شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م13:55 بتوقيت القدس

محللون يستبعدون "حربًا قريبة"..

التصعيد بغزة.. ورقة الانتخابات "الرابحة" في "إسرائيل"

25 فبراير 2020 - 19:10

غزة- شبكة نوى:

انتهت جولة التصعيد بين حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، التي بدأت إثر قتل جنود الاحتلال للشاب محمد الناعم (27 عامًا) شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، والتمثيل بجثته كما ظهر في مشهدٍ انتشر عبر وسائل الإعلام قبل يومين، ثم استهداف طائرات الاحتلال الحربية مقرًا لـ "الجهاد" في العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين هناك.

الجريمة أشعلت غضب الفلسطينيين الذين طالبوا المقاومة بالرد انتقامًا لدماء الشهيد، وفي ذات الوقت تعالت أصواتٌ تنادي بـ "ردٍ محسوب" خشية تدحرج الأمور نحو مواجهةٍ رابعة "قد لا يصمد أمامها القطاع"، في ظل استمرار معاناته من تبعات الحروب السابقة، والحصار، وتدهور الوضع الإنساني إلى مستوىً خطير، يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه "آفي ديختر" عضو الكنيست عن حزب الليكود، في تصريحاتٍ نُشرت صباح اليوم: "إن إسرائيل بحاجة إلى عملية عسكرية واسعة تنهي القصة مع غزة تمامًا".

القرم: الاحتلال على أعتاب انتخابات ثالثة في غضون أقل من عام، ونتنياهو يصارع من أجل البقاء، وغزة هي "المشكلة العويصة" بالنسبة له ولليمين

الموقف كما تراه المحللة السياسية د.أماني القرم، هو تصعيدٌ متبادلٌ إثر تمثيل الاحتلال بجثة الشاب محمد الناعم، "وهي ليست الجريمة الأولى للاحتلال التي ترتكتب بحق الفلسطينيين العزل على هذا النحو، لكن الفرق هذه المرة أن التصوير كان حاضرًا"، مبينةً أن المستهدف من الجريمة بالتزامن مع التصعيد الثاني في سوريا من قبل الاحتلال الإسرائيلي هي "حركة الجهاد الإسلامي، مع استمرار التزام حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالتهدئة.

وتضيف: "الاحتلال على أعتاب انتخابات ثالثة في غضون أقل من عام، ونتنياهو يصارع من أجل البقاء، وغزة هي "المشكلة العويصة" بالنسبة له ولليمين، خاصة وأن سكّان الجنوب يطالبون بعملية عسكرية واسعة فيها، وهذا يحدث عادةً قبل الانتخابات"، مؤكدةً وفق خبرتها كفلسطينية أولًا ثم كمحللة سياسية "فإن للعمل العسكري ضد الفلسطينيين، قيمة سياسية كبيرة قبل كل انتخابات".

هذه المرة (والحديث للقرم) يريد نتنياهو الحفاظ على كرسيه رغم اتهامات الفساد التي تلاحقه، "وهو يسعى إلى كسب أصوات الناخبين في ظل اتهاماتٍ له بالتساهل مع حركة "حماس"، حتى أن معارضيه سخروا منه في اجتماعاتهم ليقولوا عنه: "إنه يجتمع لينظر ما إذا كان سيدفع لحماس بالشيكل أم الدولار".

أما فلسطينيًا، فحركة الجهاد الإسلامي هي من تتصدر المشهد في إطلاق الصواريخ محلية الصنع، بينما "حماس" تحاول الحفاظ على التهدئة.

"وإذ ينتظر الاحتلال نتائج الانتخابات المقبلة، فإن المشهد يبدو مؤجلًا لما بعد هذه الانتخابات، من أجل وضع حلولٍ لغزة"، تكمل القرم، متابعةً: "إلا أن تصريحات التهديد بالحرب المستمرة من قبل الاحتلال لا يُعوَّل عليها، فكلما عَلا الصراخ ضد الفلسطينيين "تكون الأهداف انتخابية" وعادةً يستخدم ساسة الاحتلال غزة كورقة رابحة للحصول على 61 مقعدًا في الكنيست".

الفليت: استبعد حربًا على غزة وكل التصريحات التي يطلقها الاحتلال للاستهلاك الإعلامي

أما الباحث أحمد الفليت مدير مركز نفحة للدراسات الإسرائيلية، فيقول: "وفقًا لآراء المحللين السياسيين لدى الاحتلال، فهم يحمّلون وزير الحرب نفتالي بينيت، المسؤولية عن التصعيد الأخير، بسبب إصراره على احتجاز جثمان الشهيد الناعم، وبهذه الطريقة التي وثّقتها الكاميرات، إذ كان يمكن أن تمر المسألة دون تصعيد لو تم حجز الجثمان بعيدًا عن وسائل الإعلام وفقًا لاعتقادهم"، لكنهم يذكرون أيضًا –حسب الفليت- بأن عملية الاحتجاز غير مجدية في الضغط على "حماس" من أجل عملية تبادل أسرى مثلًا، إذ إن الجولة كانت مع الجهاد الإسلامي.

وتعقيبًا على التصريحات سابقة الذكر لآفي ديختر اليوم، فقد استبعد الفليت "عمليةً عسكرية واسعة ضد غزة"، مقدرًا بأنها وكل التصريحات التي تتحدث عن حرب مبالغ فيها، وهي للاستهلاك الإعلامي.

يقول: "لا رغبة لدى الاحتلال بتوسيع المواجهة، خاصةً وأن الوضع الحالي في غزة مريحٌ جدًا بالنسبة له، هذه هي الجولة رقم 13 منذ عام 2018م، والجولات تنتهي ما بين 48 ساعة إلى 3 أيام، والأهداف باتت شبه متعارف عليها، وسكّان غلاف غزة وهي المنطقة المستهدفة جغرافيًا بصواريخ المقاومة أصبح لديه شبه اعتياد على الأمر"، متابعًا بالقول: "لا يوجد حَرف للقواعد، والتصريحات الإسرائيلية، فعليًا من يمسك زمام الأمور هو نتنياهو رغم وجود وزير الحرب نفتالي بينيت".

وأرجع الفليت عدم رغبة الاحتلال بحرب حاليًا، إلى سببين: الأول أن الوضع في غزة حاليًا مريح جدًا بالنسبة لـ "إسرائيل" خاصة في ظل وجود الانقسام الفلسطيني، والثاني هو الهدوء، فلا يوجد منطقة مشتعلة، "ولكن الهدوء المتواصل في غزة، ليس ضمن استراتيجيات الاحتلال، فهناك تعايش مع الأحداث تحديدًا في الجولات الأخيرة".

في الجولات الانتخابية الأخيرة، من يعيشون في غلاف غزة انتخبوا الليكود، وهذا يعني أنهم راضون عن سياسته وإدارته للأحداث في غزة، بالتالي خيار الحرب مستعبدٌ إلا بحدوث حدث دراماتيكي يمكن أن يقلب المعادلة، وبأية حال، فإن "جولات التصعيد" المستمرة ضد غزة، وكل ما يمت لحركات المقاومة فيها بصلة، تدفع إلى تصاعد شعبية "الليكود" في أوساط الناخبين الإسرائيليين وفقًا لاستطلاعات الرأي.

كاريكاتـــــير