شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 19 ابريل 2024م14:56 بتوقيت القدس

ماذا تعني القارة الإفريقية للقضية الفلسطينية؟

21 اعسطس 2016 - 23:20
صورة تجمع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والزعيم الافريقي نيلسون مانديلا
صورة تجمع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والزعيم الافريقي نيلسون مانديلا
شبكة نوى، فلسطينيات:

غزة-نوى -

تثير مشاركة السفير الفلسطيني د.حازم أبو شنب في المؤتمر العام بأنغولا العديد من التساؤلات حول قدرة السلطة الفلسطينية على استعادة مكانتها إفريقيًا والتي أصبح يُخشى من تأثّرها سلبًا بعد سلسلة الخطوات التي قام بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورزمة الإغراءات التي حملها للقارة السوداء.

مكانة القضية الفلسطينية إفريقيًا؛ وماذا تريد إسرائيل من إفريقيا؟ تساؤلات طرحتها نوى على ضوء هذه التطورات.

أهمية سياسية

تقول المحللة السياسية د.عبير ثابت، إن للدول الإفريقية أهمية بالغة للقضية الفلسطينية؛ وتربطها علاقات تاريخية مع منظمة التحرير، وهى من أوائل الدول الذى اعترفت بالمنظمة وبحق الشعب الفلسطينى في الاستقلال وقاطعت "إسرائيل".

تضيف:"لإفريقيا مواقف إيجابية تجاه فلسطين خاصة في الاعتداءات الإسرائيلية على غزة وقد وجهت رسائل إلى إسرائيل بضرورة وقف العدوان، وكذلك لها أهميتها البالغة في المحافل الدولية في حال التصويت على أي قرار بخصوص القضية الفلسطينية".

أما عن سعي الاحتلال لاختراق القارة الإفريقية، تقول ثابت إن إسرائيل عملت منذ خمسينيات القرن الماضي على تعزيز نفوذها إفريقيًا، وبدأت هذه العلاقة تأخذ منحى مختلفًا مع بداية التسعينيات، لتأتي زيارة نتنياهو إلى دول شرق إفريقيا (إثيوبيا، وأوغندا، وكينيا، ورواندا) ولقائه بسبعة زعماء أفارقة،  في إطار السياسة الخارجية الإسرائيلية الساعية لتوسيع النفوذ لدى الاتحاد الإفريقى خاصة مع الدول الداعمة للقضية الفلسطينية.

وتشير ثابت إلى أن هذه الزيارات قد تؤثر على الدعم الإفريقى للقضية الفلسطينية، وهي تهديد حقيقي للأمن القومي العربي، خاصة إن حصلت إسرائيل على صفة مراقب في الاتحاد الإفريقى والذى يضم 52 دولة قد يغير من مواقفها وتوجهاتها تجاه اسرائيل مما يحدث تغيرًا مركزيًا في مكانة إسرائيل الدولية.

وتشرح أن إسرائيل تحاول تقديم المساعدات التكنولوجية والمعلوماتية والعسكرية والاستخبارتية لافريقا لكسب دعمها، كما تحضر المصالح الاقتصادية بقوة خاصة في كينيا ورواندا وتشاد، وهذا سينعكس بشكل أو آخر على القضية الفلسطينية إقليميًا وعالميًا.

ومع استبعاد القيادة الفلسطينية لإمكانية أن تتأثر العلاقات العربية الإفريقية؛ تحذر ثابت من أننا قد نُواجه بحصار من دول داعمة للتطبيع مع الاحتلال في ظل انشغال العالم العربي بقضاياه، مؤكدة ضرورة أن تسعى السلطة الفلسطينية بمؤسساتها الخارجية والدبلوماسية إلى تشكيل جبهة عربية ودولية بالشراكة مع جامعة الدول العربية لمواجهة الطموحات الاسرائيلية في القارة الافريقية وكذلك تحسين العلاقات مع الدول الإفريقية بما يحافظ على استمرار دعمها للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

بديل

أما الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، فيقول إن إسرائيل تريد من إفريقيا الكثير، فبعد حملة المقاطعة الأوربية، ودعم أوروبا لبعض المشاريع التي قدمتها منظمة التحرير، والحصار الاقتصادي والسياسي ولو محدود من قبل الاتحاد الأوروبي، يشكّل التوجه نحو إفريقيا أحد البدائل، خاصة في منطقة ما زالت تحتاج إلى المال.

يضيف إن إسرائيل حاولت منذ وقت طويل أن يكون لها دور في التأثير على دعم القوات المسلحة الإفريقية، وإيجاد قواعد عسكرية، وهنا تجدر الإشارة - ولو ستثير بعض النزعات- إلى أن العقيد الليبي معمر القذافي نجح في دعم وقوف القارة الإفريقية على جانب القضايا العربية من خلال دعمها اقتصاديًا.

يتابع بأن بعض الأقطار العربية عملت على دعم إفريقيا ببناء المساجد بينما الشعوب كانت تحتاج الغذاء والطب وهو ما قدمته إسرائيل التي تريد التعويض عما خسرته في الساحة الأوربية ولدعم مصالحها.

يذكّر حبيب أن إفريقيا تعنينا جدًا كفلسطينيين، فهي كانت تقف مع القضية الفلسطينية في كافة المؤسسات الدولية وعلى مستوى التحركات الشعبية، وهذا الأمر قد تغير ليس فقط بسبب "إسرائيل" إنما بعد كامب ديفيد وأوسلو واعتراف العرب بإسرائيل؛ فلماذا لا تعترف إفريقيا!!

ورغم أن هذا الاعتراف لم يترجم على الأرض إلا في مناطق محدودة، إلا أن إسرائيل أخذت تبادر والعرب لا يفعلون شيء، فإفريقيا ليست مجال هجرة، بالتالي بدأ النفوذ العربي يتراجع

يضيف حبيب أن النفوذ العربي إفريقيًا بدأ يتراجع منذ وقت طويل، واهتمام الحكومات العربية على جوانب دون أخرى وعدم استثمار "استثماراتهم الاقتصادية" في إفريقيا لم يجعل لها تأثير في الرأي العام نتيجة لقصور عربي على الرغم من أن هناك أموالًا تضخ.

حبيب يؤكد أننا يجب ألا نفقد الأمل، ولكن ألا تبقى الامور كما هي عليه الآن، لأننا كعرب مقصرين في الساحة الإفريقية، فعندما كان الأفارقة يؤيدون القضية الفلسطينية، كنا نتجه شمالًا ولم نستثمر هذه العلاقات التي كانت طيبة لنبني علاقات مع الشعوب الإفريقية وليس مع المؤسسات الرسمية، هذا الأمر عاد ليثبت عقم سياسة الاهتمام بالجانب الرسمي على حساب الشعبي.

اختراق

أما الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله فيقول :"بعد أن انحصرت العلاقات الإسرائيلية؛ شعرت إسرائيل بنوع من العزلة الأوروبية، بالتالي كان ليبرمان صاحب نظرية الاختراقات في أمريكيا اللاتينية وإفريقيا، وبالفعل حدثت هناك نوع من الاختراقات".

يضيف عطا الله :"اللافت أن الوفد الإسرائيلي الذي يذهب مع نتنياهو إلى افريقيا كان غزيرًا جدًا، سواء على مستوى رجال الأعمال أو السياسيين، وإسرائيل قدمت مجموعة من الإغراءات للقارة الإفريقية".

يقدّر عطا الله إنه لولا سقوط الزعيم الليبي معمر القذافي لما حدثت هذه العلاقات، فهو كان يقدم الدعم لهذه الدول، ورغم الكثير من المآخذ لكنه كان إلى حد ما يمنع إفريقيا من الذهاب نحو إسرائيل، وبعد مقتله أصبح الطريق مفتوحًا.

عن أهمية إفريقيا لإسرائيل يؤكد عطا الله أن الاحتلال يهمه محاصرة دول عربية مثل مصر، كما أن إفريقيا غنية بالثروات والمعلومات، وهناك قول غير مؤكد أن إسرائيل أجرت تجربتها النووية الأولى في جنوب افريقيا عندما كانت العلاقات جيدة، بالتالي هي أرض معلومات واقتصاد.

يعلل عطا الله سهولة الاختراق هذه بغياب العرب عن هذه الدول وعلى رأسها العواصم الكبرى مثل القاهرة، فنحن كفلسطينيين لا نستطيع التحرك وحدنا دون حالة عربية، إفريقيا تحتاج الدعم والمال والعرب لديهم القدرة ولدينا خبراء تحتاجهم إفريقيا، وبإمكانهم استعادة هذا الدور.

يتابع إن أفريقيا كانت تصوّت إلى جانب القضية الفلسطينية في مجلس الأمن، ومع الاختراق الإسرائيلي تلقائيًا أصبحت نيجيريا مثلًا تصوت إلى جانب إسرائيل وهذه كارثة، فالأمم المتحدة يهمها في النهاية عدد الأصوات.

كاريكاتـــــير