شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م13:09 بتوقيت القدس

عمل أبطاله من نفس الفئة..

"سليم السليم".. حياة مبتوري الأطراف على خشبة مسرح

07 يوليو 2022 - 13:49

شبكة نوى، فلسطينيات: "لم يخطر في بالي يومًا أن أقف على خشبة المسرح، ولم أفكر بهذا حتى في أحلامي، لكنني اليوم فعلتها، ومشيتُ لأول مرةٍ بدون استخدام العكاز" يقول الشاب هيثم الجليس، وهو واحدٌ من عشرة أبطالٍ من مبتوري الأطراف، صعدوا على خشبة مسرح الهلال الأحمر الفلسطيني بمدينة غزة، ليقدموا عرضًا مسرحيًا بعنوان (سليم السليم).

وتتناول المسرحية التي كتبتها وأخرجتها وسام الديراوي، ونفّذتها جمعية "مسرح بذور للثقافة والفنون" الضغوط اليومية التي يتعرض لها الأفراد من مبتوري الأطراف، "وهنا أطلقتُ العنان لصيحتي" يعقب الجليس.

ويقول الشاب الذي استعان في العرض بقدمه الصناعية فقط: "منذ إصابتي في العام 2006م، أصبحت أميل إلى العزلة، ما جعلني في بداية التدريب غير قادرٍ على التعامل مع أحد. كان يتملكني الخجل والحرج من إصابتي، لكن وبعد مرور خمسة أيام من التدريب المتواصل أصبحت شخصًا آخر".

ويتابع بحماسة: "وقفتُ بكل ثقة أمام جمهور واسع، وتمكنت مع زملائي من إيصال رسالتنا كمبتوري أطراف".

هذا التغيير الذي نجح في تغيير نظرة 10 من الشباب ذوي البتر لأنفسهم، خلق لدى هيثم طموحًا بالاستمرار في مجال العمل المسرحي للتأكيد على حق كافة الأشخاص من ذوي الإعاقة، بالحياة الكريمة، كما غيرهم تمامًا.

يزيد: "أردنا من خلال عرض (سليم السليم) أن نوصل للمجتمع رسالةً مفادها: نحن قادرون على أداء كل المهام، ومن حقنا أن نحظى بكافة الحقوق، وأهمها الحق في العمل، وتقبلنا كما نحن".

لجوء الأشخاص مبتوري الأطراف للمسرح، يأتي في إطار برنامج "شفاء الجروح" الذي تقوم عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع مركز الأطراف الصناعية، وجمعية مسرح بذور للثقافة والفنون، وفق ما أكدت سهير زقوت، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ولفتت زقوت إلى أن "اللجوء للدراما والمسرح لعلاج الندوب النفسية التي يسببها فقدان طرف من أطراف الجسد، ساعد عددًا كبيرًا على تخطي الصورة النمطية للأشخاص ذوي الإعاقة، ومكّنَهم من مناصرة حقوقهم في الدمج المجتمعي"، منوهةً إلى أن نتائج استخدام الفن والمسرح كمنبر لإيصال أصواتهم، يشجع الكثير من المنظمات على تبني هذا النهج في الدعم النفسي لهم.

كاتبة ومخرجة العمل وسام الديراوي، قالت بدورها لـ"نوى": "مسرحية سليم السليم هي نتاج جلسات باروميتر، لقياس تأثير الضغوط اليومية التي يتعرض لها الأفراد من ذوي البتر، وقد استطعنا من خلالها استحداث تعاملهم مع وضعهم  والحديث خلال التدريب عن قصصهم وتطلعاتهم وأحلامهم".

من خلال هذه الخطوة -والحديث للديراوي- تمكنت من وضع يدها على مواطن الألم والوجع التي يشعر بها مبتورو الأطراف، نتاج حالة الإهمال والتهميش التي أصابتهم في مقتل، ومن هنا أردنا أن يقوم هؤلاء أنفسهم بعرض معاناتهم من خلال عرض مسرحي "فهم الأقدر على التعبير عن أنفسهم، وطرح قضيتهم، واهتماماتهم وهمومهم التي أغلقوا عليها لوقت طويل".

"كان تحديًا كبيرًا.. هذه حقيقة" تردف، وتزيد: "فترة التدريب كانت 35 يومًا، وهي فعليًا غير كافية لكننا انتصرنا على مخاوفنا (أقول جميعًا) وخرجنا بعملٍ مميز، أبطاله حقيقيون، يعيشون أحداثه على أرض الواقع يوميًا، ويأملون بواقعٍ أفضل يناسب طموحاتهم، وذلك الحب الكبير الذي يكنونه للحياة".

وقد تأسست جمعية مسرح بذور للثقافة والفنون عام 2018 على يد مجموعة من النساء المبدعات المتخصصات في مجال المسرح والفنون والملتزمات تجاه تمكين مجتمعهن المحلي عبر تقديم برامج ثقافية وفنية يستهدفن من خلالها جميع فئات المجتمع الفلسطيني للمساهمة في إحياء وتفعيل الإرث الحضاري الفلسطيني.

كاريكاتـــــير