ياسمين ومريم.. و"فرحةٌ" انتُزعت من فم "المستحيل"
تاريخ النشر : 2022-08-03 12:06

لم تتوقف الزغاريد والأغاني في منزل ياسمين النجار شرقي محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، بعد تفوقها وحصولها على معدل 90%.

قد يبدو المعدّل عاديًا لو كانت صاحبته تعيش وضعًا طبيعيًا، لكنّ ياسمين وُلدت بإعاقة بصرية، وتنقّلت منذ طفولتها في مدارس خاصة بالمكفوفين، إلا أنها في المرحلة الثانوية انضمت لمدارس المبصرين لتتمكن من اجتياز امتحانات الثانوية العامة.

كثير من الظروف الصعبة واجهتها الفتاة، لكنها وأمام إصرارها وتحديها لكل المعيقات، استطاعت ان تحقق الهدف وتحصد على معدل "ممتاز" في الفرع العلمي.

تقول: "كانت التوجيهي فترة صعبة لكنني تمكنت من مواجهة كل الصعوبات والتحديات، لأكون قريبة من حلمي وهدفي في الحياة"، ملفتةً إلى أن أكثر المعيقات التي واجهتها أنها تمتلك آلة كاتبة رديئة، تجد صعوبةً أثناء الكتابة عليها، ناهيك عن تكاليف الورق الخاص بهذه الآلة.

أهل ياسمين، وفي محاولةٍ لتذليل العقبات أمامها، كانوا يشترون لها أوراق الوسائل التعليمية، ويقومون بقصه بالمقاسات التي تحتاجها للطباعة.

أما المعيق اليومي الذي كانت تواجهه ياسمين، فهو صعوبة المواصلات من وإلى المدرسة، "لكنني الحمدلله تمكنتُ من تجاوزها، وها أنا اليوم أقف لأستقبل المهنّئين بينما تزين وجهي ابتسامةً عريضة" تزيد.

الحال يكاد يكون ذاته في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، إذ استطاعت مريم عبد ربه أن تهزم مرض السرطان الذي نال من جسدها، ولم ينل من عزيمتها وإرادتها.

على كرسيٍ متحرك تجلس مريم، بينما يتوافد الزوار لتهنئتها بالنجاح والتفوق في الثانوية العامة- الفرع الأدبي وحصولها على معدل (89.1%).

تقول: "فرحتي اليوم لا توصف ولا تُقدّر بثمن، بعد هذا النجاح أشعر بالسعادة، والثقة والاعتزاز".

ومرّت مريم بظروفٍ صحية سيئة أثناء دراستها للثانوية العامة العام الماضي، واضطرّت للانتقال لمستشفيات الداخل المحتل من أجل استئصال الورم السرطاني، الأمر الذي أدى لبتر قدمها اليسرى.

لم تستلم مريم للمرض الذي قلب حياتها رأسًا على عقب، بل قرّرت أن تكمل مسيرتها التعليمية، وأن تحقق ذاتها من خلال إنجازها بشهادة الثانوية العامة.

وبالرغم من أن كرسيّها المتحرك أصبح ملازمًا لها منذ ما يقارب العام، إلا أنه لم يقف حائلًا بينها وبين مستقبلها رغم أنها واجهت صعوبات كثيرة في الحركة به أثناء تقديم الامتحانات، لكنها تمكّنت من إدخال الفرحة على أسرتها وفق ما أكد والدها، الذي ما فتئ يحدث الموجودين عن فخره وسعادته بإنجازها.