"البلاستيك" يمكنه إنقاذ غزة من أزمة الوقود
تاريخ النشر : 2021-07-29 09:05

غزة/ :

هو حلمٌ راودها منذ كانت طالبةً على مقاعد الدراسة. المهندسة صابرين فوجو التي صمّمت نموذجًا رائدًا لابتكارٍ يمكنه تحويل البلاستيك إلى وقود قبل خمس سنوات، تخرّجت ورافقها الحلم، لقد قطعت شوطًا كبيرًا لتحقيقه لولا أنها في غزة..

وفي التفاصيل، كانت صابرين تظنُّ –وهي المقتنعة بفكرتها حتى الثمالة- أن الأبواب ستفتح لها على مصراعيها، لا سيما وأن قطاع غزة يعاني من نقص الوقود فعليًا منذ نحو 15 عامًا. تقول: "تقدمت بطلبات توظيف لا عدّ لها، كانت كل الردود بالسلب، حتى تعثرت عام 2018م، بمسابقة أطلقتها مؤسسة محلية، تُعنى بالابتكارات العلمية الرائدة، وبدأت فعلياً بالعمل مع فريق المؤسسة من أجل تطوير الجهاز وإخراجه للنور.

هنا بدأت العقبات تظهر، النموذج اصطدم بعائق توفر التيار الكهربائي. فالجهاز –حتى يعمل بالشكل المطلوب- يحتاج إلى جهد كهربائي عالٍ، وتشغيلٍ متواصلٍ لمدة ثماني ساعات، كي يتم استخلاص الوقود من النفايات البلاستيكية.

وتطمح صاحبة الابتكار لأن يصبح حلمها واقعًا ملموسًا، فنجاح المشروع يحقق عدة أهداف، تقول لـ "نوى": "عدا عن توفير الوقود، فإننا يمكننا من خلاله، الوصول إلى مستخلصات أخرى مثل: القطران، والشمع، وجميعها لها استخدامات لا تقل أهمية عن الوقود".

وشهد قطاع غزة لسنوات عديدة أزمة وقود كان سببها الرئيسي، تحكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالمعابر، ومنعها إدخاله في كثير من الأوقات، للضغط على غزة في القضايا السياسية، ذات الصلة بالمقاومة.

وتعتمد صابرين في تحويل البلاستيك إلى وقود على نظرية الانحلال الحراري (ضغط وحرارة)، والبيئة المعزولة عن الأكسجين، موضحةً ذلك بالقول: "بعد توفير البلاستيك، يتم جرشه عبر جهاز خاص، ثم صهره بواسطة الجهاز الذي يستوعب 50 كيلو من البلاستيك، فيما يتم تصريف البخار الناتج عن إذابة البلاستيك عبر أنابيب، باتجاه المكثفات، ليتحول البخار إلى سائل خالٍ من الشوائب".

وتتابع: "في مرحلةٍ لاحقة، يتم تبريد وجمع السوائل، وأخيرًا يتم فصل السوائل المختلفة من خلال عمليات التقطير التي تحدث وفق ظروفٍ حرارية ملائمة".

وإذ تطمح صابرين إلى تطوير جهازها لأهميته في إعادة تدوير النفايات البلاستيكية، فإن أكثر ما تتمناه اليوم، أن يلامس حلمها الحقيقة، فتتمكن فعليًا في المرحلة المقبلة من تشغيل الجهاز، واستخراج الوقود بمساندة ودعم مؤسسة "شعاع"، التي تبنت تطوير الجهاز، وتوفير ما يحتاج إليه من أدوات مساعدة.

وتؤمن المهندسة الشابة، بأن ابتكارها سيكون قادرًا على توفير الوقود بكميات كبيرة، للتخفيف من الأعباء التي يتحملها المواطن، ناهيك عن توفير فرص عمل لعدد من الخريجين المتعطلين عن العمل، وتخليص القطاع من كميات البلاستيك الهائلة، التي تُعد "نفايات" ليس من السهل التخلص منها.

وتتشبث صابرين بإيمانها بأن يشكل ابتكارها نقطة تحول في مستقبلها ومستقبل الفريق الهندسي الذي يعمل معها اليوم، من أجل تطوير الجهاز، الذي ترى أنه سيترك علامة فارقة في قطاع غزة المحاصر، حال اعتماده.