دباغة الجلود في غزة.. الرزقُ المُحاصَر
تاريخ النشر : 2022-07-18 14:41

أخيرًا، انتهى عمال المدبغة الوحيدة شرق قطاع غزة، من دباغة جلود الأبقار والعجول التي وصلتهم تباعًا من مسالخ قطاع غزة المختلفة بعد نحر الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى المبارك.

وتمر دباغة الجلود بعدّة مراحل، بدءًا من شراء وتجميع الجلود من المسالخ، ومن ثم فردها في نفس الاتجاه، وإزالة الدهون الملتصقة بها، قبل تغطيتها بكميات كبيرة من الملح للحفاظ عليها سليمة.

يقول محمد الحايك الذي امتهن الدباغة منذ 15 عامًا: "عملية التمليح تعد أهم مرحلة، فأي خللٍ فيها يعني تعفن الجلد وبالتالي إتلافه، فالجلود لا تتحمل الانتظار لأكثر من أربع ساعات".

واشتكى الحايك من قلة إنتاج الجلود المدبوغة هذا العام، نظرًا لعزوف الكثير من المواطنين عن شراء الأضاحي جرّاء الوضع الاقتصادي الصعب، "وهو الأمر الذي انعكس على عدد العمال الذين اعتادوا العمل في مثل هذا الموسم".

ويتابع: "في مثل هذا الموسم، يعمل في المدبغة قرابة 70 عامل، لكن في هذا العيد، بالكاد وصل عدد العمال إلى 50، استعان بهم المالك نظرًا لقلة الأضاحي هذا العام".

ولا يوجد في قطاع غزة مصانع يمكنها الاستفادة من جلود الأضاحي، ما يجعل سوق الخليل المحطة الأخيرة التي تقف عندها الجلود، "حيث يتم تصديرها إلى هناك لتصنيع أجود أنواع الأحذية والسجاد" يعقب.

خلال أيام الأضحى الثلاثة الأوائل يؤدي العمال عملية دبغ الجلود طوال النهار والليل "وبدون ماكينات"، ويلفت حازم الشوا (((.....منصبه أو عمله.....)))) إلى إمكانية الاحتفاظ بالجلود لفترةٍ ما بعد العيد لو وضعت في الثلاجات، "لكن تكلفة ذلك عالية جدًا" يقول.

ويكمل: "العمل في أيام الأضحى فرصة لعشرات العمال المتعطلين عن العمل، لا سيما وأن قطاع غزة لم يتمكن من دباغة أيٍ من الجلود خلال عيد الأضحى الماضي الذي جاء بعد وقتٍ قصير من عدوانٍ إسرائيلي صعب، ناهيك عن الخوف من إغلاق المعابر"، مردفًا: "هذه الجلود حتى وإن كانت مملحة وجافة لا يمكنها الانتظار لأكثر من ثلاث شهور".