أنصتوا لدويِّ الألم في قلب أمه.. #أنقذوا_ناصر_أبوحميد
تاريخ النشر : 2022-09-12 13:53

رام الله:

أن تنتظر أمٌ فلسطينية لحظة وفاة ابنها في "خبرٍ عاجل"، يعني أنه سيلفظ أنفاسه "أسيرًا" في عتمة سجون الاحتلال. هي ليست قرب سريره. لا تمد يدها لتطبطب على قلبه، ولا تسنده ليشرب الماء، هي فقط تدعو بلا انقطاع. تدعو بكل ما يجول في قلبها حُبًا وشوقًا وألمًا.

ما يكسر قلب أم ناصر أبو حميد أنه وحده. أسيرًا، مريضًا قد يلاقي ربه في أية لحظة. لا أخت عنده تواسي، ولا أخ يُعين، فمعظمهم محاصرون "مثله" في زنازين "إسرائيل".

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني مؤخرًا، عن تدهو حالة الأسير ناصر المصاب بمرض السرطان، وعلى إثر ذلك أطلق شقيقه ناجي نداءً لعلّه يصل! "اسمعوني، ناصر يحمل بقلبه مشعل الثورة لأجل الحرية. وآن لهذا البطل إذا ما أراد أن يترجل، أن يترجل على أكتافنا لا أن يوضع في الثلاجة. نحن كعائلة مطلبنا الوحيد أن يُدفن بجانب شقيقه الشهيد عبد المنعم".

هو ابن مخيم الأمعري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، اعتقلته قوات الاحتلال عام 2002م، وحكم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات، و50 عامًا إضافية (مدى الحياة)، بتهمة مقاومة الاحتلال، والمشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى".

ليس ناصر وحده من يواجه هذا الأسى، بل إنه واحد من خمسة أشقاء يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية أيضًا.. عيون أمهم ونبضات قلبها كلهم هناك في عتمة السجن ينتظرون الفرج. وحيدةً إلا من بعض ذكريات الزيارات المتقطعة التي كانوا يمنعونها عنها لسنوات.

عن وضعه وفق شقيقه: "مرضه أصبح في مراحل متقدمة، إذ نقله الاحتلال إلى مستشفى سجن الرملة، منبهًا إلى أن علاجه تأخر كثيرًا ضمن سياسة إسرائيلية تتبعها سلطات الاحتلال ضد الأسرى المرضى".

ومنذ أيام، يتضامن ناشطون مع الأسير عبر وسم #أنقذوا_ناصر_أبو حميد، مطالبين بالإفراج عنه والسماح لأمه باحتضانه.

كتب مصطفى إبراهيم على صفحته في "فيسبوك": "كل هذا الظلم والوجع الفلسطيني تحمله أم ناصر وحيدة. مهما عبّرنا عن وجعنا وشعورنا الإنساني والوطني، هي الوحيدة التي لا يستطع أحد وصف ألمها، وانتزاع الروح منها في كل لحظة".

فيما كتب الشاب عماد الدين العطل: "ناصر مصاب بسرطان الرئة، وتعرض لإهمال طبي متعمد، تسبب ذلك بالتهاب حاد في الرئة، ويرقد الآن في العناية المكثفة"، متسائلًا: "إلى متى سيبقى الاحتلال يمارس الإهمال الطبي بحق أسرانا، هل تنتظرون أن نفقد أسيراً أخر؟".

ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون "إسرائيل" نحو 600 أسير، بينهم 4 مصابين بالسّرطان.وحتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2021، بلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قرابة 4600، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.