شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الجمعة 17 مايو 2024م17:12 بتوقيت القدس

صحفية سخّرت قلمها للوطن..

بعد 200 يوم رحَلت كاتبة الحكايا.. "آمنة"

26 ابريل 2024 - 22:38

غزة/ شبكة نوى- فلسطينيات:

على مدار أكثر من 200 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يغب قلم الصحفية آمنة حميد عن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

كتَبَت آمنة العديد من القصص عن مشاهد الدمار وخوف الأطفال ومرارة النزوح ودموع الثكالى، ولم تكن تعلم أنها ستكون في النهاية "قصةً".. بل "غصّة" في كلمات كل زميلاتها وزملائها، ممن عرفوها عن قرب، صديقةً وزميلةً وأختًا.

استُشهدت آمنة برفقة طفلها مهدي ورضيعتها التي وُلدت قبل بدء الحرب بيومين، في الرابع والعشرين من نيسان/ أبريل 2024م، بعد قصف الاحتلال لمنزل جدها المكوّن من أربعة طوابق، الذي لجأت إليه برفقة أطفالها في مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة.

وقالت خديجة عبد الكريم -وهي صديقة مقربة من الصحفية حميد- "أصرت آمنة منذ بداية الحرب على عدم الخروج من مدينة غزة، وتحدي قرارات الاحتلال بإخلائها من السكان".

ووفقًا لـ "عبد الكريم"، فإن حميد كانت تمارس عملها الصحفي طوال أيام الحرب، وكانت تكتب لعدة مواقع إعلامية حول معاناة السكان شمالي القطاع، ومأساتهم مع الجوع ونقص الغذاء، ملفتةً إلى أنها نزحت أكثر من ثلاث مرات من مكان إقامتها هربًا من القصف الإسرائيلي، حتى استقر بها الحال في منزل جدها في شارع حميد غربي مدينة غزة.

ولمن لا يعرف آمنة، فهي ابنة محمود حسن حميد، المولودة في مدينة غزة بتاريخ الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير لعام 1990، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى مدينة أسدود المحتلة، وهي زوجة الصحفي سائد حسونة الذي اعتُقل في بداية الحرب، وأُفرج عنه مؤخرًا.

درست آمنة المرحلة الأساسية في مدرستَي أسماء المشتركة والشاطئ (أ)، والمرحلة الثانوية في مدرسة كفر قاسم، ونالت درجة البكالوريوس في اللغة العربية والإعلام من جامعة الأقصى في غزة عام 2016م، والتحقت ببرنامج الماجستير في جامعة الأقصى.

عملت حميد في العديد من الصحف والمواقع الإعلامية الفلسطينية، من بينها الاستقلال، وإذاعة القدس، وكانت تهتم بقضايا المرأة، والشهداء والأسرى والجرحى، بالإضافة إلى كونها شاعرة ولديها مجموعة شعرية تحمل اسم "شغب طفولة"، فيما حمل آخر مقالاتها عنوان "مطر وطين وصغار بأقدام حافية"، تحدثت فيه عن معاناة الأطفال في ظل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

قبل ساعاتٍ قليلةٍ من استشهادها، نشرت حميد على صفحتها في فيسبوك، منشورًا تصف فيه الحرب على غزة، مُرفقًا بصورٍ تُظهر حجم الدمار الذي لحق بالمدينة وأهلها، كتَبَت فيه: "اللهم لكَ الحمدُ والمنة، أكرمنا الله أن نظل في مدينة غزة، وشرّفنا بأن يكون لنا عشرات الأسهم فداءً للوطن، من الله القوة والصبر.. 200 يوم على الحرب".

ونشر الصحفي إسماعيل الغول في صفحته عبر فيسبوك، صورًا تُظهر حجم الدمار الذي لحق بمنزل الصحفية حميد، وكتب: "لم أكن أعلم أن الزميلة الصحفية آمنة حميد كانت ضحية هذا القصف، عزاؤنا للزميل سائد حسونة عقب ارتقاء زوجته ونجله الأكبر وابنته الرضيعة".

وشكّل استشهاد حميد صدمةً في أوساط زملائها وأقربائها، كما نعاها أصدقاؤها بكلمات الأسى والحزن.

كتب زوجها سائد كلمات عبر فيها عن ألمه وحزنه، وقال: "كُسر ظهري من بعدك يا آمنة.. عزاؤنا أنك عشتِ صادقةً طاهرة، والشهادة استحقاق المخلصين، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وكتبت أم يامن في منشورٍ لها: "يا حبيبتي قلبي ببكي عليكي.. مش قادرة أصدق أني مش حشوفك.. أكتر إنسانة خلُوقة تقيّة قابلتها في حياتي، كنتِ تدعيلي من راس قلبك بالعوض والجبران.. الله يرحمك يا حبيبة قلبي أم مهدي الغالية".

وكتبت الصحفية غالية حمد في منشور لها: "الشهادة لا تعطى لأي أحد.. هي اصطفاء يليق بك وبنقائك، إلى رحمة الله ورضوانه يا آمنة".

صــــــــــورة