فلسطين تنعى الشاعر والروائي مريد البرغوثي
تاريخ النشر : 2021-02-15 13:14

فلسطين | نوى:

"من يفقد جغرافيته الخاصة، يتشبث بتاريخه الخاص. ومن يخسر المكان، يتشبث بالزمن. إن المشرد لا يتعلق بالأماكن. ومن تُكسر إرادته يعيش في إيقاعه الداخلي والأماكن عنده ليست إلا وسيلة مواصلات تنقله إلى أماكن أخرى، وكأنها خمر، أو حذاء. إن أقسى تجليات الاقتلاع من المكان أنها تجعلك غريبًا لا عن أقوام المنفى فقط، بل عن قومك أيضًا" كان آخر ما شاركه الفقيد "مريد البرغوثي" على حسابه الشخصي.

لم يمرّ "عيد الحُبّ" بسلام هذا العام، مرّ بثقل الصخر على قلوب محبي الشاعر والروائي الفلسطيني مريد البرغوثي بعدما وافته المنية عن عمر يناهز 77 عاماً، في العاصمة الأردنية عمّان.

ومريد صاحب رواية "رأيت رام الله"/ 1997، ورواية "وُلِدت هناك، ولدتُ هنا"/ 2009، من مواليد 1944 في قرية دير غسانة شمال غرب رام الله، سافر إلى مصر عام 1963، بعد أن تلقّى تعليمه في رام الله، والتحق بجامعة القاهرة وتخرج من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها عام 1967. وهناك تعرف بزوجته الروائية المصرية الراحلة رضوى عاشور أستاذة الأدب الإنجليزي في جامعة عين شمس بالقاهرة (توفيت في 2014)، وأنجبا الشاعر تميم البرغوثي.

ومريد صاحب رواية "رأيت رام الله"/ 1997، ورواية "وُلِدت هناك، ولدتُ هنا"/ 2009، من مواليد 1944 في قرية دير غسانة شمال غرب رام الله

رثاء طويل، لن ينتهي بانتهاء الحدث بالتأكيد، علّقت الكاتبة سماح إدريس على خبر الوفاة عبر صفحتها الشخصية في فيسبوك "الصديق الحبيب مريد البرغوثي يغادرنا قبل أن نشبع من جمال شعره، وصلابة مواقفه، ودماثة خلقه. لماذا يغادرنا الطيبون، المستقلون، الواضحون، واحدًا واحدًا؟ إلى الخلود يا صديقي".

وزادت "سلامنا، باسمي وباسم "الآداب"، مجلة ودارًا، إلى الحبيبة الغالية رضوى. وكلّ العزاء الحارّ لتميم".

الصحفية إسراء المدلل قالت إنه عندما رحلت رضوى بفترة وجيزة، شارك مريد ضيفاً عبر نافذة في صالون ثقافي بغزة، وحينما تحدثت إليه، شعرت وكأنه فرد من عائلتها وشاركته حزنها على فراق رضوى. وبكيت فالصدق يصبح على هيئة بشر أمام بساطته.

وتضيف "كان يجب أن ينتهي الكلام بعناق، وكان علينا أن ندرس كلماته جيداً. مريد خطفته رضوى ومعه خطفت أملنا المعلق على وطن لم يكمل القصيدة".

تتابع إسراء أن مريد رحل من شدة شوقها وعشقه، وقد رحل وفي قلبه حسرة على وطنه، مغترباً وفي ذاكرته رائحة شجر البرتقال وتذكرة سفر وكتاب ومحتل سلب منه أحلامه وفراشه الصغير. ستبقى رام الله جميلة بك وستبقى الحبيب المخلص لرضوى ولفلسطين وللإرث الأدبي العربي وللإنسان الشاعر الحر. وداعا يا حبيب وطنك.

ولمريد البرغوثي 12 ديوانًا شعريًا، أبرزها: الطوفان وإعادة التكوين، فلسطيني في الشمس،

فيما كتب سامر جابر "نودعك كانسان وصوت للفقد، مع الملاحظة التالية، ابن الطبقة المتوسطة، سليل اسرة اقطاعية، فقد الوطن فحوله إلى ذاكرة جمعية لابن طبقة متوسطة لأسرة ذات سطوة اقطاعية، من الجميل الانحياز للوطن والأجمل الانحياز للمسحوقين في هذا العالم يا مريد".

ولمريد البرغوثي 12 ديوانًا شعريًا، هي: الطوفان وإعادة التكوين، فلسطيني في الشمس، نشيد للفقر المسلح، الأرض تنشر أسرارها، قصائد الرصيف، طال الشتات، رنة الإبرة، منطق الكائنات، ليلة مجنونة، الناس في ليلهم، زهر الرمان، منتصف الليل، مجلد الأعمال الشعرية، استيقِظ كي تحلُم.

وقال وزير الثقافة الفلسطينيّ عاطف أبو سيف إنه برحيل الشاعر والكاتب مريد البرغوثي تخسر الثقافة الفلسطينية والعربية علمًا من أعلامها ورمزًا من رموز الإبداع والكفاح الثقافي الوطني الفلسطيني.

وأضاف أن البرغوثي كان من المبدعين الذين كرّسوا كتاباتهم وإبداعاتهم دفاعًا عن القضية الفلسطينية وعن حكاية ونضال شعبنا وعن القدس عاصمة الوجود الفلسطيني، حيث ستخلد أفعاله الشعرية والنثرية حكاية الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني والفكر الإنساني.

رحيل مريد خسارة كبيرة، ومؤلمة للمشهد الثقافي العربي عامة، وللثقافة الوطنية خاصة

كما نعى الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، الشاعر البرغوثي، واعتبر رحيله خسارة كبيرة، ومؤلمة للمشهد الثقافي العربي عامة، وللثقافة الوطنية خاصة، وقال إنه "من القامات المؤثرة التي سيصعب تعويضها".

"أنا أكبر من إسرائيل بأربع سنوات، والمؤكد أنني سأموت قبل تحرير بلادي من الاحتلال الإسرائيلي" تماماً كما قلت، جرى يا مُريد، فإلى اللقاء بروحك يوم التحرير يا ابن فلسطين البار.