسة رياضة التنس، وكرة الطائرة، إلى جانب وجود أجهزة رياضية تساعد على زيادة حيويتهم ونشاطهم، ناهيك عن أنشطة الرسم والخط.

"إنّ حالة الإقبال الواضحة من قبل كبار السن على الجمعية، تجعل الإدارة تطمح للمزيد من التطوير والتوسيع من أجل تقديم خدمات أكبر، واستقبال عدد أكبر من كبار السن، الذين يرون في هذا المكان متنفسهم الوحيد" يختم حلس، مشيرًا إلى أن جميع القائمين على الجمعية يعملون بشكلٍ طوعي، ويطمحون إلى تحسين وضع الجمعية بما يتناسب مع الخدمات التي تقدمها، والفئة التي توليها اهتمامها.

كاريكاتـــــير