طفلٌ ينزِف.. أمام قضاء "إسرائيل"!
تاريخ النشر : 2021-03-24 15:49
أرشيفية

"ليس أصعب من أن يكون طفلك، على بعد خطواتٍ منكِ، لكنكِ لا تستطيعين ضمه إلى صدرك"، قالت والدة الفتى الأسير أحمد فلنة لـ "نوى"، وهي تصف محاكمته التي عُقدت قبل عدة أيام، بينما هو لم يتعافى بعد من آثار عمليةٍ جراحية أجريت له في مستشفى "هداسا".

اكتفت أم جهاد يومذاك بتفقد ملامحه الباهتة، وأطراف تلك الضمادات المتفرقة في أنحاء جسده، وبإيماءةٍ صغيرة من عينيه، تعالى فيها على وجعه كي يخبرها أنه "بخير".

"كان يُجر بواسطة الجنود على كرسيٍ متحرك، إنها خمس رصاصات، بأي قلبٍ يسائلونه في محكمةٍ بعدها؟" تتساءل.

الفتى الأسير، هو طالبٌ في الصف الأول الثانوي، اعتُقل بتاريخ 26 شباط/ فبراير الماضي، بعد إطلاق النار عليه، بينما كان مارًا بالقرب من جدار الفصل العنصري في بلدة "صفا" برام الله.

في ذلك اليوم- تروي والدته- كان أحمد متوجهًا إلى أراضي الزيتون الخاصة بعائلته، وهناك تصادف وجود مواجهاتٍ مع جيش الاحتلال الذي أطلق النار بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابته، قبل أن يتم التنكيل به، وتمزيق ملابسه واعتقاله.

خمس رصاصاتٍ اخترقت فخذيه، وأسفل بطنه، وعدة عملياتٍ جراحية، وثلاث محاكماتٍ مرَّ بها الطالب في الصف الأول الثانوي، خلال أقل من شهر حتى تاريخ اليوم! ناهيك عن صدمة لحظة "البداية".. الإصابة، السقوط أرضًا، سخرية الجنود حوله، وتمزيق ثيابه –وفقًا لما أوردت هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

أربعة أيامٍ فقط، بعد تاريخ الإصابة والاعتقال، قضاها في مستشفى "هداسا" الإسرائيلية، خضع خلالها لعدة عمليات جراحية، مقيدًا في سرير المستشفى! انتقل بعدها إلى سجن "مجدّو"، منتظرًا نقله من جديد إلى مستشفى "العفولة" لإجراء عمليةٍ أخرى!

المخاوف لا تفارق والديه. وضعه الصحي غير مطمئن، وخضوعه للمحاكمات المتتالية قبل أن يتعافى،  يدلل على انتهاكاتٍ إنسانية وقانونية يتعرض لها أحمد داخل سجون الاحتلال.

يضيف والده: "وردتنا أخبار مؤخرًا، تقول إن حالته الصحية تراجعت، وجراحه تعرضت للالتهاب، وقد اتصل بنا أحد أفراد جيش الاحتلال، ليخبرنا أنه بحاجة إلى إجراء عملية أخرى، تتطلب توقيع ذويه"، مؤكدًا إرسالهم التوقيع بالموافقة الخميس الفائت، "وحتى هذه اللحظة لم يردنا أي خبر، أو أي تطور بخصوص حالة ابننا الصحية" يتابع.

تخشى والدة أحمد، أن يتسبب الاحتلال الإسرائيلي بوأد أحلام ابنها وطموحاته العلمية، مطالبةً المؤسسات الحقوقية، والصليب الأحمر بالضغط على سلطات الاحتلال، من أجل السماح لعائلته بزيارته والاطمئنان عليه.

قبل عدة أيامٍ مرّ "يوم الأم" ثقيلًا على قلب أم جهاد، كيف لا؟ وغصة غياب "أحمد" "نوارة الدار" تقف في حلقها، تصف لحظاته بقولها: "قضيت يومي في غرفته، أتملس سريره، وأشم رائحته في كل زاوية في المكان، أتذكر نكاته التي كان يطلقها كل يوم، وأبكي على حاله اليوم وهو مكبل  بالسلاسل، بينما كل جزء من جسده يتألم بفعل الإصابات، ويشدني التفكير فيما يمكن أن يحل به بعد كل هذا العذاب".

أحمد، هو واحدٌ من (140) طفلًا فلسطينيًا –حسب نادي الأسير الفلسطيني- يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي حتى نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي، موزعين على سجون "عوفر"، و"الدامون"، و"مجدو".