شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م18:36 بتوقيت القدس

"تراثنا هويتنا".. تاريخ فلسطين في "معرض"

29 يوليو 2021 - 13:22

شبكة نوى | قطاع غزة:

"مثل الشوكة في الحلق" قالت هدى الافرنجي في وصف الاحتلال، بينما كانت تقلب بين كفّيها حاوية "مناديل ورقية" صنعتها يدويًا من الخرز.

"بماذا قد يؤذيه دخول خرز الزينة إلى غزة؟" تتساءل من أمام زاويتها في معرض "تراثنا هويتنا"، قائلةً: "لا شيء يشبه ما نعيشه تحت حصارٍ عمره 15 عامًا (..) تضيق تفاصيل الحياة هنا، وتضيق قلوبنا".

وافتتحت الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث بغزة، معرضًا تراثيًا –مطلع الأسبوع- في بيت الغصين الأثري الثقافي، لدعم المنتجات الوطنية، والمشغولات التراثية، ذلك بالتعاون مع مركز "إيوان".

وشارك في المعرض، بالإضافة إلى هدى عدد من المهتمين والمهتمات بتأصيل الجذور، وتثبيت الهوية، من خلال معروضاتهم/ ـن من المطرزات الفلسطينية، والمأكولات الشعبية، والخرزيات والعملات القديمة والطوابع، وغير ذلك.

تبدع هدى في صنع المشغولات اليدوية المزيّنة بالخرز والستان، من إكسسوارات، وقبّعات، ومستلزمات أخرى، كأكياس المحارم، وأطباق التقديم، إلا أنها حتى في محاولاتها البسيطة للعيش بصناعتها اليدوية، تجد الحصار عائقًا أمام دخول المواد الخام التي تستخدمها في عملها.

ومنذ ثلاث سنوات، بدأت هدى العمل بصناعة المنتجات اليدوية من منزلها، وفق الموجود والمتوفر في غزة، إذ رفضت الاستسلام للظروف المحيطة، وصنعت ما تستطيع وروّجته عبر الإنترنت، تحديدًا من خلال صفحتها "لجين هاند ميد".

تقول لـ "نوى": "من خلال الصفحة، تصلني الكثير من الطلبات، من داخل القطاع، ومن خارجه أيضًا يسألون عما إذا كان باستطاعتهم الشراء منها، أو توصيلها لبلدانهم"، موضحةً أن مشاركتها في معارض التراث "هي الأولى، ذلك كي يتعرف الناس إليها أكثر، وتشاهد منتجاتها عن قرب".

وتضيف: "قد لا يكون البيع وفيرًا، لكن من المهم أن أتواجد هنا، من المهم أن نتعرف نحن العاملات في بيوتنا على بعضنا البعض، وأن نندمج في المجتمع، ونستمع إلى أذواق الناس ومتطلباتهم لتطبيقها".

ويضم المعرض، عددًا من الزوايا المتنوعة، أبرزها تلك التي تزينت بثيابٍ مطرزة، يعود عمرها إلى أكثر من 100 عام، وثيابًا أخرى تتمتع بالحداثة صُمّمَت مؤخرًا، وزوايا مختلفة تعرض تراثًا عربيًا وفلسطينيًا، ما بين نحاسيات، وتحف قديمة.

نهيل البلبيسي، شابةٌ أخرى شاركت في المعرض بزاويةٍ تضم مشغولاتٍ يدوية مختصة بالتطريز الفلاحي، وتقوم بالدمج بين القديم والحديث، لتتماشى منتوجاتها مع التطور الجاري بأشكالٍ جديدة ومبهجة، تحافظ على التراث الفلسطيني على حد تعبيرها.

وتتفق نهيل مع هدى، في أن هذه المعارض، هي فرصة مهمة لانخراط النساء العاملات بمنازلهن في المجتمع، ومحاولة كسر الصورة النمطية المعروفة عن ربات المنازل، "فهن مُنتِجات، ومشهوراتٍ افتراضيًا، ويلزمهن لترويج منتجاتهن، بعض الاندماج في العالم الموازي".

تثني الشابة على إقبال الناس على مشغولاتها، لكنها كانت تتمنى لو لم يكن قطاع غزّة محاصرًا، "فحينها سيكون لدينا مساحة أرحب للتسويق، والترويج".

كاريكاتـــــير