تركيبات علاجية مُبهرة والسرُّ في أعشاب "بسمة"
تاريخ النشر : 2022-06-14 19:47

لا تبدو الأمورُ سهلةً هنا! بين بيتها والمزرعة المجاورة تقضي بسمة وائل يومها في متابعة تعشيب الأرض، وزراعة أشتالٍ جديدة من النباتات الطبية التي تستخدمها في صناعة وصفات علاجية وتجميلية للشعر والبشرة.

علاقة بسمة (24 عامًا) بالنباتات والأعشاب ليست وليدة يومٍ وليلة، بل هي حكاية عشقٍ بدأت منذ سنواتٍ طويلة، عندما كانت تحرص على زراعة الأعشاب والاعتناء بها، وتناول أوراقها على هيئة مشروبات علاجية للكثير من الأعراض والأمراض الموسمية.

بدأت الحكاية عندما كانت بسمة تعتمد على بعض الأعشاب الطبية في صناعة وصفاتٍ مفيدة للشعر والبشرة، ولما كانت تلك الوصفات ممتازةً في نتيجتها، قررت التعمق في دراسة علم العقاقير والنبات في الجامعة فدرست الصيدلة، ومن هنا تحول الشغف إلى حلمٍ لا نهاية لمساحته.

تقول لـ"نوى" بينما تتجول في معملها الصغير: "بدأت مشروعي بمنتج واحد قبل أربعة أعوام واليوم أنتج ما يزيد على سبعين منتجًا طبيًا، وتجميليًا، بالاعتماد على ما تنتجه المزرعة من أعشاب. أقوم بتحويلها إلى تركيبات تخص الشعر والبشرة، وتساعد في علاج الأمراض الجلدية، ناهيك عن السمنة والنحافة".

مراحل عديدة تمر بها منتجات بسمة، تبدأ بزراعة الأعشاب، ثم قطفها، وتجفيفها بالمجفف الشمسي، وطحنها بواسطة مطحنة الأعشاب، أو استخلاص الزيوت الطبيعية منها للبدء في تركيب المنتجات باستخدام جهاز الميكسر، قبل أن تتم تعبئتها، وطباعة الملصقات عليها، وتاريخ الإنتاج.

مجهود كبير تحرص بسمة على أن تقوم به بنفسها في أغلب الأوقات: الزراعة، ومن ثم التصنيع، والترويج للمنتجات عبر الصفحة الخاصة بالمشروع أيضًا. تضيف: "أخصص وقتًا في الصباح لمتابعة المزروعات، ثم يقوم عامل بقطف الأعشاب وتجفيفها، بعدها أنطلق للمعمل الذي أجد بين جدرانه ذاتي، فأبدأ عملية التصنيع للمنتجات، أما في ساعات المساء، فأتفرغ لمتابعة الطلبيات والتواصل مع الحالات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتخصيص مقاطع مرئية لشرح آلية استخدام المنتجات".

واجهت بسمة صعوبات وتحديات كثيرة خلال مشروعها، بدايةً بجائحة كورونا التي أوقفت حركة المبيعات فترة طويلة، أما عن الكهرباء "فحدث ولا حرج" تعقب، وتكمل شارحةً: "انقطاع التيار الكهربائي كان يعيق عملي ويبطئ حركة الإنتاج لأيام طويلة، إذ يعتمد التصنيع في المعمل على عدة آلات وأجهزة كهربائية، وهذا جعلني أتجه لتزويد المعمل بطاقة شمسية بديلة، ما ساعد في توفير الوقت وزيادة الطاقة الإنتاجية".

ورغم أن بسمة وصلت إلى كل ما كانت تحلم به اليوم بعد نجاحها في تسويق منتجاتها، إلا أن الحلم الذي تتمنى أن يكتمل هو أن يتطور المعمل، ويصبح مصنعًا، بل مركزًا طبيًا وتجميليًا يستقطب المزيد من العمال ويفتح بيوتهم، "والأهم من هذا كله أن تصل المنتجات العشبية هذه إلى كافة أنحاء العالم".