شبكة نوى، فلسطينيات
gaza2023
اليوم الخميس 28 مارس 2024م18:49 بتوقيت القدس

مصنّفة حسب نوعها.. صلبة أو عضوية

نفايات جاهزة لإعادة التدوير.. في "سلة بلدنا"

19 يناير 2022 - 21:28

شبكة نوى، فلسطينيات: ثلاث حاويات بألوان مختلفة تحمل كل منها علامة خاصة، موزعة على أبواب شقق سكنية في أبراج بمنطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، ومثلها ثلاث بحجمٍ أكبر أسفل كل برج!

باختصار: الأمر يتعلق بمبادرةٍ لفرز وإعادة تدوير النفايات الصلبة، من خلال تصنيفها "نوعيًا" في حاويات مخصصة، ضمن فكرةٍ وجدت طريقها لرأس المهندس الشاب أكرم طموس، بينما كانت روائح الحرائق المنبعثة من أحد مكبات النفايات تتسلل إلى أنفه مخلفةً حالةً من الضيق والغضب.

المهندس الشاب، الذي يدرك جيدًا أهمية النفايات وإمكانية استثمارها بشكل يعود بالنفع على المواطن والمجتمع والبيئة معًا، بدأَ بطرح فكرة مبادرته التي حملت اسم "سلة بلدنا" على عددٍ من المؤسسات، التي بدورها لم تقتنع بإمكانية تنفيذ الفكرة بشكل واقعي، حتى وصلت إلى بلدية غزة.

رئيس البلدية -وفقً لطموس- رأى فيها حلًا سحريًا للاستفادة من النفايات، فخصص مبلغ 600 شيكل لتجربة الأمر على برج سكني واحد، ونتيجةً لبوادر نجاح الفكرة، أقرضت البلدية الشاب وفريقه 6000 شيكل لتعميمها على المزيد من الأبراج.

يقول طموس: "المسألة لم تخلُ من التعب.. عمليات إقناع، وشرح، وتوعية للمواطنين من سكان هذه الأبراج، لإقناعهم بالفائدة التي يمكن أن تعود عليهم حال نجح الأمر".

ولتعزيز قناعة السكان وتحفيزهم للمبادرة، بدأ الفريق بالتوافق مع البلدية، بحساب نقاط لكل مواطن يُسلّم النفايات مفروزة حسب نوعها، وفي نهاية الشهر يتم احتساب النقاط، والاستفادة منها بتسديد فاتورة المياه، أو الكهرباء، أو حتى استلامها بشكل نقدي.

نجح طموس وفريقه بتوسيع نطاق العمل بعد حصولهم على تمويل بقيمة 25 ألف دولار، إذ امتد العمل بالفكرة ليشمل 22 برجًا سكنيًا، بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية، وبلدية غزة، ومركز القطان.

ويسعى الشاب في حال تخطي المعيقات التي تواجه المبادرة، إلى تعميم التطبيق الذي يحمل اسم المبادرة ذاته، "إذ يمكّن المواطنين من التواصل مع فريق العمل لإرسال العمال التابعين للمبادرة، من أجل استلام النفايات المفروزة".

أما المرحلة الثانية والحديث لطمّوس، فتبدأ بتجميع النفايات في مكب اليرموك "كل نوعٍ على حدة"، قبل أن يتم توزيعها حسب النوع أيضًا.

وبالعودة إلى المعيقات التي تواجه توسيع نطاق المبادرة وتعميمها بشكل أكبر، يقول طموس: "بعد عملنا لعدة شهور، وخلال متابعتنا لطبيعة النفايات، لاحظنا أن ما يعادل نسبة 70% من نفايات المنازل هي من النفايات العضوية، وهي ذاتها التي تواجهنا معيقات في إعادة تدويرها، في ظل افتقار قطاع غزة لأي مصانع يمكنها إعادة تدوير النفايات العضوية وتحويلها إلى أسمدة على سبيل المثال".

ويرى طموس أن الحل يكمن في دعم الحكومة للمصانع والأفراد المعنيين باستخدام النفايات في صناعة الأسمدة أو الزجاج، مقابل وقف استيراد المنتجات المماثلة "وهذا بدوره سيحرك عجلة الاقتصاد، ويجعلنا قادرين على استثمار كل النفايات، وحماية المواطنين من الآثار البيئية والصحية السيئة، التي تسببها مكبات النفايات".

المبادرة لاقت استحسان المواطنين الذين وجدوا فيها نفعًا للمجتمع بشكلٍ عام، حتى وإن لم يكن هناك فائدة مباشرة، وهو ما أكده المواطن كرم عيد من سكان أبراج تل الهوى، الذي آمن بالفكرة وكان من المشجعين لاستمراريتها.

يقول لـ"نوى": "من الجيد أن نجد من يفكر بشكل إيجابي ويعمل على استثمار النفايات، وتحريك عجلة الاقتصاد، بدلًا من حرقها الذي يعود على البيئة وصحة المواطن بالضرر"، متمنيًا أن تجد هذه المبادرة اهتمامًا أكبر، لتعم كافة محافظات قطاع غزة أيضًا.

اخبار ذات صلة
كاريكاتـــــير