تعايشٌ أم إغلاق؟ د.ظهير يُجيب: هذا ما ينتظر غزة
تاريخ النشر : 2020-11-05 20:47

هل نحن ذاهبون للإغلاق الكامل، أم للتعايش؟ وما مدى صحة الأرقام التي تنشرها وزارة الصحة الفلسطينية في تقريرها اليومي حول أعداد الإصابات؟ ومن هي الفئات التي يتم اختيارها للفحص؟ ثم ماذا عن تطعيم الإنفلونزا الموسمية؟ وتساؤلاتٌ أخرى كثيرة، طُرِحت على مدير عام الطب الوقائي في قطاع غزة، د.مجدي ضهير، خلال لقاءٍ نظمه تجمع "مبادرون" عبر تطبيق "واتساب".

 وأكد د.ضهير في معرض إجابته، أن وزارة الصحة، "تتبع طريقة علمية وممنهجة، في عملية سحب العينات واختيار فئات الفحص التي تنقسم إلى ثلاث، الأولى تخص المصابين أنفسهم، أولئك الذين يمكن أن يُجرى لهم الفحص أكثر من مرة خلال عملية العزل، والثانية هي فئة المخالطين، ومن تظهر عليهم أعراض مشابهة لأعراض "كوفيد- 19".

وقال: "الفئة الثالثة من المسوحات، هي تلك العشوائية، التي نحاول من خلالها قراءة مدى انتشار الوباء في المناطق المختلفة".

ولفت ظهير إلى أن المسوحات، "تتم بطريقةٍ علميةٍ ممنهجة، وبطريقةٍ حسابيةٍ إلكترونية"، فتوزع على كافة أحياء القطاع حسب الكثافة السكانية، منبهًا إلى أن "العشوائية" منها هي الأهم، كونها تكشف البؤر الحقيقية الغائبة عن الأعين، التي لا تظهر على أهلها الأعراض، "وقد تشكل خطورةً حقيقيةً في حال كانت النتيجة إيجابية".

وعن كيفية توزيع العينات واختيارها، أوضح أن الأمر يتم حسب منظومة الإشارات الضوئية لعدد السكان في كل محافظة وكل حي، وعليه: يتم توزيع العينات التي يتم سحبها طوال الأسبوع، ومن خلال النتائج التي تظهر، يتم تصنيف الأحياء والمناطق ما بين حمراء أو صفراء أو خضراء.

وأضاف: "اللون الأخضر في تحديد المناطق، يشير إلى أن نتائج الفحص أظهرت إصابة أقل من خمسين حالة مقابل خمسين ألف مواطن في الحي ذاته، فيما يشير اللون الأصفر إلى عدد إصابات يتراوح ما بين 50 و100، لكل 100 ألف مواطن خلال أسبوع، أما اللون الأحمر، فيعني تسجيل ما يزيد عن مئة حالة خلال أسبوع، من بين 100 ألف مواطن في الحي".

وفيما يتعلق بقرار وزارة الصحة، المتعلق بحجر العائدين من مصر في منازلهم، أكمل ظهير حديثه بالقول: "عمليًا لم يعد لدينا أماكن للحجر، لأن القدرة الاستيعابية للمراكز لم تعد تحتمل المزيد، سيما مع حجم الإصابات المتزايد داخل قطاع غزة"، ملفتًا إلى أن الصحة لا تعول على شهادات الفحص التي يأتي بها المسافر، "ويتم أخذ مسحة منه، مع العمل على إظهار نتيجتها سريعًا، والتوصية بالتزام العائدين بالحجر المنزلي لحين ظهور النتيجة، التي تصل خلال 24 ساعة.

وذكر ظهير أن الوزارة تعول على وعي المواطن بأهمية العزل المنزلي لحين ظهور النتيجة، مشيرًا إلى أن الخطر لا يكمن فقط في القادمين من الخارج، لأن حجم الإصابات المتوقعة بينهم لا تصل إلى حجم الإصابات بين المخالطين داخل المجتمع، "الذين يمثلون المشكلة الأكبر التي تواجه وزارة الصحة" يعقب.

وتابع: "العينات العشوائية التي يتم أخذها من المجتمع، تتم بطريقة حسابية مدروسة، إذ يتم يوميًا سحب ما يزيد عن 3000 عينة، ولكن في بعض الأوقات لا يصل عدد المخالطين إلى النسبة التي يمكن أن يزيد بناءً عليها عدد الفحوصات"، مردفًا: "أجرينا خلال الشهرين الماضيين ما يزيد عن 150 ألف فحص، لفئات ما بين مصابين ومخالطين، بالإضافة إلى فحوصات عشوائية، تمت بطريقة علمية، وفق ما انتهى إليه العالم في مواجهة كوفيد19".

وجدد مدير دائرة الطب الوقائي تأكيده أن العامل الأساسي في التخفيف من حدة الإصابات، هو الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة، موجهًا رسالةً إلى المؤسسات الأهلية والشبابية، بضرورة العمل على زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التباعد الاجتماعي، واتباع الإجراءات الوقائية من ارتداءٍ للكمامة والتعقيم.

وقال مخاطبًا المشاركين في لقاء "مبادرون": "انزلوا إلى الشوارع، وانظروا إلى حجم الالتزام بالإجراءات الوقائية، ستجدون أن الغالبية العظمى لا تلتزم حتى بالكمامة، كثيرون ما زالوا غير مصدقين بأن الوباء موجود، ويظنون بأن الحكومة تريد أن تجمع النقود ليس إلا"، مستشهدًا بما أعلنه مدير مستشفى الحسين في المملكة الأردنية، حول عدم وجود أي سرير عنايةٍ فارغ داخل مستشفاه، وأنه "فقد القدرة الاستيعابية".

وعلق بالقول: "نحن حريصون ألا نصل إلى هذه المرحلة، لكن الأمر يحتاج إلى التزام المواطن"، مؤكدًا أن عدد الإصابات لو ازداد بحيث لا يمكن السيطرة عليه، سيتم اللجوء إلى خطوة "قرار الإغلاق الشامل لقطاع غزة، وهو خيارٌ أخير".

وييقين ظهير، أن الإغلاق يؤثر على أوضاع المواطنين الاقتصادية "المتردية أصلًا"، "وهو ما يجعلنا ندعو ونشدد على أهمية التزام كل الفئات بالإجراءات الوقائية"، متسائلًا: "ماذا يضر التاجر والبائع والعامل أن يرتدي الكمامة؟".

ووجه حديثه لفئة الشباب الذين يظنون أنهم أقوى من الفايروس وفق وصفه، فقال: "ربما لن تتأثروا شخصيًا بالفايروس، لكنكم قد تقتلون أعزَّ الناسِ على قلوبكم من كبار السن والمرضى، وستندمون لكن بعد فوات الأوان".

وفيما يتعلق بتطعيم الإنفلونزا الموسمية، شدد ظهير على أهميته تحديدًا للفئات الهشة صحيًا، "من أصحاب الأمراض والمناعة الضعيفة، لأنهم قد يتعرضوا لمضاعفات صحية خطيرة نتيجة الإصابة بها"، ملفتًا إلى أن التطعيم تأخر في الوصول إلى قطاع غزة، ومن المتوقع وصول 20 ألف جرعة خلال منتصف نوفمبر، وبالتالي لن يكون بإمكاننا منحه لكل المواطنين، وسيقتصر على الفئات سابقة الذكر حسب الأولوية.

ونبه ظهير أن القطاع الخاص في كل عام يقوم بإدخال كميات كبيرة منه لكن الاحتلال الإسرائيلي منع إدخاله هذا العام إلى قطاع غزة