شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م17:51 بتوقيت القدس

صواريخ الاحتلال تصب غضبها على أقلام الصحافيين وعدساتهم

12 مايو 2021 - 15:41

غزة:

لن تطل المذيعة الفلسطينية سالي ثابت بعد اليوم على جمهورها من خلال برنامجها الصباحي على قناة الكوفية الفضائية؛ فالبناية التي كانت تضم مكتب القناة واستوديو البث، استهدفتها طائرات الاحتلال الحربية، ودمرتها بشكل شبه كامل.

قناة الكوفية الفضائية، هي واحدة من عدد كبير من وسائل الإعلام الفلسطينية التي كانت تتخذ من بناية "برج الجوهرة" غرب مدينة غزة مقرًا لها إلى جانب عدد كبير من وسائل الإعلام، لتلحق ببناية "برج هنادي" على ميناء غزة والتي قصفها الاحتلال بالكامل، وتضم أيضًا مؤسسات بعضها إعلامية.

تقول سالي بصوت مخنوق :"القناة وشركة الوطنية للإعلام التي نبث من خلالها كانت بمثابة روح وجسد بالنسبة لنا، فقد ربطتنا علاقة أخوّة بزميلات وزملاء العمل، ذكرايتنا كلنا سويًا من فرح مع كل موضوع جميل، وذكريات الحزن مع كل جولة تصعيد لا تخلو من مواقف مضحكة لا يمكن نسيانها".

في يوم القصف تحديدًا؛ كانت سالي وباقي الطاقم على رأس عملهم، يواصلون تغطية جرائم الاحتلال على قطاع غزة والقدس والضفة والداخل المحتل، وعقب انتهاء التغطية جلسوا حتى المساء لنقاش آلية العمل التي سيتّبعوها خلال الطوارئ، بما يضمن استمرار التغطية بأقلّ عدد ممكن مع كل فترة دوام، وأثناء وجودها في البيت مساءً بلغها خبر تهديدات الاحتلال بقرار قصف البرج.

"غصة في الحلق شعرت بها لدى سماعي الخبر، حاولت عدم التصديق؛ لكن لا شيء بعيد على إجرام الاحتلال"، تقول سالي التي ظلّت تحبس أنفاسها لثلاث ساعات حتى تم القصف فعليًا، وحدث ما جاهدت نفسها على عدم تصديقه.

سالي:المبنى ليس مكان عمل فقط؛ إنه بيتي الثاني، فيه أشياء شخصية كثيرة لي، مثلًا خزانة الملابس التي أخرج بها على الهواء في برامجي أرشيفي وذكرياتي

تعقّب :"المبنى ليس مكان عمل فقط؛ إنه بيتي الثاني، فيه أشياء شخصية كثيرة لي، مثلًا خزانة الملابس التي أخرج بها على الهواء في برامجي أرشيفي وذكرياتي، والمكواة واللاب توب، كلها أشياء توحي بحجم الألفة التي ربطتنا بالمكان، كل شيء ذهب مع أول صاروخ شعرت أنه انغرس كالسكين في قلبي".

ومع تدمير البرج، ستبقى سالي وغالبية زميلاتها وزملاؤها بانتظار ما ستقرره إدارة البرامج، لأن الأولوية الآن لمواصلة البث كي لا يتوقف الصوت، وهي ستظل بانتظار اللحظة التي ستعود فيها إلى برامجها الثلاثة صباح الكوفية والنصف والآخر الذي يعالج قضاي النساء المعنفات، وبرنامج رتوش الذي يتم تصويره من الشارع.

الصحافية شروق شاهين أيضًا حرمها قصف الاحتلال الإسرائيلي مكتبها المتواجد في بناية السوسي غرب مدينة غزة التي تعرضت هي الأخرى للقصف أيضًا.

تقول شروق وهي مراسلة قناة سوريا الفضائية: "أمارس عملي من خلال شركة عالم نيوز، ومكتبنا موجود في بناية سكنية وفيها بعض المكاتب، ليلة أمس بقيت في المكتب حتى الساعة العاشرة، حيث كنت أخرج على الهواء بشكل مستمر لمواصلة التغطية".

مع صعوبة التواصل بين محافظات قطاع غزة، كانت شروق قد اتخذت قرارًا بالمبيت في المكتب، لكن في اللحظات الأخيرة توفرت لديها فرصة للمغادرة إلى بيتها شمال قطاع غزة، على أمل العودة لمواصلة العمل في اليوم الثاني.

تقول شروق :"طبعًا كان هذا من حُسن حظي، بعد وصولي للبيت سمعت بأخبار تقول أن الاحتلال يريد استهداف أبراج فيها مؤسسات إعلامية، بينها بناية السوسي حيث يوجد مكتبنا، استبعدت الأمر رغم أنه لا شيء مستبعد على الاحتلال خاصة بعد قصف برج هنادي".

شروق: صدمة ومفاجأة، أنا الآن شمال قطاع غزة لا أستطيع العودة للمكتب لمتابعة ما جرى، هل بقي شيء من أرشيف عملنا أو كاميراتنا وأدوات البث؟

ساعات ثقيلة مرّت على شروق وهي تتابع الأخبار حتى بلغها خبر قصف المبنى، هنا بدأت تفكر في الكثير من الأشياء.

تكمل :"صدمة ومفاجأة، أنا الآن شمال قطاع غزة لا أستطيع العودة للمكتب لمتابعة ما جرى، هل بقي شيء من أرشيف عملنا أو كاميراتنا وأدوات البث؟ علمت أن بعض الزملاء ذهبوا إلى هناك، وربما استصلحوا شيئًا لم يحرقه القصف، لكن لا أدري مصير باقي الأشياء وكلها مهمة".

الأكثر صعوبة بالنسبة لها هي وطاقم العمل، هو حاجتهم الماسّة للتغطية المباشرة بوجود مكتب، إذ من الطبيعي أن لديهم ضيوف يتم استضافتهم على الهواء، تعقّب:"اتخذنا قرار سريع بأن تكون الاستضافة هاتفية، هذا غير عملي ولكن سيكون إجراء مؤقت لحين العثور على مكتب نمارس من خلاله عملنا، المهم أن القرار الواضح هو مواصلة التغطية".

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي مخلّفًا 53 شهيدة وشهدًا حتى الآن بينهم أطفال، إضافة إلى عشرات وتدمير مئات المنشآت والمباني السكنية.

وكانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين اعتبرت في بيان لها صباح اليوم، إن استهداف مقرات المؤسسات الإعلامية يندرج في إطار جرائم الحرب مكتملة الأركان التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والصحافيين والمؤسسات الإعلامية، توجب تحركًا دوليًا عاجلًا للجم العدوات ومحاسبة الاحتلال.

وقالت النقابة في بيانها، إن استهداف برج الجوهرة الذي يضم 13 مؤسسة إعلامية يضاف إلى اعتقال اثنين من الصحافيين في الضفة الغربية، وسبقه اعتداءات طالت 27 صحافية منذ بدء أحداث الأقصى؛ هي مسعى من الاحتلال لإسكات الأصوات الحرة وعدسات الكاميرات التي تعرّي جرائمهم أمام العالم، وتظهر المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال وممارساته العنصرية.

سالي ثابت من برنامجها صباح الكوفية

شروق شاهين مرسلة التلفزيون السوري

عمارة السوسي التي تم استهدافها 

كاريكاتـــــير