جهاز العروس احترق.. وقلب "أم رامي" أيضًا
تاريخ النشر : 2022-08-06 14:06

غزة:

تتجول أم رامي أبو غنيمة على بقايا بيتها المدمر تندب شقاء العمر الذي ضاع في لحظات. تبكي، وترثي فرحة زفاف ابنها التي كانت على بعد يومين من الخامس من آب/ أغسطس.. تاريخ اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي "تيسير الجعبري".

طائرات الاحتلال الحربية قصفت يوم أمس مبنى سكنيًا مجاورًا لبيتها، فردمت ترابًا فوق الفرح والضحكات. في تلك اللحظات كانت عروس ابنها وعائلتها معها في البيت تعلّق "جهازها" فحدث الانفجار. ضاع الفرح وجهاز العروس، ولم يتبقَّ حاضرًا في المشهد سوى الكثير من الدمع وصرخات الاستغاثة.

القصف الذي تعرضت له البناية المجاورة وصلت شظاياه إلى بيتها، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وضياع جهاز العروس (من ملابس وحاجيات كاملة) تُنفق عادةً العروس الجزء الأكبر من مهرها فيه.

تشير أم رامي إلى بقايا أثاث كان مجهزًا للعروس: "هذه غرفة الضيوف، هذه غرفة النوم، كل شيء تدمر وانخرب بيت ابني"، في إشارة إلى التكاليف التي تكبدها الشاب استعدادًا لفرحه.

تتساءل السيدة بتأثّر: "كيف يتم استهداف منطقة سكنية دون تحذير مسبق؟ كيف يعرضون حياة المدنيين بهذه الطريقة اللاإنسانية للخطر؟"، مردفةً: "ليست هذه المرة الأولى التي يتدمر فيها بيتي، إنها الثانية"، في إشارة إلى تدمير سابق لحق بالمنطقة قبل نحو ثلاثة أعوام عندما تم قصف بناية قريبة أيضًا.

تكمل أم رامي: "بناتي وأطفالهن كانوا في بيتي، ومع وجود العروس وعائلتها كانت أجواء الفرحة خيالية، كل ذلك رُدم، كل ذلك أحرقته صواريخ الاحتلال"، واصفةً المشهد ببعض التفاصيل: "الكل ارتعب وانصدم، العروس وأهلها وأطفال بناتي كلهم طاروا من مكانهم، نجونا بأعجوبة، حتى الكوافيرة المجاورة خرجت من صالونها النساء وقد تملّكهن الرعب. بعضهن دون حجاب. هذه حقيقة، الاحتلال يتعمد قتلنا".

ويشهد قطاع غزة منذ أمس اعتداءات إسرائيلية متواصلة، قصف خلالها العديد من المناطق السكينة بالصواريخ الحربية، أدت إلى استشهاد 12 مواطنًا حتى لحظة نشر هذه التقرير، بينهم طفلة (5 سنوات)، وشابة تبلغ من العمر (23 عامًا) هي دنيانا العمور من مدينة خانيونس، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 60 آخرين.

وما تزال الاعتداءات مستمرة في ظل توقعات بأن تستمر لأيام، وسط مخاوف من تدحرج كرة الثلج أكثر باتجاه مواجهة مفتوحة، في وقتٍ ما زال فيه قطاع غزة يلملم جراحه التي سببها عدوان مايو 2021م، الذي استمر حينها 10 أيام، مخلّفًا أكثر من 200 شهيد وشهيدة، ومئات الجرحى، والمنازل المدمرة.