شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 18 ابريل 2024م16:13 بتوقيت القدس

ذوات الإعاقة محرومات من العمل لهذا السبب!!

11 ديسمبر 2019 - 08:40

غزة شبكة نوى

لم يكن حرمان الشابة إسراء أبو لحية من الحصول على فرصة عمل مناسبة ناتج عن ضعف في خبراتها أو كفاءتها فهي حاصلة على بكالوريوس محاسبة عام 2011  وماجستير في اقتصاديات التنمية، ولكن السبب هو كونها واحدة من ذوات الإعاقة الحركية.

وتحكي الشابة التي قاربت أواخر العشرينات من عمرها قصتها مع الشلل:"أصبت به منذ طفولتي بسبب حادث سير، أصاب الجانب الأيسر من جسمي بالكامل، أثّر على حركتي ولم يؤثر على إرادتي ولا ثقتي بنفسي وقدراتي".

أصرت إسراء التي تعاني من صعوبة في حركة اليدين والمشي، وثقل بسيط في النطق، على مواصلة طريقها في التعليم، وكانت تثبت على الدوام جدارتها، حتى اجتازت المرحلة الجامعية والتحقت ببرنامج الدراسات العليا، كانت يحدوها الأمل أن تحصل على وظيفة تناسب مؤهلاتها، لكن كل ما حظيت به هو فرص مؤقتة بسيطة.

تعرضت الشابة إسراء كما تروي للمعاملة بعنف من قبل أصحاب العمل الذين عملت لدى مكاتبهم خلال رحلتها في البحث عن العمل، بل عانت من الطرد بلا أي سبب أثناء فترة التدريب، تسبب لها في صدمة ولكن أصرت على المواصلة، وهي تعلم تمامًا أن سبب ما تعانيه هو كونها ذات إعاقة، تُطرح عليها الكثير من الأسئلة الجارحة حول كيف ستعمل بكفاءة، وتتساءل :"جربونا، لماذا لا تجربوا عملنا قبل أن تحكموا علينا".

صعوبة حصول ذوات الإعاقة في قطاع غزة على فرصة عمل هي ظاهرة، فعلاوة على البطالة التي تجاوزت 65%، هناك أيضًا النظرة النمطية لذوي ذوات الإعاقة التي تقلل فرصهم في الحصول على عمل، رغم أن قانون حقوق المعاق الفلسطيني أقرّ تشغيلهم في كافة المؤسسات بنسبة 5% لكن حتى الآن هو قانون غير مطبّق.

وفق أحدث إحصاء للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد الأشخاص ذوي الاعاقة في محافظات قطاع غزة 47096 شخصًا، بنسبة % 2.5 من إجمالي عدد سكان قطاع غزة البالغ 1,899,291 نسمة.

مركز شؤون المرأة نفذ حملة بعنوان "لا تعنفني لا تستغل إعاقتي"، في محاولة لتسليط الضوء على واقع ذوات الإعاقة المحرومات من الحصول على فرص عمل بسبب إعاقتهن، وقالت ريم البحيصي منسقة الإعلام في المركز إن هذه الحملة تأتي في إطار حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد النساء.

عن دوافع المركز للقيام بهذه الحملة، قالت البحيصي إن المركز رصد خلال جلساته على مدار العام وورشات العمل وأيضًا في التقارير الصحفية التي يتم نشرها عبر مجلة الغيداء التابعة للمركز، أن ذوات الإعاقة يعانين بشدة في الحصول على وظيفة بسبب إعاقتهن ويتعرضن للعنف والمعاملة السيئة، لهذا كانت هناك ضرورة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة.

وأضافت :"المركز يعكف على إعداد تقرير بحثي حول هذا الموضوع، الحملة التي ننفذها تتضمن عدة أنشطة منها ورشات عمل وتدريبات وجلسات استماع لمسؤولين عن ملف ذوي وذوات الإعاقة إضافة إلى توقيع عريضة من 7000 شخصية بهدف الضغط على صنّاع القرار لتفعيل القواينن المتعلقة بذوي وذوات الإعاقة".

فرص حصول ذوات الإعاقة على عمل قليلة جديدة، لأسباب كثيرة تسردها الناشطة في هذا المجال سوزان العمصي بأن الوظائف التي يتم الإعلان عنها لا تكون أماكن العمل موائمة، بالتالي هناك صعوبة في الوصول، وحتى أصحاب العمل لا يتفهّمون احتياجات ذوي وذوات الإعاقة، إضافة إلى أن العمر له دور أحيانًا، فالاندماج بدأ بشكل حقيقي قبل نحو عشر سنوات، بالتالي حتى وصلنا إلى الاندماج التام بالضرورة أصبح العمر أكبر مما يتم اشتراطه في الإعلان.

لكن السبب الأكبر والأهم من وجهة نظر سوزان، هو الثقافة السائدة لدى أرباب العمل، بأن ذوي الإعاقة ربما لن يؤدوا عملهم بكفاءة عالية أو أنهم يعطوا بحدود، وهذا غير صحيح، هذه إشكالية كبيرة تتعلق بنظرة المؤسسات لذوات الإعاقة، فحتى من لديهن شهادات لا يحصلن إلا على فرص تدريب بسيطة لا تسمح بتطوير القدرات والكفاءات بالشكل المطلوب.

لكن نوّهت إلى أن الأمر أسهل في المؤسسات الحكومية، هناك نوع من الإدماج، ولكن تبقى المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص هي من لديها الإشكالية، مشيرة إلى أن هناك مسؤولية اجتماعية تقع على عاتق الشركات الوطنية الكبرى التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تغيير هذه النظرة إذا أقدمت على توظيف أشخاص من ذوي وذوات الإعاقة.

كاريكاتـــــير