شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الثلاثاء 19 مارس 2024م11:24 بتوقيت القدس

عن معبر رفح البرّي

20 يوليو 2022 - 10:30
كرم شحادة

لأنّك عاجز، تُجبر المسافرين على دفع مئات الدولارات ليسافروا سفراً آدمياً تحت مسمّى "تنسيق مسافر"، فإنْ لم يدفعوا؛ ذاقوا العذاب ألواناً، وتشرّبوا آلام القهر صنوفاً، وأنت ليس بيدك حيلة، أو هكذا تدّعي! رغم إنّك ما فتئتَ تزعمُ أنّ كرامة الفلسطينيّ من كرامتك، وإنها فوق كلّ أمرٍ واعتبار، وأنّك تبذل الغالي والنّفيس كيلا يُهان فلسطيني واحد!

الفلسطينيّون -أيّها الحاكم- لا يُهانون فحسب، بل تُمسح بكرامتهم أرضيّة المعبر على بُعد أمتار منك، وأنتَ لا تُحرّك ساكناً.

أو لعلّك فعَلتْ!

دعنا نرى ماذا قدّمت، وكيف تصرّفت إزاء هذا الانتقام المُبرمَج؟

أنشأتَ نظاماً جديداً للسفر لا يمسّ جيوب المُسافرين بغير حقّ؟ بالطّبع لا.

قاتلتَ من أجل كرامة مواطنيك المسافرين، وأرغمتَ النّظام المصري على احترام إنسانيّتهم دون أن تنتفخ جيوبهم بأموال التنسيقات؟ بالطّبع لا.

فرضتَ زيادة في أعداد المُسافرين، كيلا يُضطر المُسافر لإعادة حجز تذاكر الطيران مرّات ومرّات، بعد إرجاعه في كلّ مرة؟ بالطّبع لا.

ماذا فعلتَ إذن؟

بالضّبط، تنصّلت من كل مظاهر الدّولة والسّيادة في تعاملاتك خارج حدود قطاع غزّة، ولكنّك في داخله… في وجه مواطنيك، تضرب بيد من حديد، وتُحاسبهم على "جرام" زائد في التّبغ والدُّخان، في وقتٍ تفرضُ فيه ضرائباً مهولة لا يتصوّرها عقل عليهما، حتى صارت أسعارهما الأعلى في الشّرق الأوسط، في حين، ويا للمفارقة! نحن أفقر منطقة في الشّرق الأوسط!

وكأنّ تسعدُ بالقول، إن لم يكفِكم تنكيل المصريين وعذاباتهم، تعالوا عندنا لنُضاعف أوجاعكم!

وهذا حالنا، يُعلونَ من قدرنا بالدّموع أمام الشاشات، وبالهتاف خلف المايكرفونات، ويُحطّون من شأننا في حِلّنا وترحالنا، وفي بقيّة المناسبات.

هذه بلد، الهجرةُ منها سلامة ونجاة، والبُعدُ عنها خَلاص وشفاء، أمّا الحياةُ فيها؛ فموتٌ وهلاك!

منقول عن صفحة الكاتب الشخصية في فيسبوك

كاريكاتـــــير