باب الرزق "واسع" على متن "لانش غزة الكبير"
تاريخ النشر : 2022-10-24 14:24

اليوم، بات بإمكان 15 صيادًا من الذين لا يملكون قوارب صيد خاصة، ركوب البحر على متن مركبٍ عملاق بدأ العمل على إنشائه قبل نحو عام.

على متن المركب الذي يبلغ طوله 21 مترًا "باب الرزق مفتوحٌ للجميع"، فقد بُنيت أساساته بعرَق "الحاجة"، وشُيد هيكله "تحت عين الحصار" من بقايا حديدٍ قديم، وأخشاب أشجار مهملة، وماتورات مستعملة خضعت لعمليات إنعاش مستميتة.

على متن هذا المركب "الممول أندونيسيًا" الدعوات بالرزق تطال الجميع، فكل واحدٍ هناك يسعى لرزق عياله، هكذا يخبرنا خالد علوان أحد القائمين على المشروع.

ويقول لـ "نوى" بانفعال: "أخيرًا تمكّنا من إنشاء هذا المركب الفريد على صعيد قطاع غزة. رغم منغصات الاحتلال التي عرقلت مرارًا إتمام ذلك"، مشيرًا إلى المركب الذي يسير رافعًا أشرعته في عرض بحر خان يونس بفخر "تشجعت للأمر كثيرًا رغم الصعوبات الكبيرة التي كانت تحيط بالفكرة، فأنا أدرك جيدًا واقع وظروف الصيادين بسبب الحصار الذي أتى على كل مقدّراتهم".

ويتابع: "الاحتلال يتعنت دومًا في إدخال احتياجات الصيادين من أدوات صيانة، ومستلزمات صيد، ومواتير للقوارب المعطوبة، وغير ذلك أيضًا، وهذا أفقد عددًا كبيرًا من الصيادين فرص خوض غمار البحر والبحث عن رزقهم فيه"، مستدركًا: "لكن يقيننا بأن هذا القارب سيكون سببًا في رزق ما يقارب 15 صيادًا من الفئة الأكثر هشاشة".

يزيد: "من يرى اللانش وهو يستقر اليوم على شاطئ البحر، يظن أننا استوردناه من خارج فلسطين، ولا يظن مطلقًا أنه صنع بالكامل بإيدٍ فلسطينية، ومواد، ومعدات بسيطة".

الفرحة بإتمام إنجاز مركب الصيد الأكبر في قطاع غزة، تحيط بها الكثير من المخاوف جراء ممارسات قوات الاحتلال التي تحدد مساحة الصيد ب 12 ميلًا فقط، بينما يحتاج هذا اللانش الكبير لمساحات واسعة، وفق ما أكد إياد علوان قائد اللانش.

ويلفت علوان إلى أن "اللانش الكبير" كلما تعمق في البحر كلما عاد الصيادين برزق وفير، "إذ تحتاج مثل هذه القوارب الكبيرة إلى ما يزيد على 30 ميلًا".

ويطلق على هذا النوع من المراكب –تبعًا لعلوان- اسم "مركب جر"، وهو متخصص بصيد أنواع مميزة من السمك، مثل الجمبري، والكابوريا، وغيرها من خيرات البحر المختلفة، التي يتم جرفها من أعماق البحر عبر آليات معينة.

ويلزم اللانش ثلاثة طواقم من الصيادين على مدار 48 ساعة، مكونة من قائد المركب و11 صياد، ومن المتوقع أن تخدم المركب ما يزيد عن 50 عائلة من الصيادين وفق شروط ومعايير محددة.

خيرات بحر غزة الحقيقية، توجد على مدّ النظر، وهنا يمكن أن نقول إن غزة أضحت جاهزة لتصبح من أهم الدول المصدرة للأسماك بأنواعها المختلفة، حال السماح بالدخول لأعماق البحر، دون تقييد حركة الصيادين ببضعة أميال وحسب.