شبكة نوى، فلسطينيات
اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر 2025م06:22 بتوقيت القدس

في يوم "مساواة المرأة" العالمي..

"تمييز" في آلية تعبئة "غاز الطهي" بغزة!

26 اعسطس 2024 - 11:35

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

أجبرت الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، السيدة عبير أبو شاب (٤١ عامًا) على تحمل مسؤوليات مضاعفة تجاه أطفالها الستة بعد أن اعتقلت قوات الاحتلال زوجها عند محور "نتساريم" وسط قطاع غزة، خلال نزوح العائلة من مدينة غزة في آذار/مارس الماضي.

منذ ذلك الوقت، كان طهي الطعام على الحطب واحدة من أبرز التحديات أمام أبو شاب، إذ تسبب ذلك بإصابة يديها الناعمتين بحروق مختلفة بفعل لسعات النار، ولكن خلال محاولتها التسجيل للحصول على حصة من غاز الطهي عبر الموقع الإلكتروني المخصص، للتخفيف من معاناتها، فوجئت برفض طلبها واشتراط التسجيل عبر هوية زوجها.

وقالت لـ"نوى": "لقد فوجئت عندما أدركت أن نظام التسجيل يتم من خلال الأزواج فقط وليس الزوجات. وكأن النساء نكرات".

وأوضحت أنها حاولت التسجيل عبر رقم هوية زوجها الذي تحفظه عن ظهر قلب، ولكن الموقع اشترط أيضًا كتابة تاريخ إصدار بطاقة الهوية، وهو الأمر الذي عجزت عن العثور عليه.

وأضافت: "اعتُقل زوجي منذ نحو خمسة أشهر، وكان يحمل معه هويته الشخصية، ومنذ ذلك الحين لا أعلم شيئًا عنه".

واستنكرت أم الستة أطفال، أن يتم معاملة النساء بهذا الشكل "الذي يزيد من معاناتنا في ظل حرب نحن الضحية الأبرز فيها".

وطالبت الجهات القائمة على توزيع حصص غاز الطهي، بتحقيق مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحصول على الغاز، "فمن حق المرأة التسجيل ونيل حصة غاز مثل الرجل تمامًا، خاصةً إذا كانت هي المعيل الرئيس لأسرتها".

وتعيش النساء في قطاع غزة، بالتزامن مع يوم مساواة المرأة العالمي، الذي بوافق السادس والعشرين من آب/أغسطس من كل عام، كفاحًا في هذه الحرب؛ لأجل توفير متطلبات واحتياجات أطفالهن.

وبحسب الأرقام الرسمية، فإن الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 40 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر الماضي، معظمهم من النساء والأطفال، إذ أفاد بيان صادر عن وزارة الصحة في غزة بأن 33٪ من الشهداء هم من الأطفال، و18.4٪ من النساء، و8.6٪ من كبار السن.

ما حدث مع أبو شاب تكرر مع السيدة مها فلفل (44 عامًا)، التي فقدت أثر زوجها خلال النزوح من مدينة رفح.

"نزحتُ مع زوجي وأطفالي إلى مواصي خان يونس، ولكن زوجي عاد إلى رفح من أجل جلب أمتعتنا المهمة، ولم يعد حتى الآن".

وقالت: "نزحتُ مع زوجي وأطفالي من حي تل السلطان غربي مدينة رفح إلى مواصي خان يونس، ولكن زوجي عاد إلى رفح من أجل جلب أمتعتنا المهمة، ولم يعد حتى الآن، ولا أعلم شيئًا عن مصيره".

وأوضحت أن غياب زوجها جعلها المسؤولة الأولى عن أسرتها المكونة من خمسة أفراد، وقالت: "أصبحت أتحمل كامل مسؤوليات أطفالي من توفير مأكل ومشرب وملبس ومسكن".

وصدمت فلفل عندما لم تفلح محاولاتها للتسجيل بموقع تعبئة غاز الطهي، إذ طلب الموقع التسجيل بهوية الزوج وتاريخ إصدار بطاقته.

وقالت: "يا للأسف، هذه الشروط جعلتني محرومة من الحصول على غاز الطهي، لذلك يجب تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الحصول على فرص وحصص متساوية من الغذاء وكافة الاحتياجات الضرورية".

ويقول خليل تمراز وهو مندوب لتعبئة غاز الطهي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة: "التسجيل متاح للأزواج الرجال، ولكن في حال استشهاد الزوج أو حدوث الطلاق بين الزوجين، يتم تحديث الحالة الاجتماعية للزوجات إلى أرامل أو مطلقات، ويمكنهن عندها التسجيل والحصول على حصة غاز".

ولكن تمراز يستدرك: "هناك خلل في نظام تعبئة غاز الطهي، إذ لم يشمل النساء اللواتي فقدن أزواجهن ولا يعرفن مصائرهم، أو النساء اللواتي اعتقل جيش الاحتلال أزواجهن".

وأضاف: "في هذه الحالة يجب على النساء التسجيل بأرقام هوية أزواجهن وتاريخ إصدار بطاقاتهم الشخصية، وفي حال لم يعرفن هذه المعلومات، لن يستطعن الحصول على حصة غاز".

وشدد تمراز على ضرورة عدم تمييز الرجل عن المرأة في آلية التسجيل للحصول على حصص الغاز، داعيًا لمنح النساء -بغض النظر عن حالتهن الاجتماعية- حصصًا متساوية من الغاز مع الرجال.

من جانبها، استهجنت دعاء أبو غالي وهي مختصة نسوية ومجتمعية في مؤسسة النخيل للتطوير المجتمعي غربي مدينة دير البلح، التمييز بين الرجل والمرأة في توزيع حصص غاز الطهي.

وقالت لموقع "نوى": "هذه ليست الظاهرة الأولى التي تشير إلى التمييز بين الرجل والمرأة في آليات توزيع الاحتياجات الضرورية على النازحين، فسبق وأن حُرمت النساء من الحصول على حصص غذائية بأسعار مخفضة، وفق آلية أعدتها وزارة الاقتصاد في مدينة رفح قبل النزوح منها قبل عدة أشهر".

وأضافت: "لقد علّقت وزارة الاقتصاد والجهات المختصة على أبواب المحال التجارية التي توفر الاحتياجات الضرورية بأسعار مخفضة للنازحين حينها، لوحة كتب عليها (ممنوع دخول النساء والأطفال)، وكان الشراء متاحًا فقط للرجال، ما يُظهر حجم المعاناة التي تعيشها النساء خلال هذه الحرب وهي مضاعفة عن معاناة الذكور".

وطالبت أبو غالي الجهات المختصة بعدم التمييز بين الرجل والمرأة في الحصول على الاحتياجات الضرورية، "لاعتبار أن الكثير من النساء أصبحن أرامل أو أزواجهن مفقودين أو معتقلين أو مصابين".

كاريكاتـــــير