شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاثنين 20 مايو 2024م04:43 بتوقيت القدس

الشوكة،، قرية منسية من الخدمات

24 مارس 2018 - 19:48
شيرين خليفة
شبكة نوى، فلسطينيات:

ما إن تطأ قدماك أرض قرية الشوكة الواقعة أقصى شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة؛ حتى تدرك أنك في منطقة تخلو بشكل شبه كامل من الخدمات اللازمة لحياة المواطنين، ما يقارب من 15 ألف مواطن/ة يعيشون في هذه المنطقة التي تبدو كأنها شبه صحراوية ببيوتها البسيطة المتباعدة، صعوبة المواصلات إليها وشوارعها الرميلة التي صعّبت حتى التواصل داخلها تؤكد أننا في منطقة مهمشة بالكامل.

22 ألف دونم هي مساحة هذه المنطقة الزراعية الخالية من سوق يسدّ حاجة المواطنين الذين يضطرون للذهاب أسبوعيًا إلى مدينة رفح من أجل التسوّق، في تناقض عجيب مع طبيعة المنطقة التي تعدّ سلة غذائية، إضافة إلى نقص الخدمات البلدية، ما جعل القمامة تتراكم في أكثر من منطقة فيها ريثما تمر السيارة المخصصة لنقلها مرة أسبوعيًا.

أين البنية التحتية

تقول عضو الملتقى البلدي في الشوكة إيناس عياش إن القرية تعاني الكثير من المشاكل في البنية التحتية؛ فهي ما زالت بلا صرف صحي حتى الآن سوى من مناطق محددة، ما جعل باقي الشوكة تعاني من انتشار الذباب والباعوض نتيجة لذلك، إذ تذهب مياه المنازل باتجاه الأراضي الزراعية أو الآبار الامتصاصية، إضافة إلى تراكم النفايات الناتج عن مرور سيارة النظافة مرة واحدة أسبوعيًا في كل منطقة.

تضيف عياش إن شوارع القرية غير مرصوفة إلا من المناطق المركزية المحيطة بمبنى البلدية، إضافة إلى أن المدرستين اللتين تتواجدان في القرية والمستوصف لصحي لا يكفيان حاجة المواطنين، فيضطروا إلى الذهاب لمدينة رفح، فضلًا عن عدم وجود محطة إسعاف وعند حاجة المواطنين لإسعاف يتطلب الأمر 50 شيكل يدفعها المواطن من جيبه في منطقة تعجّ بالبطالة والفقر.

تعمل إيناس كمتطوعة في الملتقى البلدي، بعد تلقيها تدريبًا خاصًا من قبل المجلس النرويجي للاجئين، سعت جاهدة لإثبات قدرتها على التأثير بعد أن عانت رفضًا مبدئيًا لوجودها باعتبارها امرأة، لكنها ما زالت تجتهد لإيصال صوت النساء خاصة أنهن أكثر من يعانين نتيجة نقص الخدمات.

تقول إيناس إنها تعمل بشكل مستمر على رفع صوت النساء نحو البلدية والمطالبة بتوفير الخدمات التي تعيق حياة المرأة في قرية الشوكة، وتجعلها غير قادرة على التواصل الذي يسهّل حياتها، ناهيك عن أن أي نقص في الخدمات يعني أعباء إضافية على المرأة التي تضطر لإيجاد بدائل.

تمكين اقتصادي

تؤكد إيناس حاجة النساء في القرية إلى جهود مؤسساتية بشكل أفضل، صحيح أن الكثير من مؤسسات المجتمع المدني تنفذ جلسات توعية متنوعة، وهذا ساهم في خفض نسبة الزواج المبكر بشكل كبيرن لكن النساء بحاجة أكثر إلى مشاريع تمكين تعينهن على مواصلة حياتهن، فمشروع حديقة زراعية أو تربية مواشي أفضل بكثير من أي أنشطة أخرى قد تكون مكررة.

توافقها الرأي السيدة صباح أبو سنيمة وهي عضو لجنة حي في الشوكة، والتي تؤكد إن الكثير من النساء في المنطقة لديهن إمكانيات يبدعن من خلالها في مجالات ريادية، ولو أرادت المؤسسات التدخل سيكون هذا هو المدخل الصحيح، لكن تعرب عن أسفها ان أقرب مؤسسة أهلية هي مركز النشاط النسائي الواقع غرب مدينة رفح، إذ ليس بمقدور النساء الذهاب إلى هناك نتيجة بعد المسافة وصعوبة المواصلات من وإلى الشوكة.

حسب أبو سنيمة فإن وضع النساء نوعًا ما جيد، فقد انخفضت بشكل كبير نسبة الزواج المبكر، انشغالهن الأكبر في رعاية بيوتهن، ولكن هناك حاجة إلى توفير ما يلزم الكثير منهن من أجل البدء بمشاريع خاصة تطور شخصيتهن، أما بالنسبة لوضع القرية التي تنتشر فيها ظاهرة البطالة، فتؤكد الحاجة إلى توفير أماكن يستطيع من خلال الشباب ممارسة حرف يدوية.

محدودية التمويل

بدوره يقول رئيس بلدية الشوكة منصور بريكة، إن البلدية وهي حديثة نسبيًا إذ أنشِأت عام 2000، وشبكة الصرف الصحي لها يجب أن تكون مرتبطة بشبكة مدينة رفح، من أجل إيجاد مصب كي لا نقع في مشكلة أكبر من عدم وجود شبكة، موضحًا إنه تم إدخال شبكة لبعض المناطق المكتظة بالسكان ومع حلول العام 2021 يفترض أن يكون تم التمديد لكل المنطقة وفق الخطة المعدّة من قبل البلدية.

أما بخصوص تراكم النفايات، فأوضح أن الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 دمر الاحتلال خلالها كل سيارات البلدية، فاضطروا لاستعارة سيارة متهالكة من بلدية رفح جرى صيانتها وهي تكفي ليوم أو يومين أسبوعيًا، إلا أن الاحتلال يرفض إدخال أي سيارات ضغط ذات دفع رباعي للبلديات وهذا هو العائق.

وقال بريكة إن البلدية تنفذ حملات توعية بحيث لا يخرج المواطن النفاية من منزله إلا وفق موعد سيارة البلدية حفاظًا على الصحة العامة والمظهر الحضاري، مقرّا بوجود مشكلة تتعلق برصف الشوارع، خاصة وأن هناك مناطق قليلة السكان، ومن الصعوبة تسويق مثل هذه المشاريع للمولين، فمن أول شروط المشروع أن يخدم فئة واسعة، كذلك فإن هناك أراضي متعدّى عليها والمشاريع الممولة لا تغطي نفقات التعويض.

ويكمل إن القرية يبلغ مساحتها 22 ألف دونم، ولا يوجد بها إنارة بسبب صعوبة تسويق مشاريع الإنارة للمولين، الذين يعطون الأولوية للمشاريع الحيوية بشكل اكبر للمواطنين مثل توفير السولار لمحطات المعالجة وخزانات المياه.

اللافت في مشاكل قرية الشوكة وغيرها من المناطق الحدودية المهمشة في قطاع غزة؛ هو الاستناد بشكل شبه تام على ما يقدمه المانحون للبلديات من خلال تسويق كل بلدية لمشاريعها الخاصة، لكن هذا يعن يفي ذات الوقت غياب دور حقيقي وفاعل للجهات الحكومية في التخطيط للمناطق ومعالجة هذه المشاكل المهمة للمواطنين، صحيح انها بالدرجة الاولى مسؤولية البلديات، لكن تفاقمها يتطلب جهدًا حكوميًا منظمًا.

 

 

صــــــــــورة
كاريكاتـــــير