شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 17 ابريل 2024م02:35 بتوقيت القدس

سعر الكيلو يقترب من 20!

مواطنون يُشهرون سيف المقاطعة في وجه تجار الدجاج

05 ابريل 2022 - 16:04

شبكة نوى، فلسطينيات: لا دجاج على موائد الإفطار في قطاع غزة. يقول أبو محمد ربيع: "ما يحدث جنون! لقد وصل سعر الكيلو إلى 18 شيكلًا".

يحتاج الرجل من أجل إفطارٍ يكفي عائلته المكونة من 9 أفراد قرابة ثلاثة كيلوات، "فهل يعقل أن أدفع أكثر من 50 شيقلًا لشراء دجاجتين فقط؟" يتساءل بحنق.

وبالرغم من أن وزارتَي الزراعة والاقتصاد أصدرتا بيانًا مشتركًا، أكدتا فيه توحيد السعر للمستهلك في جميع المحافظات بقيمة 14 شيكلًا للكيلو الواحد، "إلا أن التجار لم يلتزموا به، ورفضوا بيعه لمحلات الدجاج إلا بسعر 16 شيقلًا للكيلو الواحد" وفقًا لأحد بائعي الدجاج في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

ويقول لـ "نوى": "نضطر لشرائه بهذا السعر نظرًا لالتزامنا مع بعض المبادرات التي تقوم بتوزيع الدجاج على الأسر المستورة مع أوائل شهر رمضان"، مؤكدًا أن حركة المواطنين تجاه شراء الدجاج اللاحم ضعيفة جدًا، وتكاد تكون منعدمة "بل إن عددًا كبيرًا من زبائن المحل فضلوا مقاطعة الدجاج نظرًا لارتفاع سعره".

وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بإعلاناتٍ لمقاطعة شراء الدجاج اللاحم حتى بعد توحيد التسعيرة من قبل الحكومة في قطاع غزة، فالأمر كما يرى المواطن محمد الجمل، لا يعدو كونه استغلالًا للشهر الفضيل من قبل مجموعةٍ من كبار التجار، مشيرًا إلى أن وعي المواطنين دفعهم لمقاطعة شراء الدجاج.

يقول: "أنا واحد منهم، وها هو يمر اليوم الرابع من رمضان، ومائدتنا خالية من اللحوم البيضاء"، مردفًا: "قد يكون البعض قادرًا على شراء الدجاج بهذا السعر، لكن الغالبية العظمى من مواطني قطاع غزة من الفقراء، وحتى الموظفين بالكاد يتدبرون أمور حياتهم في ظل الغلاء الذي طال كل السلع الاستهلاكية".

وأعلنت عدة مولات التجارية مقاطعتها، وامتناعها عن شراء الدجاج من التجار بالسعر الذي يفوق ما تم الإعلان عنه سابقًا، في خطوةٍ لرفض احتكار الدجاج لدى فئة معينة من التجار الذين يحاولون استغلال شهر رمضان المبارك، لفرض السعر الذي يحددونه.

وأثر رد فعل المواطنين بشكلٍ مباشر على حركة البيع، وبالتالي كل يوم يزيد في عمر الدجاجة هو خسارة فعلية لصاحب المزرعة، ما دفع المتحدث باسم المكتب الإعلامي الحكومي لإعلان طرح ١٦ ألف دجاجة في السوق المحلي، بحيث تصل للمواطن بسعر ١٤ شيقلًا وفق التسعيرة.

لكن حتى هذه التسعيرة الجديدة يراها المواطنون تصب في مصلحة التجار دون أي مراعاة لظروف المواطنين، حتى أن أم محمد نصار التي يشتاق أطفالها لطعم الدجاج، تصر على الاستمرار في المقاطعة حتى يعود إلى ثمنه الطبيعي، كي يكون في متناول يد المواطن.

وترى أن العملية أشبه بالاستغلال، بدايةً برفع السعر بشكل جنوني ليصل إلى 18 شيكلًا، ثم العودة لطرحه في الأسواق بـ 14 شيكلًا على اعتبار أن هذا إنجاز يمكنه أن ينهي حملة المقاطعة، ويحقق ربحًا كبيرًا للتجار، مستدركةً: "لكن أكاد أجزم أن هذا إمعان في استغلال المواطن المطحون، بفعل كل الأزمات التي تحيط به".

معظم من التقتهم "نوى" أجمعوا على ذلك، وبعضهم أعلنوا صراحةً عبر صفحات السوشال ميديا، مقاطعة الدجاج حتى يتم تحديد تسعيرة طبيعية تكون مرضية للمُزارع والتاجر، دون استغلالٍ لحاجة المواطن.

وفي تصريحٍ لرئيس نقابة مربي الدواجن مروان الحلو، فقد أكد أن خللًا كان في خط استيراد البيض المخصب تسبب في إحداث الأزمة، متوقعًا أن تعود الأسعار إلى طبيعتها بعد العاشر من رمضان، "وهنا من الضروري تنظيم هذا القطاع، وضمان عدم بقائه تحت سطوة مجموعة من التجار".

كاريكاتـــــير