مرحباً بالمونديال في شوارع غزة
تاريخ النشر : 2022-11-29 13:43

قطاع غزة:

الحياة حلوة حينما تحال إلى فكرة، وهذه المرة تأتي الفكرة على شكل لمة تجمع الأصحاب والأقارب والجيران في شارع وسط مدينة غزة أمام تلفزيون مهترئ لكن جمهوره الواسع يحترم قدراته وإمكاناته، فالمهم أنه يبث مباراة كأس العالم الذي يقام في قطر.

"إحنا ناس بنحب الحياة، والحياة حلوة" جملة لمع أثرها بعين محمد الجعل الذي فرش بمشاركة أفراد عائلته كراس بلاستيكية وبعض الأغطية على الأرض لاستقبال متابعي كأس العالم منذ انطلاقته.

المشهد لافت، أن تجد العشرات من الناس يتجمعون أمام شاشة تلفاز قديمة من كافة الأعمار، يتابعون المباريات بحماس ويبتهجون بأجوائهم التي ملأها الحب والتعاون.

بدأت الاستعدادات بحسب محمد قبل المونديال بأسبوعين، أخذ يجمع من المقتدرين بينهم كجيران وأصحاب مبلغ 3 شواكل/أقل من دولار عن الفرد الواحد، لإصلاح التلفزيون ولشراء بطارية وبعض الأسلاك اللازمة لإيصال الكهرباء.

ليس هنا فحسب، بل قاموا بتوفير بسطة للقهوة والشاي كضيافة للمتواجدين، يحاسب عليها من يستطيع من المتواجدين، انطلاقاً من مبدأ العطاء – وفق وصفه -.

ويضيف "أكثر ما يسعدنا بهذه الأجواء هي لمة الأحباب كل منا على اختلاف قدراته، بهجة وسط بؤس تظهر الحب والبساطة التي يرغبها الناس بعيداً عن أوضاعهم المأساوية".

فيما يقول والده إن عائلته اعتادت تنظيم فعاليات متواضعة لحضور المونديال كل أرب سنوات، على نفس النمط، تدعو الأصدقاء والجيران للفرح والمتابعة وتشارك الحماس والابتعاد عن الكآبة، فهذه فرصتنا للعيش – يزيد -.

أبناء الحصار وبناته، الحالمون الغارقون في ويلات الفقر والبطالة وانعدام الفرص، وجدوا أخيراً طريقاً للفصل بين أخذ النفس وضيقه المطبق على أنفاسهم منذ 16 عاماً – هكذا يخبرنا رضوان – وهو أحد "أعضاء لمّة الحبايب" بوصفهم.

لنحو شهر تقريباً سيشغل المونديال هؤلاء الشبان عن أوضاعهم النفسية "القاسية"، لشهر تقريباً سيتابعون التلفاز في أجواء مبهجة دون هموم الأخبار و"النكد" القائم منذ ولادتهم تحت الاحتلال. ولشهر تقريباً سوف لن يسخطوا على أزمة الكهرباء وكل لعنات الحصار لتدبرهم أمر المتابعة، أليس هذا عز برأيك؟ يسأل ختاماً.