شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 29 مارس 2024م18:41 بتوقيت القدس

أطفال غزّة.. فريسة الاحتلال السهلة في كلّ عدوان

15 نوفمبر 2019 - 18:10

غزة - نوى

 على غير عادته يصر عمر (7 سنوات) البقاء في بيت جده في مدينه رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن أمضى أول أيام العدوان في منزلهم المحاط بالأراضي الزراعية والواقع في حي المنارة جنوب مدينة خان يونس، التي تعرضت بدورها، لقصف الاحتلال أكثر من مرة، إذ استهدف أراضي زراعية بالقرب من المنزل وأحدث شروخاً في بنيانه كما هشّم زجاج نوافذه.

عمر الذي لا ينام قبل أن تطبع والدته على جبينه قبلة بعد أن تروي له حدوتة المساء، تربع على الأريكة في بيت جده وبدا يروي تفاصيل ما كان شاهداً عليه، بقلق واضح في عينيه: "والله يا سيدي حرب، حرب حرب، ضربنا جيش الاحتلال والبيت صار يرقص وأنا وكرم- شقيقه الذي يكبره ب 3 أعوام- تخبينا تحت السرير حتى الصباح، بدناش نروح على البيت بدنا نبقى عندكم أحسن، انا كتير بخاف منهم".

 يفتح عمر عينيه على اتساعها ويكمل "هل رأيتم ماذا فعلوا في الأطفال الصغار؟ قتلوهم وهم نائمين، ضربوا منزلهم بصاروخ وقتلوهم"، وما يكاد يصمت لثواني حتى يستسلم برفقة شقيقه كرم لنوم عميق يستمر ساعات.

معاناة الطفلين عمر وكرم تحدث هذه الأيام لمئات الاطفال في بيوت قطاع غزة التي تتعرض للقصف الإسرائيلي مند فجر الثاني عشر من نوفمبر 2019. ويثير القلق لديهم خاصة بعد سماع أو رؤية مشاهد العائلات التي قضت بأكملها تحت القصف وباتت أشلاء ورماد.

ففي يوم الثالث عشر من نوفمبر، اليوم الثاني لعدوان الاحتلال على القطاع، باغت صاروخ إسرائيلي الطفل أمير عيّاد (7سنوات) أمام منزلهم في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، مزّق جسده ووالده رأفت (54عاماً) وشقيقه إسلام (24عاماً)، دون أن يشكلوا أي خطر على الاحتلال كما يتذرّع عادة.

 وفي الرابع عشر من نوفمبر الحالي دكت طائرات الاحتلال منزل بسيط لعائلة ملحوس المعروفة بـ "السواركة" في دير البلح وسط القطاع حيث تم تسويه المنزل في الأرض، قتلت فيه سيدتين وخمسة أطفال أصغرهم رضيع لا يتجاوز العام من عمره.

 بعد أيام قليلة وتحديداً في 20 نوفمبر كما كل عام سيحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لحماية الاطفال وضمان الرفاهية لهم، في حين أن الأطفال في فلسطين وخاصة قطاع غزة تستهدفهم طائرات الاحتلال بصواريخ تزن أطنان مرعبة، تمزّق أجسادهم النحيلة دون أن يلتفت أحد لهم، فتبقى معاناتهم مستمرة.

ينام أطفال غزّة على عدوان وفقر ووضع اقتصادي يرثى له، يستيقظون على موت ويفقدون أدنى مقومات الحياة، يفقدون منازلهم وألعابهم وحتى كراسيهم المدرسية، بل يساقون للموت وهم نيام ويحرمون من الحياة ويسرقون من مقاعد الدراسة.

وفي جولة التصعيد هذه، التي استمرت لثلاثة أيام، استشهد ستة طلاب وتضررت 15 مدرسة في محافظات القطاع بحسب بيان لوزارة التربية والتعليم، كما أصيب المئات من الأطفال بحالات هلع وخوف، ومما لا شك فيه أنهم يحتاجون إلى دعم نفسي وبرامج تأهيل جديدة.

كاريكاتـــــير