شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الاربعاء 24 ابريل 2024م01:56 بتوقيت القدس

مهرجان "السجادة الحمراء" .. غزة ترتدي ثوبًا ثقافيًا

16 مايو 2017 - 11:13
شبكة نوى، فلسطينيات:

دعاء شاهين-نوى

يبدو المشهد غريبًا ومثيرًا، سجّادة حمراء تتمدّد على طول ميناء غزّة، الذي يفتقد المسافرين والبواخر السياحية والتجارية، إلا من قوارب صيد متواضعة، وحجار إسمنتيّة، وأناس بسطاء اتخذوا الميناء مكانًا للتنزه والترفيه عن النفس، يلتف حولهم الكثير من الباعة المتجولين.

بدأ مهرجان "السجادة الحمراء" الثالث لحقوق الإنسان، بشرب الماء والملح، وعرض فيلم "اصطياد الأشباح" الذي يتحدث عن قضية علاج جماعي لأسرى فلسطينيين سابقين في سجون الاحتلال كخطوة داعمة للإضراب الذي يخوضه الأسرى بالسجون في الفترة الجارية.

وفي كلمة افتتاحية، قال المتحدث باسم المهرجان سائد السويركي: "إن مهرجان السجادة الحمراء ينقل صورة جديدة عن مدينة غزة التي تعاني من ويلات الحصار، مظهرة للعالم بعدها الإنساني من خلال المهرجان الذي يتحدث بلسان المواطنين بلغة ثقافية"، مضيفًا أن الفن أداة من أدوات النضال لكل شعب وعلى رأسها السينما.

وعن سبب اختيار الميناء لإقامة المهرجان، أوضح أنها ترمز لصمود غزة رغم حصار قرابة إحدى عشر عامًا عشر، "لإثبات ما قال درويش أن أهلها يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلا"، منوهًا إلي أن افتتاح المهرجان يتزامن مع مهرجان "كان" الذي ينطلق في فرنسا في أيار من كل عام.

بسطت السجادة الحمراء على مساحة 200 متر، لم يسر عليها مشاهير "هوليود"، والفنانين والسياسيين، بل سارت عليها أقدام مواطنين غزيّين بسطاء متعطشين للحياة، فداست خطواتهم نص وعد بلفور المشئوم الذي كتب على السجادة، متوجهين إلى شاشة عرض كبيرة لحضور فيلم الافتتاح الذي كان مصطحبًا بفرقة موسيقية امتزج صوتها بطيور النورس المحلقة بسماء غزة التي تنادي بالحرية.

اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان 45 فيلمًا من بين 100 فيلم يتشارك في عرضها كل من غزة  حيفا ورام الله و من يافا والناصرة والقدس طيلة أيامه الخمسة.

واستكمل عرض الأفلام في قاعة سعيد مسحال الثقافي بغزة، في يوم المهرجان الثاني.

الشابة نسرين عودة التي حضرت متشوقة لمشاهدة العرض السينمائي، قالت لـ"نوى": "كان شعور مختلف راودني أثناء مشاهدتي الفيلم، والجلوس على الكراسي المصطفة بجانب بعضها وكأني بإحدى دور العرض السينمائية التي نراها في التلفاز.

وأضافت: "وجود سينما في غزة حتى وإن كان من خلال المهرجانات، هذا بحد ذاته نقطة تحول تضيء النور في حياة الغزيين الذين يجدون متنفس لهم من خلال هذه العروض".

وتتمنى نسرين إعادة إحياء دور السينما في غزة ودعمها، ليرى الناس في الخارج شغف الفلسطينيين في قطاع غزة للعيش بسلام بعيدًا عن الدمار والخراب.

فيلم "إسعاف" عرض للمرة الأولى ضمن خطة الأفلام المعروضة في اليوم الثاني من المهرجان، وتناول حياة الغزيين ضمن 51 يومًا في الحرب الأخيرة على القطاع.

أغلقت دور السينما التي كانت موجودة في غزة أبوابها منذ الانتفاضة الأولى منها سينما عامر، النصر، والجلاء، لم يتبقى منها سوى عناوينها.

وعن أهمية المهرجان في إحياء السينما تحدّث سعود أبو رمضان المشرف على المهرجان أن الهدف من عرض الأفلام تسليط الضوء على القضايا الحقوقية والاجتماعية للفلسطينيين،  حيث تناول أفلام عن قضية الأسرى، حق الفلسطيني في العودة، والحصار في غزّة.

وأشار أبو رمضان إلى أفلامًا تم استقبالها عبر البريد بسبب القيود على حركة التنقل المفروضة على القطاع، إلا أن المهرجان حصل على عضوية كاملة في الشبكة العالمية لمهرجانات حقوق الإنسان "H.R.F.N"، وحظي بالترتيب الثاني والأربعين عالميًا والثاني عربيًا بعد الأردن، وانطلق المهرجان الأول في 2015 بحي الشجاعية بين أنقاض المنازل المدمرة، ثم بمركز رشاد الشوا الثقافي في العام 2016.

كاريكاتـــــير