"رُسل" .. إنجازات مبدعين صغار في معرض استثنائي
تاريخ النشر : 2022-09-16 13:31

غزة:
يقف الطالب أحمد العواودة (16 عامًا) إلى جانب شاشةٍ تلفزيونيةٍ موصولةٍ بجهاز هاتف محمول يعرض خلالها أيقوناتٍ لصيدليات ومختبراتٍ وتخصصاتٍ طبية، ضمن تطبيق ابتكره يحمل اسم "طبيبك".
الطالب الذي يدرس في الصف العاشر، هو واحد من 400 طالبةٍ وطالبٍ يشاركون في معرض "رسُل" الذي ينفذه منتدى التواصل بالشراكة مع الإغاثة الإسلامية ومعهد الأمل للأيتام، متوّجًا أربعة أعوامٍ من تدريب هذه المجموعات من الأطفال، الذين شرحوا إبداعاتهم في معرضٍ أمّه الآلاف، حتى إن القائمين عليه اضطروا لتمديده يومًا إضافيًا.
 يقول أحمد لنوى: "التطبيق عبارة عن صيدلية إلكترونية تضم حاليًا أربعة تخصصات هي القلب والأعصاب والأطفال والجراحة، وهي تساعد الناس على الاستشارة الإلكترونية وطلب الدواء اللازم بدلًا من الذهاب مباشرة إلى العيادة".
لمعت الفكرة في عقل أحمد نتيجةً لحالة الطوارئ التي أعقبت انتشار وباء كورونا، وعدم قدرة أصحاب الأمراض المزمنة على التنقل والاختلاط، حيث عمل الفتى على تطبيق فكرته خلال مرحلة التدريب ضمن مجموعة "رُسل" الهندسة، والتي التحق بها بعد تجاوزه العديد من الاختبارات.


يضيف أحمد: "واجهت العديد من المعوقات التي تجاوزتها بمساعدة المدربين، وأطمح لتوسيع التطبيق بحيث يشمل المزيد من الصيدليات، وأن يتم توجيه المريض إلى أقرب صيدلية، إضافة إلى تزويده بـ "زر" طوارئ لمساعدة الحالات التي تستدعي السرعة، وحين أكبُر أطمح لأن أصبح مهندس برمجيات".
في زاوية أخرى من المعرض تقف الطالبة روان الغرابلي (16 عامًا)، أمام مجسمٍ صغيرٍ لحيوانٍ أليف، تبتسم وهي تستقبل الضيوف شارحة لهم فكرتها " ALERTO".
تقول روان: "الفكرة هي روبوت صديق للعائلة هدفه التحقق من إجراءات الأمان داخل البيت، بحيث إذا حدث زيادة في نسبة الغاز أو ارتفاع في درجات الحرارة يرسل رسالةً فورًا إلى الهاتف المحمول لصاحب البيت، وذلك من خلال شبكة إلكترونية".


لمعت الفكرة في رأسها عندما أصيب أطفال جيرانها باختناقٍ نتيجة تسرب الغاز أثناء غياب الأب والأم، فتنبهت إلى ضرورة وجود جسم يفحص إجراءات الأمان في غيابهم.
وتابعت: "كان أجمل شيء في حياتي هو انضمامي لبرنامج رُسل قبل أربع سنوات، وبعد عدة اختبارات، طموحي تطوير الروبوت، وجعله مستخدمًا، وأن أتخصص مستقبلًا في البرمجيات وأدرس خبرات خارج البلاد وأعود لأنفع بها وطني".
طموحات كبيرة يحملها مبتكرون صغار السن، وجدت فتاتان منهم ضرورة العمل على إبراز هذه المواهب، عبر نشرها إعلاميًا.
الفتاتان شيرين أبو صياد وفاطمة أبو صرار (16 عامًا) كانتا ضمن الملتحقات ببرنامج "رُسل"، وبعد جولةٍ على العديد من البرامج اختارتا الإعلام، وأنشأتا قناة على اليوتيوب بعنوان "مواهب غزة".
تسلط القناة الضوء في مرحلتها الأولى على مواهب مبدعين من المنضمين إلى برنامج "رُسل"، ولاحقًا ستعمل الفتاتان على التوسع باتجاه نشر مواهب وقصص نجاحٍ من قطاع غزة.
تقول شيرين: "اخترنا هدف التعليم الجيد ضمن أهداف التنمية المستدامة، وأردنا من خلال جهدٍ إعلاميٍ إبراز ما حققه الملتحقون بالبرنامج، بوصفهم ملهمين، عملنا في المرحلة الماضية على الإعداد والتصوير والمونتاج لكل ما تم إنتاجه من خلال البرنامج".


تدربت الفتاتان من خلال النادي الإعلامي ببرنامج "رُسل" على كل ما له علاقة بالإنتاج الرقمي والنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان مُخرج التدريب هو القناة التي يعملن عليها.
تقول زميلتها فاطمة: "في البداية لم نفكر بالإعلام، التحقنا بالسنة الاستكشافية، وشعرنا بميولنا إلى هذا التخصص، ونجحنا، يحتاج الإنسان أحيانًا إلى من يكتشف موهبته، فنحن لم ننتبه سابقًا أن لدينا هذه الموهبة".
مسؤولة الإعلام في جمعية منتدى التواصل مشيرة توفيق قالت لنوى: "إن المعرض هو حصاد العمل مع أطفالٍ من ذوي الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية على مدار أربع سنوات، تم تدريبهم على الإعلام والفنون والوسائط المتعددة والتكنولوجيا، ضمن مشروع "تمكين الأطفال في قطاع غزة من أجل مستقبلٍ أفضل"، الذي تموله الإغاثة الإسلامية بالشراكة مع منتدى التواصل ومعهد الأمل للأيتام".
وأضافت توفيق: "إن المعرض تبنى أهداف التنمية المستدامة ويتحدث بنهجٍ عالمي، فالمشاريع التي تم عرضها وعددها 90 مشروعًا؛ عالجت على مدار يومين مشكلاتٍ ثقافيةٍ وإعلاميةٍ وعلميةٍ متنوعة، وفي المجالات الأربع، عرض 400 طفلًا إنتاجهم من هذه المشاريع.
وتابعت إن المعرض كان مخططًا ليومٍ واحد، لكن بعد النجاح الكبير الذي حققه وإقبال الجمهور الكبير عليه، تم تمديده ليوم آخر بعد تشاور الشركاء.