شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م21:58 بتوقيت القدس

قرار علاجها في يد "صحة" رام الله

تحسّسوا الوجع في صوت "آية".. فالصورة نصف الحكاية

04 ابريل 2022 - 13:44

شبكة نوى، فلسطينيات: "بدي أرجع لأولادي، نفسي أحضنهم" تقول آية عبد الرحيم الأسطل، بينما تتحسس ورمًا أصاب وجهها قبل خمسة أشهر.

في حياة الشابة العشرينية بات الليل والنهار سيّان، فهي لم تعد تعرف للنوم طعمًا من شدّة الألم، وبلا حولٍ ولا قوة، ترقد في منزل عائلتها تكابده وحيدة، بعد رحلةٍ من العذاب عاشتها منذ نوفمبر الماضي بالتنقل بين طبيبٍ وآخر "دونما تشخيصٍ محدد"، حتى انتهى بها المطاف في انتظار قرار دائرة العلاج بالخارج، تحويلها لأحد المستشفيات المتخصصة في علاج الحالات المستعصية بالداخل المحتل.

"كل ما استطاع أطباء غزة فعله، عملية ربط شريان لمنع استشراء الورم، إلى حين تحديد موعد في مستشفى المقاصد الطبي الذي أبدى موافقةً مبدئية على استقبالي" تضيف آية، ثم تستدرك بعد أن مسحت دموعها: "لكن بعد إجراء العملية لم يتوقف الورم، وتولّدت شرايين دموية جديدة، وهذا جعل مستشفى المقاصد يتراجع عن استقبالي وفق ما وصلنا من الدائرة".

وهن صوتها، وتقطّعت أوصال الكلمات بينما كانت تحاول أن تستجمع قوتها لتستمر في الحديث. ابتلعت غصّـتها وأكملت تشرح وضعها: "أنا لا أنام من شدة الألم، وكل يوم أنتظر سماع خبر تحويلي إلى مستشفىً متخصصة، لكل دون فائدة".

بين الفينة والأخرى، كانت الشابة تمرر أصابعها على وجهها الذي تضخّم بفعل الورم، وقبل أن تذهب في موجةٍ من البكاء، قالت كلماتٍ بالكاد فهمنا بعضها: "بدي أولادي، نفسي أرجعلهم، أحضنهم وأربيهم".

لا تفارق آية حضن والدتها التي لا تملك فعليًا إلى الطبطبة على قلبها بآياتٍ ودعاء. تقول السيدة لـ "نوى": "لم أكن أعلم أن أصعب مصاب هو الفجيعة في فلذة الكبد. ابنتي تتلوّى ألمًا وأنا قربها لا أملك شيئًا. لا علاج، ولا سلطة أو قرار يمكناني من إرسالها للعلاج في الوقت والمكان المناسبين".

آية أمٌ لطفلين، أصغرهما بعمر عامين. معاناتها أشد من أن توصف، "فمنذ بداية المرض وانتشار الورم في وجهها، لا تتناول أي طعام، وبالكاد تعيش على السوائل، بينما تعاني من القيء المتواصل، وارتفاع درجة الحرارة، ما يجعلها في حالة إعياء مستمرة" تزيد الأم.

كل ما تتمناه آية وأسرتها اليوم، أن يتم تحويلها إلى مستشفى متخصصة قبل فوات الأوان. أما والدة زوجها التي تكاد لا تغادر مقر دائرة العلاج بالخارج، فترى الأمور معقدة. تقول لـ"نوى": "كان يفترض أن يصدر قرار اللجنة بالأمس، لكن حتى اللحظة لم تحظ العائلة بأي ردٍ أو إجابة". تكمل بنبرة أسى: "أخشى أن لا أرجع لها بخبرٍ يمكن أن يُحيي الأمل في القلب. إنها تنتظر بلوعةٍ قرار التحويل فقد انقلبت حياتها حرفيًا".

وكانت عائلة آية، وجهت بالأمس، مناشدةً عاجلة للرئيس محمود عباس، وكل من رئيس الوزراء محمد اشتية، ووزيرة الصحة مي كيلة، للإيعاز بتحويل آية للمستشفى المناسب قبل أن يزداد الورم شراسةً، ويفوت آوان العلاج.

يمرُّ قطار الوقت فلا يشعر به أحدٌ كما آية. كل دقيقةٍ تمضي هي من عمر وجعها، وأطفالها، وحياتها التي صارت على المحك، فهل يُسمع النداء؟

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير